| العالم اليوم
أن يجتمع القادة العرب ويعقدوا مؤتمرا للقمة العربية بعد أربع سنوات، وأن يعقد هذا الاجتماع بعد ان وصلت الاوضاع في فلسطين المحتلة الى حافة الهاوية,, فهذا - بحد ذاته - تطور ايجابي في مسيرة العمل العربي المشترك، فبالاضافة الى عمليات القتل العمد التي مارستها سلطات الاحتلال الاسرائيلي ضد الأطفال والشبان الفلسطينيين وفق مخطط صهيوني متواصل يستند على ابادة الشعب الفلسطيني، إضافة الى ذلك ألغت اسرائيل كل اتفاقيات ما يسمى بالسلام، إذ قامت اسرائيل عملياً باحتلال مناطق الحكم الذاتي ودفعت بقواتها المعززة بطائرات الهليكوبتر المزودة بالصواريخ والدبابات الى المناطق الفلسطينية المصنفة (بالمناطق أ) وهي المناطق التي تعتبر حسب اتفاقيات اوسلو والقاهرة ووادي ريفر بأنها مناطق محررة واقامت في تلك المناطق مواقع عسكرية, بالاضافة الى عمليات اغلاق الاراضي الفلسطينية من خلال إغلاق معابر الحدود مع الاردن ومصر وإقفال مطار وميناء غزة وكل هذا يعني الغاء اتفاقيات السلام واعادة احتلال الاراضي الفلسطينية.
ايصال الوضع في فلسطين المحتلة الى حافة الهاوية والذي وجد الرفض بالثورة في داخل فلسطين والدول العربية وهذا ما دعا الى المسارعة لعقد قمة شرم الشيخ التي عالجت بقراراتها انتهاكات اسرائيل لاتفاقيات السلام حيث تظهر القراءة المتضمنة لتلك القرارات ان القمة لم تتوقف كثيرا عند اسباب ما اسموه باندلاع العنف، بل جاءت القرارات على اعادة العمل بما اقرته الاتفاقيات السابقة من خلالها والطلب من اسرائيل بسحب قواتها واعادة فتح المعابر والتنسيق امنيا مع الجانب الفلسطيني لتطويق اي انفلات امني,,!! وكل هذا يصب في خانة الحفاظ على ما انجز في اتفاقيات هي في صالح الاسرائيليين حتى وان اعطت الحد الادنى والقليل جدا من حقوق الفلسطينيين التي ألغتها اسرائيل في اقل من عشرة ايام.
قرارات قمة شرم الشيخ التي لم تنفذها اسرائيل كليا حتى الآن بالاضافة الى انها خرقتها بعد 48 ساعة بالسماح للمستوطنين باقامة موقع استيطاني استعماري عسكري فوق تل في وسط نابلس وهو ما أثار الفلسطينيين واشعل مواجهات دامية.
هذه القرارات يفترض ان تلزم إسرائيل بتنفيذها والا فان مصداقية ودور المشاركين في قمة شرم الشيخ كوسطاء للسلام يعد منتهيا ولا قيمة له ليس لدى الشعوب العربية بل وحتى الحكومات العربية التي عملت معهم في شرم الشيخ، مما سيوجد حالة جديدة من التعامل بين الحكومات العربية وكل من امريكا واوربا والامم المتحدة.
اما بالنسبة للقمة العربية فان الهدف من عقد القمة ليس لمواجهة الحالة التي شهدتها فلسطين المحتلة، وأختلف كثيرا مع من يقول ان قمة شرم الشيخ ستؤثر على القمة العربية,, فالقمتان رغم انهما انعقدتا كرد فعل لما حصل في الايام الاخيرة الا ان الاهداف تختلف,, وان تشابهت في بعض النقاط وإذا عرفنا بعضا من اهداف شرم الشيخ فالمفروض ان يكون هدف القمة العربية - وهو ما سيعمل له القادة العرب - العمل على تحقيق السلام العادل واستعادة الحقوق الفلسطينية وتحرير الاراضي العربية المحتلة بعد ان تأكد للجميع ومن خلال ما شاهدناه أن الاسرائيليين الذين ألغوا عمليا كل اتفاقيات السلام في فلسطين باعادة احتلال الاراضي الفلسطينية,.
نقول إن هذه الاهداف لا يمكن ان تتحقق الا بمواجهة اسرائيل وتوظيف كل القدرات العربية السياسية والاقتصادية لإجبارهم على انتهاج السلام كخيار وحيد وترك اساليبها القمعية وافهام حلفائها ان العرب لم يفرطوا بأوراقهم وانهم قادرون على استعمالها,, واولى هذه الاوراق تفعيل سلاح المقاطعة العربية ووقف كل عمليات التطبيع بما فيها العلاقات الدبلوماسية المعلنة والخفية,,!!
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|