| عزيزتـي الجزيرة
كان من الرواد الذين نهضوا بالتعليم، كان من الرموز التي يشار لها بالبنان، كان من الباحثين المميزين والذين تلقى عليهم هموم ومعوقات التعليم، كان ممن لهم راي قبل اتخاذ القرار، كان من أصحاب القرار، كان صاحب السعادة، صاحب رؤية ثاقبة، كان ممن يدعى في كل احتفال وله فيه كلمة,, رأي,, مشورة,, او خطاب شكر، بل واكثر من مقال ومقام,, وكان,, وكان,.
ولكنه بلغ السن القانونية للتقاعد فطوي في صفحات النسيان!, كغيره من كبار الرواد!.
وجاءت رسالة أستاذنا/ عبدالله الصالح الرشيد لمعالي الوزير الأستاذ الدكتور/ محمد الرشيد بطلب تأسيس إدارة شؤون الرواد والمتقاعدين بالوزارة والتي نشرتها جريدة الجزيرة في عددها 10215 وتاريخ 18/6/1421ه, كانت رسالة مؤثرة، مؤطرة بالعطاء والتضحية معبرة، ورسالة يجب أن تكون مقدرة، من الجميع, لانها من صاحب خبرة وتجربة وكاتب قدير.
طالب أستاذنا الكريم (بان تسمى بعض المدارس المستجدة بأسمائهم اعني الرواد وان تطبع كتيبات ونشرات تتناول بعضا من سيرهم وكفاحهم مع الاستفادة من خبرتهم وتجاربهم واستشارتهم ودعوتهم في المناسبات العلمية والثقافية وهذا أدنى حد للتقدير المعنوي).
انهم لا يحتاجون رعاية خاصة ولا شفقة ولا ماديات كل ذلك هم في غنى عنه انهم يريدون بكل اختصار تثمين أداء واجبهم الوطني ويطمعون في شيء من الوفاء, وإفراغ تجاربهم للأجيال القادمة.
هؤلاء الرواد الذين واكبوا المسيرة التعليمية وكان لهم الرأي والفضل بعد الله في ما وصلنا إليه من إنجازات، اختصرت الزمن من اجل مسايرة الركب في جميع المجالات الحيوية.
إن لهم حق في الإشادة بهم والاهتمام بجهودهم! وليس من الوزارة فحسب وان كانت هي المعنية بهذا، ولكن تشاركها هذه اللفتة الإنسانية الأندية الأدبية والمكتبات وجميع المؤسسات التربوية والثقافية.
اتمنى أن تسمى المدارس المحدثة باسمائهم، اتمنى ان توجه لهم بطاقات دعوة في كل مناسبة من مناسبات التعليم، وكلي أمل ان توجه لهم الدعوة في إلقاء المحاضرات والندوات في المكتبات وغيرها وهم الأجدر بهذا الدور، وسيكون لهم دور مميز في مراكز التدريب في إدارات التعليم.
وكيف ندعو الأكاديميين؟ ولدينا البديل صاحب الخبرة الطويلة والناضجة! أني أرى من وجهة نظري الخاصة أن يسند لهم الإشراف على المجلات والنشرات التربوية والاستفادة من مشاركتهم الأدبية التي أرى أن الوزارة هي الأحق بها من غيرها.
هؤلاء طاقات مهدرة فهم الآن اكثر عطاء وتفرغا ويجب ان تستمر في الدراسات الميدانية والبحوث والاستشارات التربوية.
ولو استثمرت هذه الطاقات التربوية استثمارا جيدا ووظفت لدراسة المستجدات والمتغيرات والتي يزخر بها التعليم والتي تحتاج لمساهمتهم الفعالة في التطوير والتحديث ولو كان دورهم مقتصرا على الاستشارة فقط.
أتمنى أن تلبى هذه الرغبة التي قد تكون املا لكل متقاعد يجد في نفسه القدرة على العطاء لهذا الوطن الغالي, فيجد باباً لم يوصد في وجهه, هذا ما نامله ونتطلع إليه من معالي وزير المعارف والذي عرف عنه مواقفه النبيلة وهو خير من يقدر مثل هذه اللفتات الإنسانية (عسى أن يكون قريبا),, والله من وراء القصد.
عبدالعزيز بن مشعل المشعل مدير إدارة الثقافة والمكتبات بتعليم منطقة الرياض التعليمية
|
|
|
|
|