حَدّث وأعلن في مقالك مُعلِما
سلمان تبقى للمكارم مَعلَماً
ما قلتها إذ قلتها لدعاية
كلا ولست عن الحقيقة موهماً
أرسلتها من فيض عقلك حكمة
(ادفع ريالاً فيه تنقذ مسلماً)
سلمان كم ذَكَّرت فيما قلته
من غافل وبعثت قوماً نُوَّماً
وخلقت من تلك النفوس تفاعلاً
لو قمت تأمرها لقدمت الدما
وصريح قولك في مقالك واضح
كالشمس مشرقة على كبد السما
أسليت محزوناً بدا متضجراً
آسليت مجروحاً بدا متألماً
آويت منكوباً بحمدك لاهجاً
ونصرت مظلوماً شكى متظلماً
ما كان بدعاً أن تقول مؤكداً
بالفعل إذ أضحى مقالك بلسما
ما سجل التاريخ فوق فعالكم
فعلاً، وهذا القول ليس مُرَجَّما
وإذا تساءل من تساءل منكراً
فحقائق الأفعال تكشف مبهماً
عبدالعزيز وكم اشاد مسطراً
ما كاد يجعل صخرها متكلماً
جاء الزمانَ، ووجهه متجهم
فأحاله مستبشراً متبسماً
جاء الحياة تفور من جنباتها
نار الضلالة والغواية والعمى
وتعيش في هرج ومرج لم تزل
فتناً بها نور البصيرة أظلما
فبدا يعالجها براجح عقله
وبفعله حتى استقامت منسما
جمع الشتات ولم شملاً ضائعاً
وأقام صفاً قبله متشرذماً
آسٍ يجس الداء قبل علاجه
فشفى النفوس موجهاً ومقوماً
أضحى به أهل الجزيرة أمة
عاشت أُخُوَّتها منى وتَفَهُّما
نعمت بأمن الله ثم بعدله
وغدت مفاوزها المخيفة مغنما
وجرت على شفة الزمان قصيدة
فتقت لساناً قبل ذلك أبكماً
وأخوك كم أعيا العدو، وهذه
آثاره تسمو وتعلو من سما
ما إن رأى منه العدو مواقفاً
حتى تصاغر واستكان وأحجما
وأتى إليه يجر أذيال الهزي
مة صاغراَ مستعطفاً مسترحماً
أوصى وأنذر ثم قال محذراً
ومضى فأثبت بالفعال وصمما
إذ قال: شريان الحياة قطعته
ونعيش أحراراً ونرغم مُرغِماً
ومقاله: تكفي الروامس مركباً
ومن الطعام التمر طاب وأنعما
ونفجر الآبار في بترولها
ونحيلها بعد النعيم جهنماً
شد الإزار مشمراً مستنهضاً
همم الرجال وكان يوماً مفحماً
دوت بأصقاع الدنا كلماته
فسرت وأسمعت الأصم الأعجما
هو في الرياض فقادها مستبسلاً
ودعا فلبته الشعوب وأقدما
ما قال: تنديداً، ولا متفرجاً
بل قالها جهراً، وقال فأحكما
وأعاد للعرب الكرام مكانة
وأقام حصناً كاد أن يتهدما
صدقت له أفعالُه أقوالَه
ما قال إلا في الحقيقة ترجما
وتحققت آماله فيما ابتغى
إذ في الشهادة فاز ثمة أُكرما
ولكم تمنى أن يصلي فاتحاً
في القدس أولى القبلتين: فسلما!!
هي منه أمنية وتلك أمانة
هل يا ترى من للأمانة تمما؟!
ومقال، عبدالله قولته التي
ملكت نفوساً واستحلت أعظما
لا نرخص الأقصى ولو في ذرة
من رمله لو كل شيء أعدما!!
هذي قيادتنا هنا يا قدس إذ
خارت قوى من خار عزماً وارتمى
يا ثالث الحرمين يا قدس القدا
سات التي جلت مكانا عظما
يا قدس لم نجبن ولكن لم يجد
رامي بني ثعل مجالاً لو رمى!
سلبوا الحقوق مؤيدين وشعبنا
يبقى بما سلبوه منه مجرما!
ماذا بقي يا قومنا ومآلنا
قتل وتشريد وقد داسوا الحمى!
أيدان شعب أعزل مستضعف
ويعان من قتل الشعوب وأجرما؟!
أي المقاييس التي قاسوا بها
هذا القرار الغاشم المتجهما؟!
حقاً لعمري إنها لعجائب
نشكو لقاتلنا، عسى ولربما!!
شكوى الجريح لكاسر أو جارح
من أدب الغربان حتى ترحما؟!
(مليار) كُنَّا ليس منا واحد
رفع اللواء وقال كنت المسلما!
أضحت جموع المسلمين كأنها
قطعان أكباش تذاق العلقما!
أضحت شعوب المسلمين وللاسى
فرقاً تعيش تحزباً وتقسماً!
فعلى الجيوش جميعها وشعوبها
إن لم تقم لله, قمت تَرَحُّماً!