| متابعة
ما أصعب الشهادة بالقيادات العربية,, وما أصعب تصديق الناس ,,, !
أي يقولها متهم بالنفاق,, وكيفما قالها متهم بالارتزاق ,,, !
لكن مع الأمير عبدالله بن عبدالعزيز يختلف الأمر,, ولابد ان يختلف .
لا يرتجل الانتصار ,, ولا تدفعه هزيمة الآخرين إلى الخوف من الانتصار.
في ارادته مناعة ضد الخوف، وفي قراره حكمه، وفي حكمته شجاعة، وفي شجاعته نصر بإذن الله.
يدرك ان الذل مرض عربي حديث ، وان التضامن العربي أشبه بالجحيم.
وان الاسماك الصغيرة تتسابق إلى فم الحوت، وان كل هذه البدل الحديدية العربية في داخل أكمامها أيد مبتورة.
يدرك هذا جيداً، وهذا تحديداً يجعل مهمته أكثر صعوبة,.
ما أقسى ان تكون وحدك مسؤولاً عن قضايا الآخرين ,.
وكأن كل قضايانا العربية والاسلامية ألقيت أمام بيت أبي متعب .
هذا هو وضعنا العربي,, وهذا هو عبدالله بن عبدالعزيز يخاطب الناس ايماناً منه بأن لها عيوناً وعقولاً، وغيره يعدها وكأنها كتلة من العُمي يصلها سحر الكلام ولا تستطيع ان ترى بشاعة الفعل.
كان يعرف ان الاحتيال على الحقائق والاعتماد على المبررات المزيفة يشكل سلاماً ملفقاً، ويفتح الطريق واسعاً أمام العصر الاسرائيلي.
وكان يعرف جيداً ان حمى التسابق لإقامة علاقات مع اسرائيل هي أمور مستهجنة لا يمكن الدفاع عنها.
وكان يدرك ان الواقع ليس ما نقبل به فقط، بل ما نرفضه أيضاً اذا تعارض مع الكرامة ومصلحة الأمة العربية والاسلامية.
عرف الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ان الخلط الحاصل في هذه المرحلة بين الواقع والواقعية لا يمكن أن يكون سبباً مقنعاً للتفريط.
فالواقعية هي ألا تحلم بقوة لا تمتلكها لاستعادة الحق، وألا تفرط بالحق لأنك لا تمتلك القوة , .
والواقع انك لا تمتلك القوة ,.
الواقعية اننا اصحاب حق ,.
فالواقعية ثابتة,, والواقع متبدل ,.
لاشك في ان ما تم في اوسلو وإلى الآن خطيئة، لكن من له حق رجم السلطة الفلسطينية بالحجر ,, ؟
لا أحد,, باستثناء اولئك الذين يحملون مسؤولية المواجهة مع العدو الاسرائيلي.
والأمير عبدالله بن عبدالعزيز قائد المواجهة مع المحتل الاسرائيلي لم يفعل ذلك بل أعلن عن نصرة الفلسطيني ظالماً ومظلوماً.
وهنا نسأل عن سر قوة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ,,, ؟
لم يكن اهتمام المملكة العربية السعودية بالقضايا العربية والاسلامية بصفة عامة وقضية فلسطين بصفة خاصة وليد مرحلة من المراحل بل كان موقفاً ثابتاً تميزت به السياسة السعودية منذ قيام المملكة على يد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه اضطلاعاً منها بمهام المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقها، وعلى عاتق القيادة المؤمنة التي حملت راية التوحيد والوحدة والتي أصبح ميراث هذه الأمة أمانة في عنقها، ومستقبلها خيارها.
وقد ظلت المملكة في جميع مواقفها وسياساتها تشكل صمام أمان يحول دون اندفاع الأمة العربية والاسلامية في سبل لا تصون حقوقها، أو في معالجات تحوم حول نتائجها الشكوك, ومثل هذه السياسة والمواقف كانت ولا تزال نصيراً كبيراً لقضايا الأمة، ورفض التفريط في أي من حقوقها.
واذا كان ابناء الملك عبدالعزيز سعود وفيصل وخالد رحمهم الله قد جعلوا من التمسك بالمبدأ الذي أرساه موحد المملكة بالنسبة لفلسطين مبدأ لهم وهو القائل ان أبناء فلسطين كأبنائي,, فلا تدخروا جهداً في مساعدتهم وفي تحرير أرضهم ، فإن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله قد جعل من الدعوة لتحرير فلسطين وحق شعبها في تقرير مصيره منطلقاً لتوجهات الأمة العربية والاسلامية نحو فلسطين .
لقد اسهمت المملكة بقدراتها وامكاناتها في استقرار الامن العربي والاقليمي والعالمي، وسعت دوماً إلى البحث عن الوسائل المناسبة لاستقرار منطقة الشرق الاوسط، وكرست المملكة المفهوم الصحيح للقضية الفلسطينية على انها قضية شعب شرد من أرض وطنه، ووطن اغتصب من اصحابه الشرعيين، وكانت ولازالت قضية القدس في اولويات القيادة السعودية التي لم تدخر جهداً في سبيل تخليصها من المحتل.
ووقف خلف القيادة السعودية الشعب السعودي الكريم الذي قدم الغالي والنفيس في سبيل تحرير المقدسات في فلسطين، واتساقاً مع هذه المواقف جاء موقف الأمير عبدالله في قمة القاهرة.
وهذا هو سر قوة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز فارس الانتفاضة الفلسطينية المباركة.
فقد علمنا التاريخ بأن المخلصين قلة ، وفي مقدمة هؤلاء المخلصين خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز والأمير عبدالله بن عبدالعزيز الذين حفظوا القدس وانتفاضتها في ضميرهم.
كاتب وصحفي فلسطيني
|
|
|
|
|