| محليــات
تلتئم اليوم قمة العرب المنتظرة بالقاهرة في أجواء يسودها الترقب الكبير على الصعيدين العربي والدولي.
والقمة وهي تجعل من الوضع في الأراضي الفلسطينية محورا لمداولاتها، تجيء في أعقاب قمة شرم الشيخ التي اقتضتها ظروف العدوان الاسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني، فكان هدفها احتواء التداعيات المتسارعة للأحداث,, في حين يجيء اجتماع القمة الشاملة اليوم لتدارس الوضع بمجمله، والخروج بقرار عربي موحد يحدد المواقف المنتظرة تجاه المطالب العادلة للشعب الفلسطيني، ويوضح بجلاء الرؤية العربية لما يجري من عدوان وتسويف واغتصاب للحقوق في أرض فلسطين، بحيث تتضح الأدوار، وتنجلي المواقف، وتتحدد الخيارات المتاحة أمام القادة لمعالجة الأوضاع.
إن القمة وهي تفتح ملف الصراع العربي الاسرائيلي، وهو الملف المحوري في كل القمم العربية,, تفتحه هذه المرة وسط حالة من الغضب العارم الذي انتظم الشارع العربي بمجمله، فالعدوان الاسرائيلي والذي مازال مستمرا على الفلسطينيين حصد 160 شهيدا وفق ما أعلنه فاروق قدومي وزير خارجية فلسطين في الاجتماع التحضيري للقمة، كما أن هذا العدوان أسقط 3800 جريح من أبناء الشعب الفلسطيني في عدوان صارخ على المدنيين يتنافى مع كل الأعراف والقيم والحقوق الانسانية المرعية التي يسعى العالم المتحضر لتكريسها والدفاع عنها.
لقد أسفر العدوان الاسرائيلي على الأشقاء الفلسطينيين عن حالة من الغليان الشعبي العربي، وهذا ما سيترك بصماته دون شك على مسارات التداول في أروقة القمة، لكن القادة سيسعون قدر الاستطاعة لتجاوز المواقف العاطفية الى مواقف عقلانية لا تفتقد إلى الحزم والحسم، حيث ان الأوضاع تتطلب توظيفا للقدرة العربية على رد العدوان وتحجيم آثاره، وفي ذات الوقت تتطلب قراءة سليمة لا تربكها التداعيات، تتوخى استشفاف الواقع، ومعرفة مواقع الأقدام، وترجمة الاحساس العربي الى مواقف عملية، والخروج بما يقوي الصف ويحقق التطلعات ويردع العدو عن الاستمرار في غيه.
إنها المهمة الصعبة التي تنتظر القادة العرب اليوم,, وإنها المحك الذي ستتبلور من خلاله سيناريوهات المرحلة المقبلة في هذا الملف الدامي والخطير.
الجزيرة
|
|
|
|
|