|
| عزيزتـي الجزيرة
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشير إلى رسم الكاريكاتير الخاص بالفنان (صايل) والمنشور بصحيفتكم الصادرة يوم الأربعاء بتاريخ 14/7/1421ه والمتضمن وصفا دقيقا لما يحدث في مسلخ العزيزية, وبصفتي أحد الذين عانوا ويعانون مما يحدث في مسالخ البلدية بعد صدور القرار القاضي بذبح الماشية في المسلخ للكشف عليها قبل الذهاب بها للمطابخ أو للبيوت, سأرصد لكم، إن سمحتم لي، ماحدث معي باختصار:
قمت بشراء الذبيحة من سوق الغنم في الساعة الثامنة صباحا وحملتها على الفور للمسلخ، وهناك فوجئت بالكم الهائل من المواطنين الواقعين تحت وطأة الانتظار راجين ان يشفق عليهم القصاب بإراحتهم وذبيحتهم من طول الانتظار، وقفت لساعة كاملة فلم أر ما يدل على اتباع نظام معين في تسيير دخول الذبائح على المعني بشؤون التذكية، وما إن ابتعدت عن موقعي للأمام قليلا إلا واكتشفت بان هانك طريقة أخرى لدخول الذبائح غير تلك الطوابير الطويلة التي نقف فيها أنا وعشرات المساكين، الطريقة المثلى للتعجيل بدخول الذبائح هي إعطاء خمسة ريالات أو ما تيسّر لأحد العمال الموجودين ليقوم بدوره بالتعجيل بإدخالها وذبحها بدلا من الانتظار ساعات طوال, انتابتني أنا ومجموعة أخرى ممن طال بهم الانتظار موجة من الغضب فقررنا أن نتحدث للعامل وتنبيهه إلى أن ما يحدث يعتبر أمرا مرفوضا ومستنكرا دينيا واجتماعيا، في تلك الاثناء لم يتمالك أحد المنتظرين نفسه من شدة الغضب ليتسلق الحاجز الزجاجي مستقرا بين ثلاثة من العمالة الوافدة المعنية بامر الذبح، وما ان بدأ يلومهم على افعالهم المشينة تلك إلا وتكالبوا عليه وانهالوا عليه ضربا، مع ملاحظة وجود أدوات حادة في يد البعض منهم، وبالكاد استطعنا تخليص المسكين من بين ايديهم.
إذاً المشهد كالتالي: تزاحم وتأخير قد يصل إلى أربع ساعات، كما حدث معي، بخلاف جولات المصارعة الحرة التي تدور هنا وهناك، وما يحاك من خلف العين الرقيبة من دهن السير للتعجيل بالوصول للغاية دون مراعاة للأوامر والنواهي أو حتى مراعاة أو احترام للآخرين, نود أن نذكر هنا بأن كل المحظورات تضحى جائزة إن نحن أغفلنا عين الرقيب.
فهل تتكرم البلدية مشكورة بانتداب من يقوم بهذه المهمة والإشراف على تنظيم دخول الذبائح دون تأخير أو تطاول بالالسن والأيدي؟! وأكاد أجزم بأن ظاهرة التلاعب وتقديم ذبيحة قادمة لتوها على اخرى ينتظر صاحبها دخولها منذ ساعات ستختفي تماما، لا بل وسيحل محل هذه الظاهرة سمة الإيثار والانتظام والتعاون.
وإلى ذلك الحين فنحن لا نزال نعاني من التزاحم والتطاحن والتلاعب، شاكرين لالجزيرة إتاحة الفرصة وشكرا لفنان الكاريكاتير (صايل) على ماخطت ريشته وهذا ما تعودناه من صحيفتكم الرائدة.
والسلام عليكم
محمد بن ناصر الفرحان
|
|
|
|
|
