| عزيزتـي الجزيرة
سعادة الأستاذ خالد المالك وفقه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية طيبة وبعد
هذه رسالة خططتها إليك عزيزي المعلم حيث لا يخفى عليك أنك تؤدي رسالة سامية وعظيمة نحو مجتمعك وأمتك واعلم أنك تقوم بدور فاعل في تعليم الناشئة وتربيتها,
فضلاً عن الأجر والثواب من الله عز وجل, ومن أفضل ما ذكر في المعلم دعاء سمعته من أحد الدعاة ما نصه اللهم أصلح أبناء المعلمين بقدر حرصهم على صلاح أبناء المسلمين ؛ هذا الدعاء لمن يملك الحرص والإخلاص في أداء مهنته الشريفة، وإذا كان يمرر التقصير في الوظائف الإدارية فانه حتما لا ينبغي ان يكون كذلك الحال مع التعليم وشؤونه.
كنت أسير بسيارتي وبجواري صديقي المعلم في المرحلة الابتدائية وحان وقت الصلاة فاستوقفت السيارة للصلاة في أحد مساجد حي مدرسة زميلي السابقة، وبعد الانتهاء من الصلاة قرأت الأسى في وجه صديقي فقلت له علام الهم؟ فأجابني بكلام أدخل الفرح والحزن معاً في قلبي، قال فأجاد: إن الإخلاص في العمل مفقود ولذا لا نرى أثراً لعطائنا، ثم واصل حديثه فقال: خمس سنوات قضيتها في مدرسة الحي طالما وجهت التلاميذ وعلمتهم كل ما ينفعهم في دينهم ودنياهم ومع ذلك لم يحضر للصلاة إلا عدد قليل من الطلاب ثم غشاه الصمت,
حاولت ان أهون عليه فقلت: اليوم اجازة وربما يكون معظم الطلاب في الاستراحات او في زيارة لأقاربهم, كلنا يجب أن يكون مثل صديقي أصحاب عطاء مميز ونملك شعوراً جميلاً نحو الطالب ونستمر في معاتبة النفس, وإن قصر الآخرون,والمعلم مطالب أن يكون قدوة في شكله ومظهره وأخلاقه وتصرفاته وأداء أمانته, ليس هذا فحسب بل هو مطالب أيضاً بتطوير أدائه ومواكبة التطور التقني ورفع كفاءة أداء عمله بثقافة متنامية.
عزيزي المعلم لك خالص تحياتي وفائق تقديري على جهودك الكبيرة وبذلك المميز, فهي ترسم لنا أداءك المغلف بالإخلاص وقلبك النقي من الحقد والضغينة على التلاميذ فأنت أكبر من كل الخلافات.
عزيزي المعلم لا يقتصر دورك على تعليم التلميذ ولا على التمليذ نفسه فأنت مرشد الى كل السلوكيات الجميلة والتي تمثل شخصية المسلم الحقيقية سواء كان التوجيه للتلميذ أو يخص ولي الأمر أو ينطلق نحو المواطن بشكل عام.
عزيزي المعلم ان زيارتك لزملائك العاملين معك او في مدرسة أخرى يمنحك تميزاً يضاف الى إبداعك الذي لمسناه في عطائك ولا يغيب عنك أن مشاركتك في الأنشطة اللا صفية تمنحك صورة أجمل, وهي تشير الى رغبتك في التجديد والمشاركة وإبرازك بصورة حية وفاعلة وانت تسعى حثيثاً الى كل ما يحيد سلوك الطالب نحو الانتاج والعطاء, والحقيقة التي يجهلها البعض ان العمل الدؤوب والبناء ينمي في النفس الرغبة والحماس اتجاه العمل, والذي لا ينتج هو عديم التطور والتجديد, ولذا لا غرابة في بحثه عن التقاعد المبكر,
عزيزي المعلم ليس من المعقول!! ان تظل أنت أنت كما كنت في بداية انضمامك الى سلك!! التدريس,, ولا نرضى أن تفقد الحماس الذي بدأت به.
محمد بن عبدالله القصير مدرسة عثمان بن عفان ببريدة
|
|
|
|
|