أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 21st October,2000العدد:10250الطبعةالاولـيالسبت 24 ,رجب 1421

الاقتصادية

رؤية اقتصادية
التلفزيون السعودي,, وإيقاع اللحظة
د, محمد بن عبدالعزيز الصالح
بداية أود أن أستميح الكاتب بجريدة الوطن الأستاذ عبدالرحمن بحير على استخدام نفس العنوان الذي تصدر مقاله حول تغطية التلفزيون السعودي لأحداث خطف الطائرة السعودية والمنشور يوم الاثنين 19/7/1421ه, أما لماذا استخدمت نفس العنوان؟ فلأننا نتحدث عن قضية واحدة وهم واحد.
القصة باختصار أنني عندما كنت أشاهد مباراة لمنتخبنا الوطني في منزل صديق لي لا تتجاوز القنوات التلفزيونية الموجودة فيه تلفزيون المملكة العربية السعودية، وأثناء متابعتنا لأحداث المباراة، واذا بصديق آخر يحدثنا هاتفيا مشيرا الى اختطاف الطائرة السعودية والتوجه بها الى مطار دمشق ثم بغداد، حيث أكد لنا بأن كافة المحطات الفضائية قد تسابقت الى تغطية الحدث بشكل تفصيلي، بل إن احدى القنوات الفضائية قد تم تفريغها تماما للتغطية من مكان الحدث, نعم لقد نما الى علمنا هذا الخبر من خلال مكالمة الصديق هاتفيا في الوقت الذي استمر فيه تلفزيون المملكة في عرض مباراة رياضية دون مجرد الاشارة الى خبر اختطاف الطائرة، وقد تبادر الى ذهني عدد من التساؤلات: كيف تقوم كافة الفضائيات بتغطية حدث يتعلق بخطف طائرة سعودية في حين ان التلفزيون السعودي هو آخر من يتطرق للحدث؟ ولماذا لم يتم قطع المباراة واذاعة الخبر في الحال؟ وهل يعقل أن يحدث ذلك من تلفزيوننا العزيز في عصر أصبح التميز فيه للقنوات الفضائية صاحبة السبق في تغطية مثل تلك الأحداث؟
ان ما يدفعنا الى توجيه عتب المحب الى تلفزيوننا السعودي في تنازله عن تميز السبق الاعلامي في تغطية حادثة خطف الطائرة السعودية أمران:
1 ان هذه الحادثة تعنينا كسعوديين أكثر من غيرنا وبالتالي فهي تهمنا أكثر من غيرنا, ولذا كان لزاما أن يتم السبق في تغطية الحادثة من قبل تلفزيوننا نحن وليس من قبل فضائيات الغير.
2 أهمية أن يكون لتلفزيوننا السعودي دور ملموس في عملية الصياغة الاخبارية للحدث منذ بدايته بدلا من أن يترك ذلك لاجتهادات القنوات الفضائية الأخرى والتي قد يتعمد البعض منها الاساءة للمملكة في طريقة تغطيتها للحدث، ولذا نجد أنه وبدلا من ان يستقي المشاهدون خارج المملكة خبر هذه الحادثة من تلفزيوننا السعودي الذي عرف عنه الدقة والأمانة في نقل المعلومة، نجد أنه قد أصبح اطلاع المشاهدين داخل المملكة على مثل هذا الحدث يتم من خلال قنوات فضائية نتيجة لسرعتها في تغطية الخبر، علما بأننا لا نتردد في التشكيك بمصداقية البعض منها في نقل الحدث وخاصة عندما تكون المملكة معنية بالحدث.
أكرر مرة أخرى الى اخواني العاملين في تلفزيوننا العزيز بأن نقدي هذا ليس لمجرد النقد وانما هو عتاب المحب لتلفزيونه الوطني, فنحن لا نريد أن نهجر تلفزيوننا لأي قناة فضائية أخرى ولكننا نجدنا مجبرين أحيانا على ذلك عندما لا نجد ما يشفي غليلنا في قناتنا المحلية.
إعلام الخبر يا سمو الأمير
في كل مرة يؤكد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس المجلس الأعلى للاعلام بأنه رجل اعلامي من الطراز الفريد اذ يتضح ذلك من خلال ادراكه لقيمة الرسالة الاعلامية ناهيك عن ايمان سموه بحجم التأثير الاعلامي على الشخص المتلقي, لتسمح لي يا سمو الأمير بالاشارة الى أننا في الوقت الذي نعيش فيه في عصر توافر المعلومة مما تتضاعف معه أهمية الاعلام يوما بعد يوم، وفي الوقت الذي نعيش فيه ثورة الفضائيات التي غيرت كل المفاهيم الاعلامية، وفي الوقت الذي لا يختلف فيه اثنان على تميز تلفزيوننا السعودي على كافة الفضائيات في مجال تقديم المادة الاعلامية البرامجية سواء الشرعية أو الثقافية أو التربوية منها فإننا نتطلع الى توجيه سموكم الكريم للقائمين على التلفزيون بالاهتمام بما يعرف باعلام الخبر نظرا لما لهذا الاعلام من أهمية كفيلة بوضع تلفزيوننا السعودي في المكانة التي نتطلع اليها جميعا.
تصرف العظماء
في الوقت الذي نجد فيه أن أنظمة الحكم في بعض الدول لا تتردد في ابادة واضطهاد كافة أفراد الأسرة لمجرد قيام أحد أفرادها بعمل اجرامي يمس بأمن الدولة، يأتينا نايف بن عبدالعزيز أثناء اختتام مؤتمره الصحفي الخاص باختطاف الطائرة السعودية مؤكدا عظمة قيادة مملكتنا الغالية من جهة وحنكة سموه في التعامل مع مثل تلك القضايا من جهة أخرى، حيث يتضح ذلك عندما وجه سموه الكريم الدعوة لأسرتي المواطنين الخاطفين بأن يلحقا شابين آخرين من نفس الأسرتين للالتحاق بكلية الملك فهد الأمنية للعام القادم.
نعم لقد جاء تصرف ابن عبدالعزيز مترجما للجميع عظمة السياسة التي تنتهجها حكومة المملكة مع كافة أبناء هذا البلد، ولا نملك حيال تصرف نايف بن عبدالعزيز سوى أن نقول انه تصرف عظيم لا يصدر الا من قبل العظماء من الرجال.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved