| العالم اليوم
* غزة د,ب,أ
بدت عملية السلام في الشرق الاوسط كما لو كانت قد اصبحت الآن في مهب الريح ووصلت إلى حد التمزق في وقت متأخر من أمس الاول بعد ان اوقف رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك المحادثات السلمية مؤقتا وقال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ان باراك يمكنه أن يذهب إلى الجحيم دون ان يذكره بالاسم.
وقد أدلى عرفات بهذا التصريح لدى عودته إلى الاراضي الفلسطينية عقب مشاركته في اعمال القمة العربية الطارئة التي اختتمت اعمالها امس الاول بالعاصمة المصرية القاهرة، حيث وجه القادة العرب كلمات شديدة اللهجة إلى اسرائيل وان كانوا قد أوضحوا أنهم يريدون استمرار المحادثات.
ودعت القمة إلى تجميد الاتصالات العربية مع إسرائيل وبادرت تونس إلى غلق مكتب الاتصال التابع لها في اسرائيل وطلبت من الدولة العبرية اغلاق مكتب الاتصال في تونس و.
كذلك استشهد اربعة فلسطينيين آخرين في اليوم السادس والعشرين للانتفاضة الفلسطينية الدموية في الضفة الغربية وغزة، وبذلك يصل عدد الشهداء إلى اكثر من 120 قتيل، غالبيتهم من الفلسطينيين، علاوة على اصابة الآلاف بجراح.
وكان عرفات يرد بذلك على الانباء التي قالت إن باراك قد أعلن تجميد عملية السلام امام مجلس وزرائه في وقت سابق أول أمس الاحد,وقال عرفات للصحفيين بالانجليزية ان ردي هو ان شعبنا سوف يواصل طريقنا إلى القدس عاصمة دولتنا الفلسطينية المستقلة, وسواء قبل هو باراك ذلك أولم يقبله، فليذهب إلى الجحيم.
يذكر ان القمة الطارئة وافقت على رصد مبلغ مليار دولار لدعم الاقتصاد الفلسطيني تتكفل المملكة بربع هذا المبلغ.
والنزاع حول القدس ما زال هو اكبر العراقيل الكبرى المتبقية في محادثات السلام التي توسط فيها الرئيس الامريكي بيل كلينتون في وقت سابق من العام الجاري، عندما بدا ان الاتفاق النهائي كان قاب قوسين أو أدنى.
غير ان العنف تفجر في الاراضي الفلسطينية بعد ان قام زعيم حزب الليكود اليميني الارهابي اريل شارون بزيارة الاماكن اليهودية والاسلامية المقدسة في القدس.
كما جاء ذلك بعد حوالي اسبوعين من تأجيل اعلان قيام الدولة الفلسطينية لاجل غير مسمى.
وقال باراك للصحفيين: إن نتائج التدهور لا يمكن التكهن بها ونحن ندعو الفلسطينيين إلى ان يسمحوا بفرصة للتعايش المتبادل سلميا.
وقال باراك انه اعلن تجميد محادثات السلام لكي يعيد تقييم العملية الدبلوماسية في ضوء احداث الاسابيع الاخيرة, وقد عارض القرار شلومو بن عامي وزير الخارجية بالنيابة وكذلك اعضاء آخرون في مجلس الوزراء.
وتحدث الرئيس الامريكي الذي توسط في التوصل إلى وقف هش لاطلاق النار في قمة شرم الشيخ بمصر، إلى باراك من على متن طائرة القوات الجوية رقم 1 ليحثه على جعل الامر مجرد توقف قصير.
وقال كلينتون في الحملة الانتخابية التي تخوضها السيدة الاولى في ولاية نيويورك لشغل مقعد مجلس الشيوخ هناك: اننا نأمل في استعادة الهدوء وإنهاء العنف في الشرق الاوسط.
وقال كبير المسؤولين الامنيين الفلسطينيين محمد دحلان في غزة انه يعرف من البداية ان باراك لم يكن مهتما بالسلام.
وقال دحلان للصحفيين: على الرغم من الرسالة السلمية للقمة العربية، إلا ان رده كان سلبيا, ان ذلك سوف يضيف المزيد من التصعيد للموقف هنا.
وأوردت صحيفة يديعوت احرونوت امس الاول ان قرار باراك التجميد تم التوصل إليه بسبب تقارير الاستخبارات الاسرائيلية التي اشارت إلى ان الفلسطينيين قرروا شن حرب مسلحة من اجل الاستقلال على حد زعم الصحيفة.
كذلك تكهنت وسائل الاعلام الاسرائيلية أن التجميد قصد منه ان يسهل الامر بالنسبة لزعيم الليكود اريل شارون في الانضمام الى الائتلاف الحاكم بزعامة باراك في حكومة طوارئ وطنية، وهو تحرك يمكن ان يزيد سخط الفلسطينيين.
|
|
|
|
|