| مقـالات
وقفة مع وثيقتنا التعليمية:
يفترض الآن ان تعليمنا في بعده الكمي (الاحصائي) لم يعد تحديا جوهريا تختبر فيه السلطة التعليمية، لقد حان الآن (بل حان منذ زمن) الوقت لننقل معركتنا مع التعليم الى ساحة الكيف, فالمطلوب في هذه المرحلة هو ان نقدم للناس تعليما نوعيا راقيا يستثمر الى اقصى حد ممكن كل ما يختزنونه من امكانات وقدرات, وفي هذا الشأن نشير الى ان النظم التربوية وهي تقدم برامج تعليمية متنوعة ومكلفة مُطالبة بأن تتخذ من الاجراءات ما يضمن جدوى تلك البرامج وتعاظم مردودها التعليمي, وهنا لابد من بناء آلية واضحة ومحددة تضمن لبرامجنا التعليمية حدا أدنى من الجودة )Quality Assurance(, أقول قولي هذا بعد ان قرأت الطبعة الثالثة من وثيقة سياستنا التعليمية ولم اجد فيها ما يشير ولو على وجه العموم الى اهمية قيام وتعزيز مثل هذا التوجه داخل وسطنا التربوي.
الانضباط الطلابي:
عندما يصاب جسم الانسان بعلة فغالبا ما تظهر عليه الاعراض الدالة على وجودها (حرارة، تغير اللون،,, الخ), وفي مثل هذه الحالة تتجه الجهود الطبية مباشرة الى مصدر العلة, وبالمثل يمكن القول بأن ظاهرة فقدان الانضباط السلوكي الطلابي في مدارسنا ليس هو العلة بحد ذاته بل هو عرض لعلة قد نكون فشلنا في تشخيصها او في علاجها وعموما عندما نفشل في ايجاد البيئة التعليمية الملائمة وفي ايجاد المعلم المتمكن فعلينا ان نتوقع ظهور العديد من الاعراض المرضية المصاحبة ولعل من اهمها ضعف الانضباط السلوكي.
عقد التوصيات:
في احدى مؤسساتنا التربوية العليا ألقيت ورقة تربوية متميزة الا ان البعض اعتبرها ناقصة لعدم تضمنها بعض التوصيات، وكأن المستهدف (فقط) هو ان نعدل دائما نظما وممارساتنا التربوية لتتوافق مع توصيات كل ورقة تصدر, ليس هناك بالطبع من يقلل من اهمية التوصيات ولكن علينا ان نتذكر ان للندوات واللقاءات التربوية اهمية تتجاوز مجرد اصدار التوصيات الى خلق رؤية تربوية واضحة ومحددة لمؤسساتنا التربوية وترسيخ مفهوم الزمالة بما يثري فكر المؤسسة وفكر منسوبيها.
|
|
|
|
|