| عزيزتـي الجزيرة
أخدعتني؟
وقتلتني؟
وجلست فوق القبر تضحك عاليا؟
ومقهقها؟
خمسين عاما أو تزيد؟
مهلا,.
فإني لا أموت ولا أبيد.
فلقد تفجرت القبور حجارة حمما،
بكفِّ الابن والبنت الصغيرة والوليد.
إني خُدعت حقيقة،
من ألف عام
منذ انحرفت عن الهدى،
وعبدت أصناما تربَّعت المقاعد والعروش.
ووهبت آذاني لأبواق منمقة النقوش.
وتنكبت قدمي الطريق.
فخدعتني،
ودخلت من بين الثقوب الى محارم خيمتي.
وغزلت لي بعض الدمى،
ونسجتها من غفلتي.
البستها زيف العمائم،
فاستغلت غفوتي.
فإذا صحوت، تبدلت،
ناباً وظفرا قد احاط بصحوتي.
لكنني آت من الزمن البعيد.
فأنا ابن عمرو،
وابن سعد،
والوليد.
لا تستهن,.
فحجارتي ليست ترابا من صعيد.
ليست غثاء طافيا،
هي قطعة الارض التي روّى عصارتها الوريد.
هي قطعة التاريخ كم سجدت عليها جبهة،
ولكم تغنى من مآذنها نشيد.
لا تستهن,.
فهي ابنة الخنساء نامت ليلة،
واستيقظت حبلى،
بصخر والمهند من جديد.
وحجارتي قذفت بنحرك من بعيد.
مرت بأعمدة العروش وزلزلت،
عبر المدائن،
كلَّ جبار عنيد.
مرّت بآبار العشائر والقبائل فجرت،
كل العفونة والصديد.
مهلا,.
فتلك حجارتي، أرضي وتاريخي،
ومنهاجي الرشيد.
ولئن قضيت فقد تسلَّم رايتي،
ولدي،
وطفلته الرضيعة،
والحفيد.
أنا إن قضيت فقد تسلَّم رايتي،
ولدي وطفلته الرضيعة والحفيد,.
محيي الدين عطية
|
|
|
|
|