| مقـالات
** ديمة كائن جميل,.
انهمر الآن,.
شقشق مثلما تشقشق العصافير في السحر,.
,, مثلما تتراقص المياه
في النهر,.
***
حين غردت ديمة في قلوبنا,.
كانت دموعنا أسبق من ضحكاتنا,.
احتضناها بالبكاء,.
فقد أيقظت هذه الديمة الجميلة
منابت الحزن الصامتة في قلوبنا,.
** هي أول القادمين,, أول سحابة تتشكل في سماء
غابت عنها
نجمة الأمهات
وسيدة النساء
لم تظفري ياديمة برؤية تلك المرأة
التي لن تنساها المدينة,.
ولن تنساها نسوة المدينة
ولن تنساها نخلات المدينة
ولن ينساها تراب المدينة,.
***
ستسمعين عن أم أبيك كثيراً يا ديمة,.
لكنك لن تجلسي في حضنها الدافئ
لن تسمعي حكاياتها البدوية العذبة,.
لن تقص عليك حكايات
المطر ورياح الوسم,.
لن تحكي لك حكاية
الذئب والغراب
والغدير والحجر,.
ستنامين يا ديمة تحلمين,, بجدتك,.
تلك التي يتحدثون عنها,.
تلك التي رحلت دونما
تقبل جبينك الطفولي العذب
** جئت يا ديمة,.
ولا ندري هل نغسل عنك لواعج الشوق
لامرأة لم تريها,.
لكنك ستستنشقين عطرها
في كلماتنا,, وفي بيوتنا وفي عيوننا
وفي ملامح أطفالنا,.
جئت يا ديمة,.
لتعيدين لنا المواجهة الصلدة مع الحزن والرحيل والغياب,.
فأنت أول الذين يحدثوننا بصراخهم العالي
ليوقفوا أحاسيسنا
عند لحظة التسليم بالحقيقة المؤلمة,.
الغياب
والموت والافتقاد,.
والصفحة التي تطويها الأصابع
وتودعها القلوب التي أثخنها
الحزن بالجراح الصامتة,.
أهلا بك يا ديمة في حديقة حزننا الجميل,, تنضمين معنا
ونحن نزرع الدعوات البيضاء
لنتسامى باتجاه رب السماء
ندعو للراحلة,, بالرحمة
ولكِ بالحياة المديدة,.
ولتتنامى اشجارنا بك ايتها الديمة الصغيرة
أشجارنا التي تُصعّد نحو قلوبنا
تلك الرائحة التي لم تبارحنا قط
رائحة الارض الصادقة حين يبللها المطر الصافي,.
تلك هي أمي وأمك يا ديمة,, التي حتماً سيحدثك أبوكِ عنها فأنصتي له لتعلمي كم هي جدة رائعة
هي جدتك,.
ديمة صغيرة دافئة أيقظت نهراً من الدمع المختبئ في قلبي,, وقد ظننت أن الدمع تجمد واستحال إلى جليد يطفو في بحيرة نفسي,, لكنها بقدومها أعلنت بقوة حقيقة الغياب والرحيل,, فبكيت أمي مجدداً,, إذ اكتشفت اليوم فقط,, أنها رحلت عن حياتنا ولم تعد تحتفي معنا بالقادمين الجدد,, بالأفراح الجديدة!!!
عنوان الكاتبة: 56659 الرياض 11496
|
|
|