|
| الثقافية
الأستاذ أحمد عبدالغفور عطار علم من أعلام الأدب والفكر في بلادنا, وهو أديب متعدد المواهب وافر الانتاج عذب الأسلوب قوي الشخصية سريع البديهة له من المؤلفات ما يزيد على المائة, فله في التراجم صقر الجزيرة والأمير سعود ومحمدبن عبدالوهاب وله في القصة والمسرحية أريد أن أرى الله وجحا يستقبل نفسه والهجرة .
وله في الشعر ديوانه الوحيد الهوى,, والشباب ,, وله في ميدان التحقيق الصحاح للجوهري وليس في كلام العرب لابن خالويه.
وكتابه الديانات والعقائد,, في مختلف العصور من أهم كتبه ومن أكثر كتبه اشتمالا على ما يتمتع به من سعة اطلاع وحسن تأليف, وللأمير الجليل الفاضل سلمان بن عبدالعزيز فضل كبير في خروج هذا الكتاب الى النور كما روى المؤلف الأستاذ أحمد عبدالغفور عطار في تمهيده للكتاب, يقول الأستاذ العطار رحمه الله الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض يلتقي في شخصيته أكرم خلائق الانسان الفاضل وخير صفات المسلم الصالح وأفضل محامد المؤمن الحق ومن هذه الصفات والخلائق العدل وفي الحديث الشريف,, ساعة عدل خير من ألف شهر في عبادة , وهنيئا للحاكم الذي لا يضطرب في يده ميزان العدل ويجتمع في شخصية الأمير سلمان العدل والشجاعة والكرم والعلم والخلق الفاضل وبعد النظر وحسن الادراك والعضاضة والقدرة على الارتجال, وأنا أعرف الأمير سلمان بن عبدالعزيز منذ أمد بعيد واجتمعت به كثيرا وذات مرة منذ ثلاثين سنة دار الحديث عن الديانات والعقائد في مختلف العصور وأوجزت الحديث فيها فقال سموه :ارجو ان تؤلف كتابا في الديانات فأجبته: وأنا أرجو ذلك إن شاء الله .
وقد تحدث المؤلف بعد ذلك التمهيد عن السحر والعقيدة, وتحدث عن الخوف وعلاقته بالعقيدة ثم تحدث عن ديانات الهند, وتحدث المؤلف بالتفصيل عن ديانات الصينيين وأهل التبت, وفي فصول متتالية ثلاثة تحدث المؤلف عن ديانة السومريين والبابليين والأشوريين ثم يتابع المؤلف حديثه عن ديانة الصائبة وعقائد أهل الكتاب وغيرها.
والبحث في موضوع الديانات والعقائد باب قديم عند أهل العلم ألف فيه الشهرستاني كتابه, الملل والنحل وألف فيه أبو محمد علي بن حزم الأندلسي كتابه الشهير الفصل في الملل والنحل , إلا أن ابن حزم الأندلسي يفتقد في كتابه هذا كثيرا من الدقة شأن ابن حزم في سائر كتبه فقد امتلأت كتبه بالأخطاء التاريخية والعلمية اضف الى ذلك مزاجيته في الهجوم على كثير من أهل العلم في الأندلس مندفعا بعاطفته.
ومن المعاصرين كتب الأستاذ عباس محمود العقاد كتابه الله وكان الكتاب والبحث كسائر أبحاث الاستاذ العقاد رحمه الله دقيقا عميقا قريبا منظما وبدا فيه العقاد كما يبدو دائما في سائر كتبه واسع الاطلاع قوي العرض بالغ الحجة رائع الأسلوب.
ونترك الأستاذ أحمد عبدالغفور عطار في كتابه يحدثنا عن فيلسوف الصين وحكيمها الكبير لاوتسو, يقول الأستاذ العطار عن لاوتسو: يقال إن لاوتسو هو الذي أسس التاوية حوالي القرن الخامس قبل الميلاد والمعروف من سيرته وتاريخه يسير ويغشاها الغموض, وكل ما عرف عن لاوتسو أنه كان موظفا في قصر أحد أباطرة الصين في منصب ناظر ديوان السجلات وكل ما عرف من مؤلفاته كتاب تاو ويذهب المؤرخون ان كتابه هذا لم يسلم من التحريف فقد أقحم تلامذته فكرة التاوية وأصولها وان كان ما فيه من آراء مسائل ما وراء الطبيعة يغشاه ضباب كثيف من الغموض والابهام، بل نجد هذا الضباب نفسه كثيفا في الآراء التي تدور في أداب السلوك.
وللأستاذ العطار كتب جمة أخرى تتناول مواضيع اسلامية شتى من ذلك الشريعة لا القانون و محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعل لنا وقفات أخرى مع بعض هذه المؤلفات لنلقي الضوء على انتاج أديب سعودي كبير.
* ونتواصل مع رسائل القراء الكرام:
الأستاذ صلاح إبراهيم أحمد الطائف:
أشكرك على رسالتك الرقيقة والتي ذكرت فيها رأيك في المقالات.
وذكرت أيضا أنك تهوى كتابة الزجل العامي والأنموذج الذي أرسلته جيد ويدل على موهبة, أرى أن تقرأ الشعر فصيحه وعاميه, أما الفصيح فشعراؤه معروفون, أما الشعر العامي فأجوده ما كتبه بيرم التونسي وصلاح جاهين وفؤاد حداد وأحمد فؤاد نجم, ومن شعراء العامين في السعودية الأستاذ أحمد قنديل رحمه الله وله ديوان اسمه المركاز .
|
|
|
|
|
