حين لا يكون الحديث إلا عن المدينة الجريحة,.
ولا تتحرك شارة التلفاز عن ساحاتها,,، لا ترى العيون سواها,,، ولا تسمع الآذان إلا عنها,,، ولا تتفاعل النفوس إلا إحساساً بها,.
وحين تُفتح الخزائن ليحصدَ ما فيها من أجلها,.
وتنبجس العروق لتدرَّ دماءها من أجلها,.
وتسفك الدموع مع مآسيها,,، وتوخز القلوب لأوجاعها,.
وتتركز الأذهان حول طاولات الحديث عنها,.
وتغلي الشرايين حين لا يكون شيءٌ في صالحها,.
فهذا هو الصدق,.
وهو موقف,.
وهو فعل,.
والموقف البطولي ليس بدسِّ الأجساد في مواقع الردى,, لمجرد التماثل مع رفع الأصوات، وإلا تحولت قضايا الانسان إلى فوضى ساحقة,, لا يرتضيها العقل,, ولا يقرُّها الايمان,, لا بالله ولا بقضايا الانسان,, فالخروج من الهزيمة المؤكدة,, ليس بتأكيدها بمزيدٍ من الأجساد والأرواح ولا شيء غير ذلك,.
القدس,.
تحتاج إلى حلول ليست بزجِّ التهم الفردية، ولا بحلول الدول المجاورة، ولا بوقفة الأجساد العزل من السلاح,, والقرار,.
القدس,.
قضيةٌ إنسانيةٌ دوليةٌ، مشرعةٌ تفاصيلُها,,، موجّهَةٌ أصابعُها,,، مركّزةٌ عيونُها، على كِفّتي ميزان غير متساويتين,,، تخرج في كل لقاءٍ مأمول، بخيبة أمل مفضوحة التفاصيل، وراء عوامل واضحة، من تحت مظلّةٍ ليست الخديعة الانسانية، إنما التسلُّط الأنفذ غايةً، وقدوة، وقوة,,، تتلاعب بأطراف القضية، كما تتلاعب بأصابع الشطرنج مواجهتان غير متكافئتين!!
والسياسيون هم مَن يحلِّلون بالتأريخ وبالأسماء تفاصيل المواقف,, وانهزام العزم,.
وفتور المواجهة,.
ويعلمون ما وراء الخيبة، وما وراء الحسرة,,، وما أمام الفجائع من أسباب، لم تعد تخفى على الصغير ولا الكبير، ولا العالم ولا الجاهل,,، ولا مَن في ساحات المعركة أو بعيداً عنها,.
لكن رداء الهزيمة لا يناسب أن يُرمى على غير صانعيها,.
ولا هو زمن يجهل فيه المتفرجون والذين هم في المواجهة مَن الذي صنع هذا الرداء؟!,, وكيف صُنع؟,.
إن الجهاد للقدس ليس بارتداء الهزيمة، وتلبيس الضمائر سرَّها,, وتحفيزها على الاقتناع بها ومن ثَمَّ استدرار التفاعل بأن الخروج من تحت هذا الرداء ليس إلا برمي الأجساد في ساحات المعارك، وبتحريك الأقدام نحوها، والنتيجة معروفةٌ هي مزيدٌ من حصد الأرواح في حرب لا تكافؤ فيها إلا بحلولٍ جذرية ليست مهيأة للنجاح في ضوء ميلان كفتي الميزان عن أن تكون إحداهما في صالح القدس رمزاً لفلسطين كلها,.
أما هنا وأما هناك
ما حولها ومَن حولها,.
فإن هذه القضية تعيش مع النبض ولا تفارق الحسَّ,.
ولها المال والدم والدعاء,.
ولها الصدق والدموع والإحساس,.
ولها النبض في كل شارع وبيت,.
ومع كل لمحة حسٍّ، ونبض قلمٍ، وإشارة معنى,.
فمتى تشرق هذه القضية باسمةً باعتدال كفة الميزان والخروج من تحت مظلّة الهزيمة أمام الأقوى؟!.
اللَهُمَّ أنت القادر,,
فانصر هذه القضية بقدرتك على الأقوى، لأنك الأقوى,, لينصر المسلمون في فلسطين وتحفظ فيها قبلة المسلمين.
د,خيرية إبراهيم السقاف
|