| الاقتصادية
حوار: أحمد الفهيد
سابك,, تلك الشركة العملاقة التي استطاعت أن تحول الذهب الأسود الى ذهب أصفر، تعيش هذه الفترة واحدا من عصورها الذهبية على المستوى العالمي وتستقطب الأنظار في الأسواق المحلية والعالمية نتيجة المتغيرات الآنية في أسواق النفط العالمية.
ولإلقاء مزيد من الضوء على أعمال الشركة وخططها المستقبلية التقت الجزيرة سعادة المهندس محمد بن حمد الماضي نائب رئيس مجلس ادارة سابك والعضو المنتدب في الجزء الثاني من حواره مع الجزيرة حيث تحدث في الجزء الأول عن تأسيس شركة جديدة للبتروكيماويات وتوحيد أنظمة المعلومات ورعاية سابك لندوة الأمن الصناعي عبر حواره مع الزميل محمد هلال المنشور في عدد الأربعاء الماضي فإلى تفاصيل الجزء الثاني من هذا الحوار :
* كم بلغت قروض سابك للسنة المالية الجارية,, التي حصلت عليها الشركة من أجل التوسع في مشاريعها؟ وما مدى استعدادها المجدول للسداد المنتظم؟ وما هي البرامج الموضوعة لذلك؟
بلغت قروض سابك في نهاية النصف الأول من العام المالي 2000م حوالي ثلاثة وعشرين مليار ريال وهي مجدولة بشكل يتناسب مع الوضع المالي لسابك وفق الاتفاقيات الخاصة بكل قرض من هذه القروض.
* ما مدى تأثر معدلات ربحية الشركة بهذه القروض سواء سلبا أو إيجابا,,,, ؟
تلجأ الشركات عادة للاستفادة من التسهيلات التجارية المتاحة في سوق المال لدعم الهيكل المالي والاستراتيجي في الأسواق المستهدفة، وتضع في الحسبان المحافظة على معدلات الربحية من خلال السعي للحصول على تسهيلات مالية بأقل الاسعار، وسابك تسير في هذا الاتجاه.
* لجأت الشركة ضمن خططها الصناعية التوسعية الى التوسع في الاقتراض، هل يمكن أن يؤدي ذلك الى ايجاد صعوبات مالية، خاصة في ظل المنافسة العالمية المتزايدة والظروف الاقتصادية الراهنة؟
من غير المتوقع حدوث صعوبات مالية نتيجة التوسع في الاقتراض لأن هناك دراسات مستفيضة تتم قبل البدء في أي خطط توسعية، ويتم التحقق من الجدوى الاقتصادية لهذه التوسعات قبل البدء فيها، والتوسع في الاقتراض يتناسب مع التوسع في أنشطة سابك الصناعية، ونهدف دائما لأن يكون العائد من الاستثمار أعلى بكثير من تكلفة القروض التجارية التي تحصل عليها سابك .
* أعادت سابك مؤخرا هيكلة بعض إدارتها، كيف تصورون لنا مدى النجاح الذي حالف هذا الخيار ولا سيما أن هذا التغيير شمل عدة قيادات ادارية بشكل تدويري على الرغم من اختلاف المؤهلات العلمية والعملية التخصصية لتلك القيادات سواء السابقة أو اللاحقة؟
لقد نجحت الشركة بصفة عامة في دمج جميع الشركات التابعة في مجموعة واحدة وهي سابك ، مع العلم أنه في السابق كانت كل شركة تابعة تمارس العمل كما لو كانت قائمة بذاتها.
ولقد أتاحت عملية اعادة الهيكلة في سابك الفرصة للاهتمام بجانب آخر مهم هو تزويد الأجهزة التنفيذية بقدر وافر من الخبرة التي تحتاجها لتلبية متطلبات الدور العالمي الجديد لسابك وتعزيز اسهاماتها الوطنية, فقد نجحت كل واحدة من الشركات التابعة في توفير مجالات تطوير جيدة ضمن النطاق المحدود لكل منها على حدة, ونظرا لأن العديد من هذه الشركات التابعة عبارة عن شركات مشتركة فقد أتاحت هذه الخبرات الادارية مجالا أوسع للتعرف على أساليب هذه الشركات في عمليات الانتاج، رغم أن هذه الشركات المشتركة تختلف بدرجات متفاوتة من حيث فلسفة كل منها، وادارة مرافق الانتاج على السواء.
ومن خلال نقل بعض التنفيذيين الى شركات تابعة أخرى أو الى المركز الرئيسي للشركة، تمكنت سابك من تهيئة تحديات مثيرة لقيادتها التنفيذية، وتكوين فلسفة جديدة ونمط قيادة أكثر فعالية وتكاملا.
ولا يزال التنفيذيون في سابك والموظفون يواصلون بذل الجهود لاستثمار مشروع اعادة الهيكلة الاستثمار الأمثل, ولا يخفى على الجميع ان اعادة الهيكلة في سابك كانت أمرا ضروريا لمواجهة تحديات المنافسة العالمية، ومن المؤكد أن مجموعة سابك وقيادتها التنفيذية وموظفيها سيكونون أكثر قدرة على العطاء نتيجة هذه التطورات.
* شركة سابك كعادتها كانت سباقة لانشاء مراكز الأبحاث الخاصة بها، أرجو من سعادتكم إلقاء مزيد من الضوء على هذه التجربة وآخر الاكتشافات والأبحاث التي تحققت وانعكست بشكل مباشر على أداء الشركة.
تجد سابك في أعمال البحث والتطوير مفتاحا للتقنية، وتعزيزا لقدراتها التنافسية في الأسواق العالمية، بعد الوفاء بمتطلبات خطط وبرامج التنمية الوطنية.
باكورة أنشطة سابك في ميدان البحث والتطوير تمثلت في انشاء مختبر الخدمات الفنية في عام 1988م الذي ساعد مستهلكي منتجات سابك على تحقيق أقصى استفادة منها، وكان هذا المختبر النواة الأولى لمجمع سابك الصناعي للبحث والتطوير الذي دشن رسميا أواخر عام 1994.
في ظل النمو المتواصل لفعاليات المجمع,, واصلت سابك تقديم الخدمات والدعم الفني للمصانع والشركات التابعة مما أدى الى خفض التكاليف وارتفاع المبيعات.
نجحت سابك من خلال مجمعها الصناعي للبحث والتطوير وشركتها المملوكة لها بالكامل بتروكيميا بالتعاون مع معهد البترول الفرنسي في تطوير تقنية انتاج البيوتين 1 واستخدامها على النطاق التجاري، مما أهل سابك لتصبح شريكا تقنيا للمعهد، تقاسمه حقوق الترخيص عالميا لتقنية الانتاج، وقد أصدرت حتى الآن حوالي تسعة عشر ترخيصا لأنحاء متفرقة من العالم.
علاوة على ذلك اسهم المجمع اسهامات مهمة في ميدان تحقيق التعاون والعمل التكاملي بين مجمعات سابك الصناعية لرفع كفاية أدائها الاقتصادي، كما حققت مشاريعه البحثية نتائج ايجابية عديدة مثل تقليل نسبة البضائع في خردة بولي كلوريد الفينيل، وتقليل نسبة الصدأ على قضبان حديد التسليح.
عمل المجمع على تطوير العديد من التقنيات مثل تقنية لتنقية غاز ثاني اكسيد الكربون، كما طورت تقنية لانتاج البولي ستايرين القابل للتمدد، وأمكن تطوير صنف جديد من البوليستر لاستخدامه في صناعة قوارير المياه، وحسنت نوعية البولي البروبيلين المنتج بمضافات مقاومة للأشعة فوق البنفسجية، وقد أدى تحديث حفاز انتاج البيوتين 1 وبناء وحدة لانتاجه تجاريا الى زيادة فعالية مصنع البيوتين 1 , وفي مجال البولي إثيلين أجريت التجارب على أنواع مختلفة من الحفازات والاضافات، مما ساعد على تعزيز الوضع التنافسي للمنتج في الأسواق.
وقد كان لانشاء مركز سابك التقني في هيوستن أثر واضح في دعم أبحاث المجمع، وخاصة في مجال تطوير الحفازات اللازمة لصناعات سابك الحالية والمستقبلية، والعمل الآن على قدم وساق في انشاء مركز تقني آخر لسابك في الهند.
وتهدف سابك من انشاء مراكز الأبحاث الخارجية الى البقاء على اتصال دائم مع المؤسسات العلمية في البلدان التي تنشىء بها المراكز، كذلك الاستفادة من الامكانات المتاحة في تلك البلدان، وتقديم الخدمات الفنية اللازمة لمنتجات سابك ، حيث يمكن اختبارها تسويقيا وبالتالي تطويرها.
وتولي سابك عناية خاصة للتعاون البناء مع الجامعات السعودية، وقد ابرمت العديد من الاتفاقات معها لاجراء أبحاث مشتركة,, كما تهتم على وجه الخصوص بالبحث العلمي التطبيقي، الذي يثري استخدامات منتجاتها وتطبيقاتها الجديدة، ويعزز منظومة التكامل بين الصناعات الأساسية والتحويلية.
* أقرت الدول الصناعية الكبرى اتفاقية التجارة الحرة، إلا أنها تحايلت عليها باستصدارها قانون مكافحة الإغراق وذلك من أجل حماية اسواقها الداخلية من المنافسة الخارجية,, كيف يمكن أن نسير في مثل هذا الاتجاه دون التفريط في الاقتصاديات الصناعية لدول المجلس وايجاد تنظيم داخلي وايضا تنظيم الأسواق العالمية الخارجية؟
تعتبر السلعة إغراقية إذا كان سعر التصدير يقل عن سعر السلعة المماثلة في البلد المصدر، أو إذا بيعت بأقل من تكلفة انتاجها, واتفاقية مكافحة الاغراق الخاصة بمنظمة التجارة العالمية تشترط لإثبات الاغراق توفر الحقائق التالية:
حدوث الاغراق.
تضرر المنتج المحلي أو الصناعة المحلية.
وجود علاقة سببية بين الاغراق والضرر.
وقد ازداد الحديث حول الاغراق وقوانين مكافحته بعد تطبيق اتفاقيات منظمة التجارة العالمية، وازدياد عدد الدول المنظمة لها، وانفتاح الاسواق بين الدول الأعضاء في المنظمة,, ولكن من المؤكد أن المعرفة التامة بنظام مكافحة الاغراق تجعل كل جهة تعرف ما لها وما عليها فتقوم بالتصدير بما يتوافق مع الأنظمة وبما لا يتعارض مع الحدود المسموح بها، كذلك تساعد معرفة النظام على اتباع الاجراءات والأساليب الخاصة بتنفيذ ورد الادعاءات غير المحقة حول ارتكاب مخالفة لهذا النظام، وبالتالي فإن اتفاقية مكافحة الإغراق هي وسيلة مناسبة لحماية الصناعة المحلية من المنافسة غير العادلة ولكن من خلال تحقيق شرطين اثنين:
أولا: ايجاد نظام وطني لمكافحة الاغراق يتماشى في قواعده وآليات تنفيذه مع أنظمة منظمة التجارة العالمية، حيث سيعمل هذا النظام على تنظيم اجراءات المجابهة وحماية الانتاج المحلي والرد على ادعاءات الدول الأخرى ضد الصادرات الوطنية.
ثانيا: ايجاد جهاز فني متخصص ومتفرغ ومستقل قادر على تنفيذ النظام وتقديم المساعدة للمنتجين والمصدرين على حد سواء.
وفي هذا الصدد فإن الأجهزة الحكومية ذات العلاقة في المملكة تعمل لاعداد نظام وطني لمكافحة الاغراق بهدف حماية الصناعة المحلية من الاغراق, وبإذن الله تستفيد الصناعة الوطنية من هذه الخطوة الايجابية في مجال حماية المنتجات المحلية من المنافسة الخارجية غير العادلة، وأيضا تعزيز صادراتها الى الأسواق العالمية وحمايتها من أي ادعاءات أو اتهامات بالاغراق، وتفنيد هذه الادعاءات إذا تعرضت لها.
سابك,, عملاق الصناعة السعودية واحدة من أكبر شركات العالم على الاطلاق وهي تتمتع بسمعة عالمية متنامية نظرا لوجودها الفاعل اضافة الى أهمية خامها الأساسي في الصناعة البترول .
|
|
|
|
|