| مقـالات
بالتأكيد يعرف شذاذ الآفاق من بني صهيون الغزاة أنهم أجبن من ان يزجوا بالمنطقة في نفق فوضى عارمة شاملة, إنهم يعلمون علم اليقين بأنهم أعجز من أن يواجهوا وجهاً لوجه الغضب العربي الشعبي الذي لم يتسن له الانطلاق من قمقمه قط ولأسباب تتعلق بظروف السياسات الداخلية لدول المنطقة على وجه الخصوص والدول الغربية وأمريكا على وجه العموم, إن منظّري الصهيونية وأساطينها على علم بما (يصرخ به) التاريخ من أن (الحركات الاجتماعية) التحررية وإن ترعرعت في الظلام وتبلورت من تحت الانقاض، فمصيرها الصدارة وخصوصاً في رحم الفوضى وغياب السيطرة المركزية, إن الفوضى تنقل الحركات الاجتماعية من مرحلة الانزواء والمناوشة على (استحياء!) إلى مرحلة المواجهة، فالانتقال من ذيل الاحداث إلى قلب الاحداث ومهما كانت التضحيات والخسائر, إن ما حدث في جنوب لبنان لخير مثال على ما ذكرت آنفاً، وذلك حين استطاع المناضلون البواسل لمنظمة حزب الله والتي نشأت في رحم حرب أهلية وفوضى عارمة في لبنان من طرد بني صهيون من الجنوب اللبناني بمجرد أن أتاحت لهم (الفوضى) فرصة المواجهة المباشرة مع بني يهود, بل إن التاريخ الحديث والمعاصر ليتحفنا بالعديد والعديد من الأمثلة الشاهدة على أن القوة العسكرية ومهما بلغت لا تستطيع هزيمة الارادة الشعبية: كما حدث مع المقاومة الفرنسية للاحتلال النازي في الحرب العالمية الثانية، وكفاح الفيتناميين المشرف ضد امبريالية امريكا ووحشيتها، والثورات العربية الخالدة في وجه المستعمرين الانجليز والفرنسيين سواء في المشرق العربي كثورة سلطان الاطرش أو في المغرب العربي كثورة عمر المختار, إن الفوضى، إذن، تجهض خطط (المخططين!) وتقلب حساباتهم بل وتعري واقعهم؛ ولنا مثال في (انهزامية) اسرائيل وتعرّيها أمام الرأي العالمي خلال الانتفاضة الفلسطينية الاولى وذلك بسبب (فوضى) احتلالها المباشر، قياساً على وحشية هذه (الإسرائيل!) الآن ضد الاطفال الفلسطينيين العزل القابعين تحت (حماية) تنظيم فلسطيني يسمى بالسلطة! إن الفارق بين التضحية في ظل الفوضى والتضحية في ظل (الأنظمة) أن المضحي في ظل وجود (نظام) يجد نفسه بين فكي كماشة يتمثل الفك الاول في عدوه المحتل اللدود ويمثل الفك الآخر نظامه (المتعقل) خوفاً من هذا العدو، الامر الذي يجعل من (مبدأ السيادة) في ظل وجود (نظام قائم) مسألة ابتزاز وارهاب ومساومات وتنازلاً تحت أسماء رنانة من قبيل مفاوضات السلام والتنسيق الأمني والحفاظ على السيادة وهلمّ جرّا (وذلاً!), إن الصهاينة إذن على علم بأن لا أمن لهم مع (الفراغ الأمني) الناجم فوضوياً من حيث (يفرغ) الشعارات الزائفة من زيفها ويعري اسطوانات الاستهلاك والانشاء والتخدير وينقل المواجهة من (ذيل لوجه!) الى وجه لوجه، وعلى غرار استراتيجية (نكون أو لا نكون).
,, بعبارة أخرى أخيرة: (مع الأسف!) أن اسرائيل تعلم علم اليقين بأن تقويض الوضع الراهن سياسياً (سنٌّ) لسكاكين وغرائز كرامة وشرف تراب الانسان العربي الأمر الذي يعني زوال الاحتلال لا محالة.
,, اشتدي أزمة (تنفجري) لتنفرجي!
|
|
|
|
|