| مقـالات
لا احد يستطيع ان ينكر دور الانضباط المنهجي والالتزام بأسس البحث الموضوعي في تكوين قاعدة فكرية صلبة للنظريات والافكار ومجالات البحث عامة من فلسفية وأدبية ولكن تلك القاعدة الصلبة سرعان ما تتحول في كثير من الاحيان الى قاعدة أسمنتية صلدة، تنغرس أرجل الباحث او الناقد بداخلها فيصبح عاجزا عن مغادرتها او الاشتباك من جديد مع مغامرة الاكتشاف اللامتناهية التي تخلص لروح الباحث التواقة دائما الى الجديد والمختلف.
وبما ان الحياة ذاتها (موضوع البحث) ليست مطلقة وثابتة بل في صيرورة دائمة من التبدل والتحول مع كل يوم جديد، فإذا الاحكام القطعية والنهائية والثابتة هي ضد طبيعة الاشياء ولابد في النهاية ان تعطي صورة متعارضة ومتقاطعة مع الواقع.
هذه الجدلية الدائمة من التبدل والتحول لابد ان تنشر نوعاً من القلق الوجودي الذي يقابله الكثيرون بخلق تلك القوالب الأسمنتية الجاهزة ويدلقون الادمغة بداخلها وجميع ما لا يطابق هذا القالب فسيتعرض للقص والتهذيب واحيانا الإبادة.
وحتى لا يدخل الحديث في مجال العام والمطلق فإننا نرى تلك الجدران التصنيفية التي ترتفع شاهقا حول اسماء الكتاب او المفكرين في العالم العربي من نوع (فلان كاتب ليبرالي والآخر اسلامي، بينما الثالث ظاهراتي والرابع قومي، والخامس بنيوي جماهيري!!!!,,,)
وهكذا الى ما لا نهاية في تقسيمات حادة وقطعية تقترب من ذلك التقسيم المتوتر الذي يقسم الحدود والمداخل والمخارج فيصبح كل مفكر أو أديب اسير أرضه أو (وصمته) الدمغة والعلامة التجارية ولن يستطيع مغادرتها في تقسيم لمناطق النفوذ والتحرك يشبه الذي يصوره (نجيب محفوظ) في رواياته بين (فتوات الحارات) فأي اختراق لمناطق النفوذ لابد ان يقابل (بالشوم والزلط) عقابا لكل من يخترق الحدود او يجرؤ على تجاوزها ولا ادري الى الآن ما الخطأ في تلاقي الافكار وتلاقحها واستشراف اسس دائمة الجدة على مستوى النظرية والتطبيق اما تلك العلامات التجارية التي نعلقها على ظهور البعض كوصمة لا تغادره ولا يجرؤ صاحبها على التخلي عنها فمن شأنها ان تخلق ذلك الاسمنت القاتل الذي ليس له علاقة بالحياة وطبيعتها المتحولة المتبدلة.
الأستاذ أبو محمد الأشرف:
شكرا لمتابعتك واهتمامك، ولذاكرتك الذهبية التي تحفظ معظم عناوين مقالاتي، بالنسبة للتوقف او الغياب عن النشر في بعض الايام، فهو على الغالب لظروف خارجة عن ارادتي، أو لظروف أخرى تتعلق بالنشر، بالنسبة للغة العربية فالطوفان عارم وشرس، والعولمة تحاول ان تغيب التعدد ويبقى العالم أسير الصوت الآخر، النضال طويل ويجب ان نبدأ فيه نحن أهل الضاد، اي عندما نحب هذه اللغة ونبدع من خلالها ونقدمها للعالم.
e-mail: omaimkhamis @ yahoo. com
|
|
|
|
|