| أصداء
ربما يتساءل كثير من القراء عن سبب هذا العنوان وهل هو يعني قلب الكاتب ام من قلب هذه الامة؟ وانا اقول انه فعلاً من قلب هذه الامة الإسلامية العربية السعودية التي يتشرف كل من له قلب وعقل ان يكتب وهو ابن لها ويعرف كيفية البر بها واعطاءها حقها لا ليجزيها بمثل عطائها لأنه لن يقدر ولكن ليرفع رايتها ويالها من راية ويرد جزءاً يسيراً مما قدمت له هذه الارض من خيراتها وابسطها امنه في سربه واهله ثم شرف خدمة حرميها الشريفين والانتماء لارض الرسالة واستحواذه على هذه الخصوصية من بين مواطني كل الدول على هذه المعمورة لما تحتضنه هذه البلاد المقدسة من رجال قرنوا الدين بالمروءة العربية الاصيلة التي اصبحت نادرة مع الاسف في بعض البلدان الاخرى كما انه يعتبر فخراً وشرفاً لكاتب هذه الاسطر في نفس الوقت ان يحتوي فؤاده على نزر قليل من الخواطر لاخوته شباب هذه البلاد الكريمة الذين هم الامل بعد الله وسواعد المستقبل لوطنهم الذي هو الام الحنون المترقبة والمنتظرة لوفائهم لرفع شأنها بين جميع الامم التي تفاخر بخصوصيتها الإلهية وندرة معدن ابنائها.
انني سأروي ما رأيت وما سمعت في الايام الاخيرة من تلك الام الحنون ومن ابنائها وبناتها ورجالها ومن عاش ويعيش على ثراها مواطناً كان ام مقيماً ولنبدأ اولاً بما اصاب الأم عصر يوم السبت 17 من شهر رجب لعام 1421ه ماذا اصابها يا ترى؟ هل هي فجيعة ام انها خيانة غير متوقعة ام انها عقوق فاضح وغريب على كل ابنائها، انها كانت سابقة لم تخطر على بال احد عندما اكملا تعليمهما وسلمتهما هذه الأمة وقادتها امانة حفظ امنها كسلاح في وجوه الاعداء والعابثين وعون وسند شامخ للمخلصين والبارين لوطنهم وأمهم الحنون ولكن في ذلك اليوم كانت المفاجأة الا وهي عندما ارتد ذلك السلاح الموجه للأعداء ولكأنه خنجر استقر في جوف الام الحنون المعطاء التي توقعت ان يكون الخنجر من عدو لها ولكنها صعقت عندما رأت يدها اليمنى ترتد معتدية على جوفها,, آه لقد اطلقت زفرة من قلبها وتنهيدة عميقة من احشائها لغدر ابنائها وخيانتهم لدينهم ووطنهم وقادتهم واخوتهم المواطنين الابرياء بل كانت صاعقة قاتلة على اهلهماوذويهما الذين تمنوا ان تبتلعهم الارض ولا يروا مثل ذلك اليوم المشين والمخجل امام الله ثم امام الامة ولكنها تلك الأم التفتت الى يمينها وشمالها وإذا بها ترى أبناءها وبناتها وساكنيها يضمدون جراحها ويكفكفون دموعها ويحضنونها لكي تستبشر بغد مشرق ممزوج باستنكار ابنائها وإدانتهم لخيانة الدين ثم المليك والوطن مؤكدين ان لكل قاعدة شواذ وعزمهم بإذن الله على اعتبار اولئك الخائنين غرباء لفظتهما تركيبة مجتمع مسلم وفي لعهوده إن شاء الله ولانهما لم يستطيعا التأقلم مع باقي الجسد الإسلامي لهذه الامة الذي رفضهما وقذفهما لكيلا يكونا مؤتمنين اكثر مما مضىعلى فلذات كبد موطن المقدسات الشامخ بتوفيق الله ومنته فالله خيرٌ حافظاً وهو ارحم الراحمين ولكن ليسمح لي القارئ الكريم لأنني حاولت جهدي ان اكتفي بذلك والا ازيد على ردة فعل تلك الام على ماحدث من ابنيها ولكنني حقيقة لم استطع كبح مشاعري التي ترجمها مداد القلم وانا لم اصدق ماحصل ولكأنني استذكر قول ربي جل وعلا ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها النحل آية 91 وقوله تعالى إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً أولئك لا خلاق لهم في الاخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم آل عمران 77.
واستذكر كذلك قول رسول الامة عليه افضل الصلوات والتسليم في وصفه للكبائر حين قال الكبائر: الشرك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس واليمين الغموس وعندما نتذكر اليمين الغموس وتسمى الصابرة فهي اليمين الكاذبة التي تهضم بها الحقوق او مايقصد به الغش والخيانة وهي كبيرة من كبائر الإثم ولا كفارة فيها على الصحيح من اقوال اهل العلم، لانها اعظم من ان تكفر، وسميت غموساً لأنها تغمس صاحبها في نار جهنم والعياذ بالله.
نعم,, يالها من قاصمة عظيمة فالخيانة قبيحة في كل شيء كما قال احد علماء السلف وبعضها شر من بعض وليس من خانك في فلس كمن خانك في اهلك ومالك وبلدك وارتكب العظائم فخيانة الامة من اكبر الخيانات واعظمها.
وما هو اكبر واعظم من الحنث باليمين كما قال المولى جل وعلا وإنه لقسم لو تعلمون عظيم وصدق جل شأنه عندما وصف الإنسان بانه ظلوما جهولا عندما حمل الامانة التي رفضت حملها السموات والارض والجبال لعظم شأنها.
ان الدلائل من الكتاب والسنة عما جاء في الوعيد والتهديد للحنث باليمين وخيانة الامانة لهي اكثر من ان تحصى بل ان من صفات العرب حتى في الجاهلية حفظ الامانة والوفاء بالعهود فهل يكون عصرنا اسوأ من الجاهلية لبعد الناس عن دينهم؟
اسأل الله الا يكون بيننا مثل هذه النوعيات التي هي مرض خبيث يستلزم استئصاله وابعاده عن الجسم السليم لكي لا ينتشر فيه لا سمح الله ماذا عساني ان اقول ياوطني؟ هل اقول شر البلية مايضحك لقد تأملت وضحكت في نفس الوقت عندما قال عايش الفريدي لماذا يحرسوننا الاجانب ولا نحميها نحن ابناؤها فاختلطت احزاني مع تعجبي وانا لسان حالي يقول اذا كان حماية أبنائها مثل حمايتك وخيانتك فماذا عسانا فاعلين ياحامي بلده؟ ثم اين هم اولئك الاجانب الذين يتشدق بهم؟
وكم كنت اتمنى ان ينتقد فيصل البلوي شيئاً آخر غير الصحة التي رأت الاعين وسمعت الامة كلها ان كثيراً من زعماء الدول تهافتوا على مستشفياتنا ومراكزنا الصحية ليبحثوا عن اطباء سعوديين مشهورين عالمياً ولله الحمد واجهزة طبية حديثة لربما اكثرها لم يستعمل بعد في البلاد المصنعة لها, وليته كذلك لم ينتقد الصحة وهو يرى بعينيه الجسر الصحي الممتد بين المملكة وفلسطين المحتلة لنقل مصابي ابطال انتفاضة القدس العظيمة وإمداد اخوتنا هناك بالادوية والعلاج وليته كذلك لم يتحدث عن الصحة وهو يقرأ ويسمع يومياً عن طائرات الإخلاء الطبي وهي تجوب السماء في الداخل والخارج لتقديم سرعة النقل للمرضى السعوديين وغيرهم لإنقاذ حياتهم بعد الله والحرص على علاجهم,, هل اكتب المزيد كذلك؟
إننا لاننكر انه لربما يكون هناك بعض من القصور في مدن صغيرة أو نائية نوعاً ما في نقص بعض الادوية او التجهيزات ولكن لاتصل الى مستوى التعميم وتجاهل الايجابيات.
وليتني كذلك لم اسمع عايش الفريدي وهو يتحدث عن الوظائف وهو ضابط امن ويستلم راتباً يصل الى 10 آلاف ريال وعمره 28 عاماً وهو اعزب ولكأنه اقفلت الابواب في وجهه او غيره في وجود وظيفة متهيئة ويرغبها ولم يحصل عليها فهل قام بطلب مقابلة مسؤول كبير او صغير ولم يتمكن من ذلك؟ ليتحفنا بآرائه ان كان له حقاً آراء تستحق الذكر وهل هو يعاني من ذلك ام انه يتحدث فقط لمجرد صفة الببغاء من جهل مظلم وانغماس في أهواء النفس وعدم تحكيم العقل والوطنية, وليتني لم اسمع فيصل البلوي كذلك وهو يتحدث عن حقوق الإنسان ومن أين؟ وهل هو فعلاً يستطيع ان يجمِّع كلمتين فقط عن ماهية حقوق الإنسان التي يتشدق بها؟ والآخر يطالب بما هو ادهى وأمر وقد تقمص نزعة الثائر الفيلسوف الذي يريد ان يرفع شعارات جوفاء لايعرف معناها ولايعرف عواقبها ولم يجرب طعمها بعد بل يريد ان يبتعد وينسلخ عن نظام حكم إسلامي إلهي الى انظمة وضعية من صنع البشر قابلة للخطأ والصواب والتعديل بل للإلغاء في احيان كثيرة وليتني حقاً لم اسمع الاخوة موفي العهود وهم يتحدثون عن التعليم ونحن قد مررنا بسنوات يتم فيها بمعدل بناء مدرسة يومياً بل يكفينا فخراً ان في احضان بلادنا ثلاث جامعات إسلامية موزعة في عدد من مدن المملكة ولاتخدم المملكة وحدها بل تخدم العالم الإسلامي اجمع وخمس جامعات اخرى تنتشر فروعها وايضاً كليات المجتمع وكليات اخرى متخصصة ومعاهد عليا وغيره وغيره,, الخ من مؤسسات التعليم التي نفتخر بها حقاً ولسنا كمن يبني ثلاث غرف او اكاديمية صغيرة ويطلق عليها مسمى جامعة لمجرد الاستهلاك الداخلي والخارجي ولو كنا كذلك لكان لدينا الآن اكثر من ثلاثين جامعة على الاقل ثم كم كنت احب ان اسمع عن دولة او دول تشجع التعليم بصرف راتب شهري للطالب الجامعي.
إنني سأختم ما بدا من تصريحات مختطفي الطائرة موفي العهود اللهم لا شماتة بعدة ملاحظات تتركز معظمها على محورين يجب دراستهما والتقصي عنهما خشية ان يكون للفيروس الذي يحملانه او يحمله احدهما على الاقل صفة العدوى لا سمح الله فما قرأته ومن سيرة حياتهما وخصوصاً فيصل البلوي يبدو انه يعاني من حب المغامرة وفي نفس الوقت جنون الشهرة ولو كانت شهرة فضيحة وخيانة والعياذ بالله وجهل مظلم لاحدود له إذ انه صرح لاحد اقربائه ان سيركز على عمل يجعل اسمه مدوياً في العالم ومرة اخرى يصرح لاصدقائه بأنه لن يتزوج لينجب اطفالاً ليس لهم مقاعد في الجامعة وليس لهم وظائف ماهذا,,؟ هل هذا تفكير مسلم يعرف دينه ويعرف ربه الكريم ومقسم الارزاق؟ وهل مثل هذا التفكير يخرج من رجل يؤتمن على امن الامة؟ انه فعلاً تفكير اطفال لم يصارعوا شظف العيش بعد ولايزالون تحت تأثير المراهقة المتمكنة فيهم الى العظم ويفتحون آذانهم ويصدقون كل ناعق وكل من يهرف بما لايعرف؟ لغياب الجلساء الصالحين مع الاسف ومن هنا اريد ان اقف قليلاً واتمنى ان يركز في الكليات العسكرية والامنية بالذات على تكثيف الثقافة الإسلامية والعلوم الدينية المنظمة للمجتمع المسلم والتي تجعلنا مطمئنين لكل من حفظ دينه والذي هو لسواه احفظ إن شاء الله كما انني اتمنى التركيز على الكيف قبل الكم كما ارجو الا يكون التخرج من الكليات العسكرية هو مقياس حفظ الامن ولتستمر مراقبة السلوك حتى بعد التخرج للتأكد من استمرار استقامتهم لكيلا يكونوا من مثل ذلك الذي عليه ملاحظات ويستمر مؤتمنا علينا والذي اعتقد انه من شكله وتلثمه يظهر والله اعلم بانه مغرر به وان صاحب الفكرة هو الذي لم يتلثم ويتجرأ بحديثه ليكون اسمه مدوياً في العالم حتى ولو حنث بقسمه واختطف الابرياء لمجرد ان هذا الاسم يشتهر ولو بخزي اجارنا الله وإياكم من الخزي المبين .
كما انني هنا احب ان اؤكد ان معظم شبابنا ولله الحمد اوفياء لوطنهم بل ان هناك من هم اصغر منهم سناً واكبر منهم وهم يربطهم رباط وثيق بتراب هذه الارض حتى ولو لم يؤدوا قسماً على كتاب الله الكريم وقد صدقوا ماعاهدوا الله عليه.
خاطرة:
إنني لست في كمال من الصفات في نفسي لكي انصح الناضجين من شباب هذه الامة الكريمة الذين ينطبق عليهم قوله تعالى إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى ولكنني اكتب اجتهاداً واقول اهدي هذه النصيحة الى كل شاب في عمر الزهور وربما يتأثر من حيث لايعلم بما حملته الينا شرور التقنية الغربية من فضائيات وانترنت وحوارات مغرضة تستهدف عقول شباب الامة لتعكير صفوهم واستثارتهم على وطنهم او من اولئك الذين ينفثون السموم في عقولهم يحدوهم الحقد والكيد والحسد وهم قلة إن شاء الله والذين اصبحت زيادة النعمة نقمة علىاستقرارهم النفسي والتآمر على وطنيتهم وحثهم على عدم الاقتناع ولو حتى بكل شيء فإلى احبتي وإخواني الشباب اتمنى الا ينخدعوا بما يكتبه الناعقون ويذكره المفسدون الذين يتمنون زوال هذه النعمة عن ابناء هذه الامة سائلاً الله الا يحقق امانيهم وان يبطل مساعيهم وان يجمع لشباب هذه الامة البصر والبصيرة إنه سميع مجيب.
كلمة أخيرة:
أقول: رب ضارة نافعة وامانة حفظ امن الوطن بعد حفظ الله لاتخضع لمجاملات ولا لمجرد تهيئة وظيفة لشاب متخرج لكيلا يكون عاطلاً بل امانة عظيمة في اعناقنا قبل ان يتولاها من لايستحق ذلك.
وختاماً انني اجزم بكل ثقة ان هذين الشابين كانا بعيدين تماماً عن دينهما وعن معرفة عواقب الحنث بالقسم كما انهما لايعرفان قوة ذلك الجبل إن شاء الله الذي لاتهزه رياح صناعية ليست اكثر من أحلام يقظة يغذيها رفاق السوء,, وإني لأتساءل ماهي حال الصديقين الآن عايش وفيصل؟ وأقول لهما فليهنآ بشعبهما الحر والشجاع والشريف واحسن الله عزاءهما في شعبهما المتخلف الذي يحتاج الى خدمات وتعليم وصحة ونظام جديد.
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحيم
(من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا) الاحزاب آية 23, صدق الله العظيم.
|
|
|
|
|