| مقـالات
روما تحتفل بمرور ألف عام على تأسيس شبكة مياه الصرف الصحي,,,!!
* تحدثنا كثيراً عن واقع المستنقعات المحيطة بمدينة بريدة من جهاتها الأصلية والفرعية، وتحدثنا عن أبنائها: البعوض، والبوص (نبات البردي)، والحرائق التي تنتج عنه حين يصفر ويهيج يبساً في الصيف، وعن الطفح وأضراره على المزارع والمساكن المجاورة، ونعود للحديث عن هذه المستنقعات التي لا يقدر أحد أضرارها، بل لا تطرأ على بال أي مستشعر لضررها، والدليل (حمى الوادي المتصدع) حيث هي بنت خطيرة معادية من بنات المستنقعات، تحملها أسراب البعوض الطائرة التي تقلع من مطارات المستنقعات إلى أضواء المدن لتفتك بأبنائها الذين تعشى أبصارهم عن المناطق الهامشية والعشوائية المحيطة بمدنهم ويلهون بأحيائهم الحديثة وشوارعهم المنارة وحدائقهم الجميلة، غافلين عن هذه المستنقعات المحيطة بهم والتي تصدر لهم كل وباء ومرض فتّاك!
لقد رحمنا الله في مدينة بريدة خلال العامين الماضيين لجفاف موسمي المطر حيث نقص منسوب الطفح في هذه المستنقعات المرشحة للزيادة حال نزول المطر هذا الموسم، والبلد الذي تنقص كفاءته في تصريف السيول ومشاريع الصرف الصحي، يغدو مثل المريض المصاب بالفشل الكلوي الذي استسقى جسمه وعجز عن التخلص عن فائض الماء فيه فلا مفر من زراعة كلية له ليتخلص من زائد الماء عنده، ومحطة التنقية التي يجري العمل فيها شرق بريدة، هي الكلية المنتظرة للتخلص من مياه الصرف الصحي للمدينة، ولكن أين مشاريع الشبكات العامة داخل الأحياء، وأين التحضير لاستكمال مشاريع الصرف الصحي لمدينة تعاني من الطفح والمستنقعات وعدم خروج مياه السيول!
لقد احتفلت (روما) قبل أيام بمرور ألف عام على تأسيس شبكة مياه الصرف الصحي فيها! ونحن اليوم نؤسسها، ولا يخفى على بصير ذي لب وعقل أنها أهم من المستشفيات وأهم من برج المياه، وأهم بكثير مما يشغلنا ونعنى به، لأنها مسؤولة عن صحة البيئة وسلامتها، وتخليصها من المياه الملوثة، ومن الطفح والمستنقعات، وتصدع المباني، وأيضاً من (حمى الوادي المتصدع) ومن سلاحها الجوي (البعوض) القاتل!
نريد حملة منظمة ومبرمجة ومخططة وسريعة من بلدية بريدة للتخلص من المستنقعات قبل أي عمل تجميلي آخر، وحملة مثلها من مصلحة المياه والصرف الصحي للاهتمام الفعال بمشاريع الصرف وتعميمها على الأحياء كافة، ومن المديرية للشؤون الصحية، للتنسيق الوقائي الصحي، ومن المديرية العامة للدفاع المدني، فالمسألة ليست حرائق تطفأ، وإنما هي دفاع عن مدنية مدينة، فالزمن يجري حثيثاً والمتأخرون عن الإنجاز يراكم عليهم الزمن استحقاقات سيجدون أنفسهم لا يطيقون أداءها!
|
|
|
|
|