| الثقافية
* تغطية: تركي ابراهيم الماضي
أقيمت مساء الاثنين الماضي محاضرة قيمة للمفكر د, محمد عابد الجابري بعنوان (مستقبل الثقافة العربية: تحديات عصر العولمة) وذلك بقاعة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية.
تحدث د, الجابري في بداية الامسية عن الواقع الحالي للثقافة العربية واصفا اياها بحالة الاحباط التي اصابت اجزاء كثيرة فيها,, ولفت نظر الحضور الى واقع المثقفين العرب وهو واقع لا يطمئن,, واكد على ان العقل العربي يعتبر (مستقيلا) من الناحية العملية,, وهناك الكثير من الحقول العربية التي قدمت استقالتها من جراء الاحباط الذي اصابها! وعرج المحاضر الى الحديث عن اهم التحديات التي تواجه الثقافة العربية في عصر العولمة واشار الى ان العالم العربي في بعض اقطاره يفتقد الى الحد الادنى الى (اللارقابة) وفي بعض الاقطار الاخرى هناك سلطة كبيرة للرقابة!
ثم اوضح د, الجابري ان مصر كانت في بدايات القرن الماضي تعتبر مركز الثقافة العربية بما تمتلكه من مقومات ثقافية سبقت فيها جميع الدول العربية ولكن التطور السريع الذي شهدته بعض الدول العربية جعلت دور مصر يتراجع كمركز اساسي ووحيد للثقافة العربية واعطي مثالا لمدينة الرياض وكيف انها في بدايات القرن الماضي لم يكن بالامكان تسميتها عاصمة ثقافية ولكن التطورات السريعة التي شهدتها المملكة العربية السعودية قفزت بها في مرحلة قصيرة الى مراتب متقدمة بحيث انها اختصرت مسافة زمنية كبيرة حتى استحقت أن تكون حاليا عاصمة ثقافية.
وشدد المحاضر على القول بأنه لا يصطنع التفاؤل وبالمقابل لا يستطيع اغماض عينه عما يجري حاليا، ولكنه يرى ان التطور السريع الذي تشهد بعض الاقطار العربية والدخول في العولمة سيتيح للثقافة العربية ان تستعيد مكانتها كمؤتمر مهم في العالم اجمع.
المداخلات
ثم بعد ذلك قرأ مدير الأمسية بعض الاسئلة التي وجهت للمحاضر واعطى المجال لآخرين ليدلوا بمداخلاتهم حول موضوع المحاضرة وسوف نوجز في عرض اهم الاسئلة والمداخلات التي جاءت بالشكل الآتي:
تساءل الاستاذ محمد العثيم عن اهم المشاكل التي تواجهنا عند الدخول في العولمة واشار الى ناحية الرقابة التي تعيق الانتاج العربي من الانتشار داخليا وخارجيا وطالب المحاضر بالتحدث مطولا عن هذه النقطة الهامة.
طرح الاستاذ محمد الاسمري سؤالاً حول: انتشار العولمة الذهنية وكيف تتحقق في وجود الشللية وثقافة الصفيح؟!
سأل أحدهم المحاضر عن اهم الاخطاء الواضحة في النسق الثقافي العربي!!
أوضح الاستاذ سلطان الشهري في مداخلته ان الثقافة العربية تعيش في أزمة حالياً,, وتساءل حول الطريقة المثلى للخروج من هذه الأزمة!! وعن موقفنا من هذه العولمة كمسلمين؟!
طلب الاستاذ عبدالعزيز آل الشيخ توضيحا عن أسباب حالة الاحباط في الثقافة العربية,, وهل يعود ذلك أساسا الى ان العرب لم يستطيعوا ان (يعولموا) الثقافة العربية؟!
أكد احد الحضور في مداخلته ان الثقافة العربية بدت مهددة بمجلوبات العولمة، والخطر الآخر الذي لا يقل اهمية عن مجلوبات العولمة هو ثقافة الداخل بمعنى ان ما يؤثر على ثقافاتنا العربية هو وجود فكر نمطي من داخل ثقافتنا يحول دون تمكينها من مواجهة العولمة!
واقترح المرتكزات التي تبنى عليها الثقافة العربية لمواجهة العولمة وهي اولا: تعزيز المؤسسات الوسيطة في المجتمع المدني، ثانيا: حرية البحث العلمي وتخصيص الموازنات لها, ثالثا: اجراء مواءمة بين التراث وبين مجلوبات العولمة، رابعا: الاعتراف بالآخر المختلف.
وطالب د, صالح الخثلان في مداخلته ازاحة المثقف العربي من موقعه وافساح المجال للانسان المتخصص في مجاله،وربط التقدم العربي بهذا الشرط موضحا ان دور المثقف كوسيط في نقل المعلومة للافراد بدأ يتضاءل لأن الفرد اصبح يتلقى المعلومة بدون وجود وسائط وبشكل مباشر.
أهم الآراء
وقد جاءت اجابات د, الجابري بشكل مطول، سنحاول الاختصار في عرضها كالتالي:
لا اصطنع التفاؤل في حديثي عن مستقبل الثقافة العربية ولكنها رؤية مستقبلية.
النسق الثقافي ليس قطعة املائية لنبحث من خلالها اهم الاخطاء الاملائية التي وقعت فيها كما انه ليس من السهل احصاء هذه الاخطاء وبالتالي تصحيحها ويجب ان لا نفكر بهذه الطريقة لاننا اذا فعلنا ذلك اصبنا بالاحباط!
لا أرى من الضروري استعمال كلمة أزمة لوصف الوضع الحالي للثقافة العربية,, لأن كلمة أزمة تعني وجود مشكلة في الهوية او التمزق الاجتماعي وهذا لم يحصل في الثقافة العربية التي لا تعاني من أزمة ولكن هناك ضغوط خارجية عليها فالتقدم الذي يجري في العالم يسير بسرعة كبيرة حتى لا نستطيع اللحاق به حتى ازدادت المسافة بيننا وبين الاخرين وهذا هو المظهر الاساسي للمشكلة.
هناك جانب سلبي في العولمة وهو فكرة الهيمنة ومن يمارس العولمة ويروج لافكاره من خلالها! وهناك ايضا جانب ايجابي للعولمة يتمثل في اتاحة الفرصة لاستعمال ادوات العولمة لمواجهة هذه الهيمنة!
الحكم على الثقافة العربية بأنها ثقافة مقلدة هذا كلام يحتاج للمراجعة لان جميع الثقافات تتداخل مع بعضها البعض وتقلد بعضها البعض.
هناك فعلا من ربط بين الامركة والعولمة باعتبار ان المستفيد من العولمة هو امريكا التي تعمم على العالم سلعها وذوقها وثقافتها!
ليس من الضروري ان يكون لدينا تصور واحد للعولمة بمثابة 1 +1 =2 بل لابد ان نحترم الحرية والعقل كما ان المدى الانساني لا يجب فيه التنبؤ لانه لا يخضع لنتيجة معروفة كما في المعادلات الرياضية.
اذا كان المثقف لم يسبق مجتمعه ويبشر بالمشاريع المستقبلية لا يسمى مثقفاً! والانسان المتخصص لا يستطيع التحدث عن المجتمع بشكل عام ولا نستطيع ان ندخله ضمن دائرة المثقفين,, نحن بحاجة الى المثقف الثرثار الذي يتكلم في كل شيء,, والا سيأخذنا التيار!!
|
|
|
|
|