أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 21st October,2000العدد:10250الطبعةالاولـيالسبت 24 ,رجب 1421

عزيزتـي الجزيرة

السباحة في بحور الديون!
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله
هناك في مجتمعنا نماذج عجيبة وغريبة الاطوار والتصرفات منهم المغرمون بالدين فتجد احدهم لايستغني ابداً عن الدين والاستدانة فهو كالسمكة لاتستطيع الخروج من الماء وإذا خرجت منه ماتت فتجد في ذمته ديوناً تبلغ مئات الالاف ولامقابل لها عنده ومع ذلك ينام قرير العين ومنهم من يستدين ليشتري سيارة جديدة يقسط ثمنها على راتبه وبعد سداد ثمنها يبيعها بثمن بخس ويستدين سيارة اخرى وهكذا يقضي عمره من دين الى دين ومن اقساط الى اقساط ومنهم من يستلم راتباً كبيراً ولكنه يضيع بين الدائنين والباقي منه لايكاد يغطي مصروفه ومصروف عائلته وفي بعض الاحيان يخادع المدين المستدين ويخادع المستدين المدين فتجد المدين يبيع سلعته على المستدين بثمن مؤجل مضاعف ومع ذلك يشتريها منه المستدين لانه قد يبيت نيته على ان لايسدد له ثمنها, يقولون ان رجلا اشترى من احد التجار حنطة بثمن مؤجل وعندما جاءه ليكيل له الحنطة قلب الصاع وكال له على قفاه والمستدين يتصدد عنه فقال له احدهم انظر ان التاجر يكيل لك على قفا الصاع فقال دعه انا اعرف ذلك فانا لن اوفيه دينه وما احصل عليه من الحنطة فهو مكسب فكل واحد منهما يتحيل على الآخر,
وقد نسي كل منهما حث الرسول صلى الله عليه وسلم على حسن قضاء الدين وحسن اقتضائه وان من اخذ مال الناس ليتلفه اتلفه الله ومن اخذه ليقضيه قضى الله عنه, لقد ضاعت الامانة وصدق الوفاء في هذا الزمان كان الناس في الماضي صادقين وموفين بتعهداتهم اما اليوم فلا, يقال ان رجلا استدان من رجل فقال له اعطني رهناً اضمن به مالي قال نعم وذهب واحضر له صرة بها حق وقال له هذا اغلى ما املك خذه رهناً بمالك, وبعد انتهاء الاجل جاءه بماله واسترد رهنه فقال له التاجر استحلفك الله ان ترني هذا الرهن ولما فتحه وجده شعرات من لحيته.
والله المستعان.
محمد بن عبدالله الفوزان
محافظة الغاط

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved