| مقـالات
إن إعلامنا المرئي، المسموع والمقروء لا يخدم المثقفين والأدباء والمبدعبن، سواء الأحياء منهم أو الأموات، إعلامنا لا يُبرز إلا من يركض في الساحة الإعلامية، ويجاهد بجهوده الشخصية لكي يقدم إنتاجه الفكري والأدبي.
لدينا الكثير من الأدباء والمبدعين الذين انتقلوا إلى رحمة الله، ولم نعد نسمع عنهم، أو نقرأ لهم وكأنهم رحلوا بإنتاجهم الأدبي.
إن المتابع للحركة الثقافية يتساءل أين انتاج حسين سرحان، ومحمد حسن عواد، وطاهر زمخشري، ومن الأحياء عبدالله بن خميس,, أين إنتاج المرحوم أحمد السباعي، وعبدالوهاب آشي وغيرهم كحمد الحجي وعبدالقدوس الأنصاري، وعبدالعزيز الرفاعي مثلا نقول مثلاً وإلا فالأسماء كثيرة؟؟
أين المواد التلفزيونية، والاذاعية التي تحدثت عنهم، والملاحق الأدبية التي لديها ارشيف عنهم وسبق أن كتبت وأجرت حوارات معهم, ذلك أن الأجيال تتواصل عبر العطاءات الفكرية والثقافية وكل جيل يستزيد بما لدى من سبقوه في ظل ظروفهم السياسية والثقافية والاجتماعية المختلفة.
إن التلفزيون، والاذاعة والصحافة حَريَّة بإحياء ذكرهم وانتاجهم، والبرامج التي تثري الساحة بهم.
هذا عن الأموات,, أما الأحياء من المثقفين والمبدعين، فإن إعلامنا مشغول عنهم بعطاءات الآخرين العرب وغير العرب وكأن مبدعينا السعوديين لا يستحقون الذكر، والاشادة والتمجيد إلا حين يموتون، وبعد فترة وجيزة ينساهم الاعلام كما نسي غيرهم!!
تُرى كم لدينا من الشعراء والشاعرات والكتاب، والكاتبات، والقاصين، والقاصات,, لدينا كم لا بأس به لكنهم غير موجودين في ذاكرة وحياة المجتمع!!
ما دعاني للإحساس بهذه الاشكالية هو متابعتي لبعض القنوات العربية وغير العربية، ولصحافتها التي لا تفتأ تذكّر بأدبائها، ومفكريها، وفنانيها بين وقتٍ وآخر,, فلا زال طه حسين، والعقاد، وصلاح عبدالصبور، وتوفيق الحكيم، ويوسف إدريس، وأم كلثوم، وعبدالحليم وفريد لازالوا في التلفزيون المصري وكأنهم أحياء وبيننا في حياتنا المعاصرة.
منذ أن توفي أحمد السباعي ومحمد حسن عواد وحسين سرحان لم نسمع أو نر انتاجهم مستمراً, لقد نسي الناس غازي علي وسوف ينسون طلال بعد فترة من الزمن.
إن هذا في نظري عقوق إعلامي تجاه المبدعين السعوديين,, هناك أعمال أدبية نسائية مبدعة سعودية لا نراها في اعلامنا كعطاءات، أميمة الخميس، بدرية البشر، انتصار العقيل، مريم الغامدي، قماشة العليان، فوزية الجارالله، فوزية البكر، أمل شطا، فاطمة العتيبي، هدى الرشيد، واسماء كثيرة لا تخضرني الآن (مع اعتذاري عن النسيان) هؤلاء المبدعات قدمن لمجتمعهن ما استطعن من ابداع,, فأين انتاجهن من إعلامنا؟؟
نحن بحاجة إلى إعلام يقلب صفحات الماضي ويبعثها من جديد للمتلقي السعودي,, هذه الاصوات تعبر عن رائحتنا ولوننا، وطعمنا وترابنا وظروفنا المختلفة.
انني أؤكد لكم اننا سوف ننسى حمد الجاسر بعد برهة من الزمن وهو الذي احتفى به الآخرون وقدم لنا الكثير الكثير.
وازاء هذه الهجمة الاستهلاكية المعاصرة نحن بحاجة إلى الروح، لان هذه الهجمة بكل ما فيها من افرازات مادية بعيدة عن الروح,, ليت اعلامنا يتبنى مبدعينا الذين يقدمون في عطاءاتهم الدفء للانسان وللروح والمشاعر بعيداً عن صخب المادة وزحف الهم الحياتي المعقد، المتطلب لمزيد من الخروج من عباءة الدفء الانساني، ورهافة المشاعر الصادقة, ليت إعلامنا يستجيب.
قال شوقي:
أحرام على بلابلة الدوح حلال للطير من كل جنس |
Al-Reshoud@Hot mail.com |
|
|
|
|