| العالم اليوم
إن كنا نتحدث كثيراً عن الصمت المريب لمعظم الدول الاسلامية، التي ترتبط معظم حكوماتها بعلاقات وثيقة مع اسرائيل، وبعض جيوشها تشارك مع الجيش الاسرائيلي في تمارين ومناورات عسكرية، ومع إننا لا نزال نستغرب من حكومات تلك الدول التي لم تتجاوب مع رغبات مواطنيها المسلمين الذين عبروا عن غضبهم بعد مشاهداتهم للجرائم الاسرائيلية في محطات التلفزيون وخرجوا في تظاهرات صاخبة,, نقول إننا اذ نستغرب مواقف العديد من حكومات الدول الاسلامية، فإن استغرابنا يزداد إزاء صمت كبير المسيحيين بابا الفاتيكان والحكومات المسيحية بدءاً من امريكا إلى جميع الدول الاوروبية التي ترفع اغلبها اعلاماً يتوسطها الصليب,, فهذه الحكومات كيف سيكون موقفها وموقف البابا الصامت الكبير، وهم يتابعون الدبابات الاسرائيلية والصواريخ تدمر مدن بيت جالا، وحلحول ، والبيرة، وهي مدن اغلب سكانها من الفلسطينيين المسيحيين.
لو أن قرية يهودية، أو حياً يهودياً بل لو حتى معبداً من معابد اليهود في اي مكان يتعرض لهجوم بقذيفة لتسارعت الحكومات الاوربية الى الاجتماع وبحث التدابير لحماية اليهود ومعابدهم، اما أن تقصف مدينة عربية فلسطينية بالصواريخ والدبابات فلا يهم الامريكيين والاوربيين أن يكون سكانها من المسلمين او المسيحيين,, فالذي يهم الامريكيين والاوربيين معاً ألا تغضب اسرائيل، وألا يعارضوا افعال اليهود مهما بلغت جرائمهم من الفضاعة والوحشية, فبعد اعلان قرارات مؤتمر القمة العربي التي نصت بنودها على المطالبة بتشكيل محكمة دولية لمحاكمة مجرمي الحرب الاسرائيليين على ما ارتكبوه في فلسطين سارع وزير خارجية بريطانيا باعلان معارضة بلاده لتشكيل مثل هذه المحكمة وكأن الذين يقتلون من المسلمين والمسيحيين الفلسطينيين ليسوا من هذا الكوكب، وأنهم يختلفون عن سكان رواندا، ويوغسلافيا وتيمور الشرقية.
لقد بدا أن مجرمي الحرب الاسرائيليين، مرفوع عنهم القلم، مثلهم مثل رفاقهم عسكر روسيا الذين عاثوا فساداً في الشيشان.
أي عدل,,, وأي ضمير عند هؤلاء,,؟ موازينهم دائماً تميل نحو مخططاتهم التي تقف عند حد قتل المسلمين بل حتى قتل الذين يعيشون معهم,, ولهذا فمصير أبناء بيت جالا وحلحول والبيرة لايهم الامريكيين والاوربيين لأنهم اولاً مواطنون عرب، وثانياً لأنهم يعيشون بين ظهراني المسلمين,,!!
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|