| الاولــى
* القدس نيويورك العواصم الوكالات
في تصعيد محموم من صناع القرارات السياسية والعسكرية والأمنية في اسرائيل كرد فعل هستيري لقرارات القمة العربية الطارئة التي اختتمت أول أمس اعلن الجنرال شاؤول موفاز رئيس الأركان الاسرائيلي فرض حصار عسكري شامل على مدينة بيت جالا الفلسطينية بحجة منع مسلمين من أعضاء حركة فتح من دخول المدينة، وطلب الجنرال شاؤول طبقا لاذاعة راديو اسرائيل من سكان المدينة مغادرتها فور صدور الأمر للجيش بقصف المدينة كما حصل أول أمس عندما قصفها بقذائف الدبابات وصواريخ المروحيات.
هذا وكشفت مجلة نيوزويك الأمريكية أمس عن أن الجيش الاسرائيلي قد أعد خطة سرية لاعادة احتلال الأراضي التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة بحجة الاحتراز من حدوث انهيار تام لعملية السلام .
وأشارت المجلة في عددها الجديد الذي سيصدر هذا الأسبوع الى أن هدف تلك الخطة المسماة مزارع الأشواك هو استخدام الأراضي التي يعاد احتلالها كورقة ضغط خلال المفاوضات المستقبلية مع الفلسطينيين.
واستبعدت المجلة الأمريكية امكانية جولة مفاوضات جديدة في ظل تردي الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وتراجع مصداقية الولايات المتحدة كوسيط محايد في عملية السلام.
وقالت إن الخطة السرية تتضمن أيضا الفصل التام بين الاسرائيليين والفلسطينيين في الأراضي التي تقع داخل المستوطنات اليهودية وأن نائب وزير الدفاع الاسرائيلي افرايم شيه هو المسؤول عن تنفيذ الخطة.
وعلى صعيد التحركات الاسرائيلية السياسية فقد علم لدى رئاسة مجلس الوزراء ان رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك عين فريقا من المفاوضين كلفهم المحادثات مع اليمين الاسرائيلي من أجل تشكيل حكومة اتحاد وطني.
ويضم الفريق كلا من وزير الداخلية بالوكالة حاييم رامون ووزير الاتصالات بنيامين بن اليعازر ووزير الشؤون الاجتماعية رعنان كوهين.
هذا وقد التقى الفريق ممثلي حزب الليكود أكبر أحزاب المعارضة اليمينية أمس الاثنين اضافة الى ممثلي حزبي شاس الديني المتشدد وميريتز اليساري.
وقد أعطى باراك تعليمات بأن تنتهي المباحثات في أقرب وقت نهاية الأسبوع إذا أمكن بالاتفاق مع الليكود بزعامة ارييل شارون من أجل دخوله الحكومة.
ولم تعد حكومة باراك تتمتع بغالبية في الكنيسة منذ ثلاثة أشهر ويمكن أن تسقط في أي لحظة إذا ما تقدم اليمين بمذكرة لحجب الثقة عنها أو بمشروع قانون لاجراء انتخابات مبكرة.
وقال باراك أمس الأول اننا نتطلع الى توسيع الحكومة من أجل تشكيل حكومة اتحاد وطني للطوارئ,, وليس لدي أي شك في ان حكومة الاتحاد الوطني ستطمح الى السلام مع الفلسطينيين على الرغم من الخلافات في وجهات النظر .
لكن تشكيل حكومة اتحاد وطني يصطدم بمقاومة قوية من اليمين كما من اليسار.
وهناك عشرة من اصل 19 من نواب الليكود يعارضون الدخول في حكومة اتحاد وطني برئاسة باراك طالما لم يتخل هذا الأخير علنا عن التنازلات التي قدمها للفلسطينيين في قمة كامب ديفيد الأخيرة في تموز/يوليو الماضي, ويرى النائب داني نافيه ان واجبنا هو انقاذ البلاد وليس حكومة باراك .
والنواب الثمانية من أنصار رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو الذي تخلى عن زعامة الليكود بعد هزيمته الانتخابية أمام باراك والذي يسعى الى العودة الى الساحة السياسية خصوصا بعدما أعطته الاستطلاعات فرصا كبيرة للفوز في حال جرت الانتخابات الآن.
وبحسب وسائل الاعلام الاسرائيلية فإن باراك ناقش خلال قمة كامب ديفيد انسحابا اسرائيليا من 90% من الضفة الغربية ومنع الفلسطينيين السيطرة على بعض الأحياء العربية في القدس الشرقية التي احتلتها اسرائيل في 1967 الأمر الذي تعتبره المعارضة اليمينية غير مقبول .
ومن جانب حزب العمل هدد وزير العدل يوسي بيلين أمس الاثنين بالاستقالة اذا ما حصل الليكود على حق النقض في حكومة موسعة.
وجدد الاعراب عن مخاوفه من أن يؤدي تشكيل حكومة اتحاد وطني مع اليمين الى دفن عملية السلام برمتها.
هذا وفي تحرك اسرائيلي خارجي فقد أعلن مصدر في سفارة اسرائيل لدى أنقرة امس الاثنين أن مساعد وزير الخارجية الاسرائيلي الون لييل سيصل الى العاصمة التركية اليوم الثلاثاء للبحث مع مسؤوليها في تطورات الوضع في الشرق الأوسط بعد قمة القاهرة العربية.
وأوضح المصدر نفسه أن زيارة الرجل الثاني الجديد في الدبلوماسية الاسرائيلية ستسهم في اطلاع الجانب التركي على الأحداث السلبية الحاصلة في الشرق الأوسط وخصوصا بعد قمة القاهرة .
وكان القادة العرب قد هددوا بتجميد علاقاتهم مع اسرائيل لكن من دون الدعوة الى القطيعة الكاملة مع الدولة العبرية.
وقرر رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك توقفا في عملية السلام مع الفلسطينيين بعد القمة العربية.
ويلتقي الدبلوماسي الاسرائيلي وزير الخارجية التركي اسماعيل جيم ومساعده فاروق لوغ أوغلو.
وسيلتقي غدا الاربعاء الرئيس التركي السابق سليمان ديميريل ورئيس لجنة شؤون الخارجية في البرلمان التركي كرمان اينان قبل أن يغادر تركيا الخميس.
وكانت أنقرة قد دعت مرارا الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني الى ضبط النفس منذ اندلاع المواجهات الدامية بين الطرفين أواخر الشهر الماضي.
وتقيم تركيا علاقات وثيقة مع اسرائيل التي وقعت معها اتفاقا اطارا للتعاون العسكري في 1996 مع ابقائها على علاقات جيدة مع الفلسطينيين.
|
|
|
|
|