| وطن ومواطن
بفضل من الله وتوفيقه، قدر لي أن ألتحق في دورة تدريبية في أحد المصانع الواقع في المدينة الصناعية الثانية بالرياض ولمدة ثلاثة أيام، وهذه أول مرة أدخل فيها المدينة الصناعية بشكل يومي.
ومن المعلوم أن صناعتنا الوطنية قد احتلت مكانة متقدمة، رغم أن المطلوب والمأمول منها أكثر من ذلك بكثير, وأنا على قناعة تامة بأن عاصمة مملكتنا الرياض مهيأة لأن تكون مدينة صناعية عالمية متميزة، وذلك مقابل ما تلاقيه من دعم مستمر من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين، وبهندسة وإدارة فارس الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي لا يألو جهداً في رفع مكانة الرياض عالمياً.
ورغبة في المشاركة بأن تكون المدينة الصناعية بالرياض ذات تميز مستمر أطرح هذه الملحوظات التي اتمنى تداركها من أجل تحقيق الفائدة العامة، وهذه الملحوظات ما هي إلا ناتج عن انطباع لمدة ثلاثة أيام فقط، وفي الجزء الجنوبي الشرقي من المدينة، وهي .
1 كثرة المطبات الصناعية على الشوارع الرئيسية، وذلك عند المداخل لشوارع فرعية، وهذا خطأ مروري أن تكون هناك مطبات صناعية على شارع رئيسي من أجل شارع فرعي.
2 بعض الأشجار مقطعة مرمية على الأرض من دون مبالاة، ولا أعلم سبب إتلاف هذه الأشجار، كما أن هناك أجزاء من الشوارع الرئيسية لا تعرف الأشجار، وبالمقابل فالحق يقال أن هناك شوارع مليئة بالأشجار، ولذا كنت أتمنى أن تكون جميع الشوارع مشجرة بشكل جميل وجيد.
3 رمي مخلفات البناء على جنبات الطريق، حتى أنني تصورت أن أمانة مدينة الرياض ضاق بها ذرعاً هذه المشكلة، وحددت جنبات الشوارع والأراضي البيضاء في المدينة الصناعية لأن تكون مكباً لمخلفات بناء مدينة الرياض.
4 رمي الأوساخ على جنبات بعض الشوارع، والله أعلم إن كانت هذه الأوساخ من مخلفات المصانع، والتي قد تكون لها أضرار بيئية وصحية.
5 انعدام مسميات للشوارع الرئيسية والداخلية، واقترح تسمية شوارع المدينة الصناعية بأسماء أهم رجال الأعمال البارزين والذين كان لهم السبق والريادة في الصناعة والابتكارات قديماً وحديثاً، ولعل من نافلة القول أن أضرب مثالاً، وهو تسمية أحد الشوارع باسم المبتكر والمبدع ابن طامي رحمة الله عليه, كما أنني أحذر من اتخاذ أسلوب التسمية المتبع في أمانة مدينة الرياض والتي سمت بعض شوارعنا بأسماء يصعب علينا نطقها عوضاً عن معرفتها.
6 سفلتة الشوارع، وكثرة الحفر والمطبات غير الصناعية، وعدم تحديد مسارات الطريق، مما يتضح انعدام الصيانة لشوارع المدينة الصناعية بصفة مستمرة، لا سيما وأن السيارات الكبيرة هي أكثر ما تكون في المدينة الصناعية، حتى أنني لا أفرق بين شوارع المدينة الصناعية وشوارع طريق الخرج من بداية الطريق الدائري الجنوبي إلى المدينة الصناعية، مع العلم بأن هذا الطريق هو المستقبل الوحيد لزوار مدينة الرياض من جهة الجنوب.
7 انعدام لوحات إرشادية لأهم معالم المدينة، والمواقع المهمة للمصانع وجهة الوصول إليها، وما هو موجود ما هي إلا اجتهادات فردية فيما يبدو لي.
8 لوحات المرور في المدينة الصناعية، أنك ترى لوحة قف على طريق رئيسي بعرض لا يقل عن 40 مترا من أجل وجود شارع فرعي لا يتجاوز 15 مترا.
9 عدم وجود رصف جميل عملي بعض الشوارع، وبخاصة الشوارع الرئيسية.
10 من الغريب أنني خلال الأيام الثلاثة التي كنت أذهب بها إلى المدينة، كنت أرى حافلة كبيرة لنقل العمال واقفة في تقاطع شارع رئيسي مع فرعي نتيجة حادث، إلا أنه خلال تلك المدة لم تتحرك هذه الحافلة عن مكانها، والله وحده أعلم متى سوف تتحرك.
11 المظهر الخارجي لبعض مباني المصانع، إذ ترى بعض المصانعوهي للأسف مشهورة ومعروفة سورها من بلك أبيض تم بناؤه بشكل لا يتناسب مع مكانة المدينة الصناعية وأهميتها، ويعطي انطباعا أن هذا مستودع وليس مصنعا.
إن ما سبق القول ما هو إلا نقد بناء أسأل الله تعالى ذلك وحرصاً على تميز هذه المدينة ، لا سيما وأن هناك نية لإقامة مدينة صناعية متميزة قريبة من مدن سدير، كما أنني يجب أن لا أغفل الجانب الإيجابي من المدينة في بعض أجزائها، ولكنني أنشد الوصول إلى الكمال قدر المستطاع.
واقترح على مجلس إدارة المدينة الصناعية ممثلة بإدارتها بزيارة بعض المدن الصناعية المماثلة لبعض دول الجوار، وعلى سبيل المثال منطقة جبل علي التابعة لحكومة دبي.
والله الموفق،،،،
يوسف بن عبدالله الفيز الرياض
|
|
|
|
|