نعم دفناه يا أماه فاحتسبي
الموت حق ولم يستثن منه أبي
موت وميلاد وافراح وتعزية
والناس ما بين مسرور ومنتحب
والموت كالظل للإنسان يتبعه
من حين مولده لم يشك من تعب
لا يختفي أبداً حتى نواريه
يغيب ظل الفتى والموت لم يغب
استغفر الله ما للموت ننكره
لولا الحياة فهل للموت من سبب
ما المرء إلا امتزاج الروح في جسد
روح من الله والأجساد من لزب
الروح عادت لرب منه قد نفخت
اليس عدلا رجوع الترب للترب
ما مات من عاش في دنياه محتسباً
ما الموت الا انشغال القلب باللعب
يا من فقدناه شيخاً صالحاً ورعاً
قد شاب شعرك والايمان لم يشب
ان قال قولاً فإن الصدق مخرجه
من بين فكيه لم يفطر على الكذب
وما مشى قط يوماً نحو معصية
وان يكن نحو خير سار في خبب
سبعون عاماً واستثني طفولته
عشراً قضاها بحب الله في دأب
هذا مصلاه لو يحكي لنا لبكى
حزناً على فقد ذاك العابد النصب
وذاك مصحفه كم مرة ختمت
اياته بلسان سلسل عذب
سمح جواد كريم النفس محتشم
عف اللسان عن الفحشاء والسبب
لكم تبديت لي ان صابني غضب
ذكرت حلمك فاستحييت من غضبي
وكم هممت بامر ثم ترد عني
اصداء نصحك ان لم يكفني ادبي
لئن بكيتك يا من كنت قدوتنا
رمز النقاء ورمز الزهد والحدب
فقد بكاك معي من لست تعرفه
من المساكين والايتام والغرب
ما كنت تسأل عمن جاء مجتدياً
فما يهمك اذ اعطيت من تهب
حييت انك حي في ضمائرنا
وان ظنك بالابناء لا يخب
دعوت ربك توحيداً لصفهمو
ابشر بوعد من الرحمن ان يجب
عنا رحلت ببيت الله مختتماً
صلاة يومك بعد الوتر والنصب
فصرت ضيفاً لرب البيت منتخباً
ما يفعل الله في ضيف ومنتخب