|
| مقـالات
منذ أن يتوجه الوالد بابنه إلى المدرسة,, في أولى الخطوات التعليمية والهاجس الذي يلعب برأس هذا الوالد، هي الوظيفة الحكومية، يعني ان هذا الطفل بعد أن ترك ديد أمه فلابد بعد اكتمال رجولته أن يمسك بديد الحكومة هذا تفكيرنا,, فمعظمنا يفكر هذا التفكير,, ولذلك نجد ان معظم اولادنا يفشلون في البرمجة الدراسية,, لانهم واهلهم لا يفكرون إلا في الوظيفة الحكومية,, صحيح أن الدولة تحتاج للموظف,, لكن ألا يدرك الكثيرون,, أنها قد تتشبع بالموظفين، فلماذا هذا التزاحم الذي نحن في غنى عنه وبخاصة إذا علمنا ان الحياة الجديدة تتطلب تفرعاً في العلوم والمعارف وبالتالي فان جهات مختلفة تطلب متخصصين في تلك العلوم والمعارف,, ان النقاش مع الولد عبر تدرجه الدراسي، واشعاره بان هناك طرقا شتى للعمل يجعله يفكر تفكيراً سليماً في اختيار البرامج الدراسية وبالتالي يكون قد قطع مسافة كبيرة للحصول على العمل المناسب، ولو لاحظنا الآن عبر الصحف اليومية لرأينا مساحات متعددة لاعلانات مختلفة لمعاهد متخصصة في علوم الحاسوب، والأعمال، والتسويق والهندسة الالكترونية, كل هذه ما نشأت إلا لحاجة الحياة لها، وقد أدرك البعض ان الحياة الجديدة تتطلب اسلوباً مختلفاً في الكسب العلمي والمعرفي فبادر البعض إلى انشاء المعاهد المختلفة في التخصصات لكون الواقع يتطلب مثل هذه الدراسات.
إننا يجب أن نفكر ملياً في تحويل النظرة للمدارس التقليدية، وليس تحويلاً كلياً دائماً توازنياً وبهذا نكون قد ضمنا العمل لابنائنا وأيضاً خففنا العبء على الدولة في ايجاد وظائف للخريجين حتى ولو كانت بعض هذه الوظائف ليست بذات مردود على الدولة، نعم هناك وظائف ليست بذات مردود على الدولة، وانما جاءت ووجدت لاستيعاب كثير من منقطعي التعليم من الجيل الجديد,, كالوظائف أ,ب,ج,د والوظائف بالساعة وهذه الوظائف وان كانت قد خففت من الثقل الاقتصادي على العائلة بسبب ابنها وساعدت الدولة في كسب قدرة عاملة بثمن رمزي بسيط، لكنها لو كانت في اطار التخصص المطلوب والمحتاجة إليه الدولة لاستفاد من ذلك الطرفان، الدولة والموظف بشرط ان يكون هذا الموظف قد نهج منهجاً عملياً يشفع له بتسلم درجة وظيفية عالية المرتب,, إننا عندما ندخل أولادنا ميدان العلم لابد وأن نرسخ في ذهنه ان المستقبل العملي ليس مربوطاً بجهة واحدة، وبهذا نفتح أمامه منافذ تتخمر في ذهنه، يكسب جناها مستقبلاً.
|
|
|
|
|
