| مقـالات
العالم السفلي، الشوارع الخلفية، الوجه الآخر، الاحياء الفقيرة، الجيتو، اوكار الرذيلة، البؤر,, اسماء لمراكز مؤسفة انسانيا قابعة في مدن تدعي الانسانية, انها امثلة تصرخ ادانة لما يلاك ويستهلك على ظهر هذا الكوكب من مثل مثالية ظاهرها العطاء وباطنها الاخذ بنهم الى درجة سيطرة الانسان على الانسان, انها اماكن تقليدية وغير تقليدية بل ومضحكة مبكية في آن واحد تقليدية لكونها شاهداً طبيعياً على طمع الانسان بالانسان الامر الذي جعلها مألوفة والمألوف تقليدي وان كان محرما, انها غير تقليدية لانها تواجدت نتيجة لثورة الانسان على نفسه، فانتصاره على طرائق تفكيره البالية، فاعلانه لثورته العلميةعلى الجهل والاستغلال ليصبح في النهاية هو المستغل، انها غير تقليدية في كونها افرازاً حديثاً من مدنية حديثة ادعت زورا وبهتانا السعي الى اطلاق سراح الانسان لتتبلور في النهاية عن ضرب سياج من (ظروف مؤلمة!) حول هذا الانسان انها مضحكة مبكية لكونهاثابرت اصراراً على الوجود والتواجد رغم انف التقليد المتمثل في مثالية الانسان الفاعلة نطقا الى حد التشدق تعبيرا وانشاء واثارة, انها إذاً مراكز ضدية للحسن المزيف والذي عادة مايكسو المدن الزاهية بواجهات ذات خلفيات نازفة انسانية انها ارجوزة الانسان المنتصر المهزوم بل الخيط الرفيع الفاصل بين الامل والالم، انها حافز للانسان للتعامل بلا ضمير او لنقل انها القيم تتصادم مع ذاتها نافية ذاتها رغم عويلها المجلجل في افاق الانشاء والتعبير والخطابة والاستهلاك اللفظي انها هامشية المظهر مهمشة التأثير تضيق بها ساحات الاقوياء، فتطرد الاقوياء معرية هذا الكوكب (المصبوغ!) المتلون، المزدوج، الهارب من ذاته.
حسنا، دعونا نخرج من متاهات التجريد لنقول ان المدن سكن والنساء سكن اذا فالمدن نساء: منها ماهو جميل المظهر مشع بالانوار والاضواء والمحسنات الخدمية الاسمنتية المكياجية اما المخبر فهو من طراز معماري يزهو بنقش لسان حاله يصرخ بشعار لابس خلاخل والبلاء من الداخل ومنها ما مظهره هو مخبره قبحا وقساوة: مدن يعوزها القلب وتنقصها الانسانية والاوكسجين! تذيبك ألما يؤدي بك الى تهلكة كراهة نفسك! على جريمة الاستقرار اقصد الاقتران بها!.
ومدن مظهرها بسيط كمخبرها، رثة ولكنها تحف تحفها الطمأنينة والسكينة والاطمئنان, حنونة حنان المرأة الحنون، جميلة جمال تقاطيع المرأة الجميلة، وقورة وقار جمالها بلا اصباغ، نظيفة نظافة مخبرها المفترض، باسمه المحيا كبسمتها بحياء، ناطقة وهي الصامتة، مرتدية لازياء البساطة والواقعية والاحتفاء، متلحفة برداء العطاء والتضحية والاخلاص مشعة طبيعيا اشعاعا يغار شعاع القمر من شعاعه.
,,قل لي عن حارتك اقل لك عن حيرتك! بل، قل لي عن امرأتك المفضلة اقل لك عن مدينتك المفضلة.
ص,ب 454 رمز 11351 الرياض
|
|
|
|
|