| شرفات
أظهرت دراسة نشرت في الآونة الاخيرة ان العطور على مختلف انواعها واصنافها الرخيصة والثمينة تحتوي على مواد مضرة ونصحت الدراسة في النهاية بالتفكير قبل ان تضغط على زر علبة العطر التي سترش رذاذها الضار, واللافت للنظر ان هناك حادثة اثارت الاهتمام فقد دفع احد المتاجر في الولايات المتحدة تعويضاً قدره (50000) دولار لاحد زبائنه الذي دخل احد المشافي نتيجة اصابته بازمة تنفسية بعد ان قامت احدى موظفات البيع برش عطر للدعاية على المشتري ولفرط حساسيته لم يتحمل قوة هذا العطر فأغمي عليه,
كما ان اضخم المحال التجارية في نيويورك منعت رش العطور على الزبائن وصاروا يسمحون برش العطور على الارض أو على ورقة تمتص العطر وتعطى للزبائن فيما بعد ليشموا رائحتها.
وينبه اصحاب المحلات الكبرى بأنه اذا حصل للمشتري حالةعطاس تحسسية فهذا سيسبب خسارة كبيرة لأن المحل سيخسر زبوناً دسماً.
تحذير
وهكذا بات من الواجب على خبراء التجميل تحذير الزبائن من التحسس بسبب روائح المواد التجميلية قبل ان يقوموا بوضع الماكياجات على وجه الزبونة, ولم تهتم المحال التجارية لوحدها بهذا الموضوع بل المستشفيات وبعض الجامعات والدوائر الرسمية والشركات وقد طلبت من موظفيها عدم استعمال العطور ومثبتات الشعر ومنتجات اخرى يمكن ان تسبب تحسساً لزملائهم في العمل من جهة وللزبائن من جهة ثانية.
تقول ماري ليمل مديرة المركز الوطني للبيئة الصحية ومقره في (نيوجرسي) وقد ساهم هذا المركز في استصدار التوصية التي تحظر رش العطور على الزبائن في المحلات التجارية، تقول: تبين احصائيات رسمية ان هناك حوالي ثلث المواطنين الامريكيين يعانون من صداع وطفح جلدي بسبب العطور والمنتجات المعطرة بالروائح المختلفة .
ويعاني النساء من ذلك اكثر من الرجال ويرجعون سبب ذلك الى استخدام النساء ادوات تجميل تحوي كيميائيات وهذا ليس مفاجئاً اذا اخذنا بعين الاعتبار العطر العادي الذي يحتوي على (9000) مادة كيميائية مختلفة.
رائحة العطر كالدخان
وكما ان دخان السجائر مضر لغير المدخنين كذلك الاشخاص الذين يضعون العطور مضرون بالنسبة لمرضى التحسس وقد ظهرت مشكلة جديدة في مجموعة من الامراض الحديثة والتي تسمى التحسس من الكيميائيات ويختصرون تسميتها بMCS التي تسبب حالة مرضية حادة ومناعية وتسممية بطيئة وارتخاء عاما عصبيا وعضليا وصداعاً وطفحاً جلدياً,, وللعلم فإنه تصنع في كل عام مئات الكيميائيات لتستخدم في المواد الحافظة والدهانات والمكياجات ومنظفات الغسيل الجاف والمنظفات عامة,, ومن المعلوم انه يوجد حاليا اكثر من 9000 مادة كيميائية مرخصة للاستعمال في المواد التجميلة و4000 منها تستخدم في العطور المصنعة فقط, ويجب ان نضيف هذه الكيميائيات للعناصر التي تضر بالطبيعة.
يقول الدكتور جين مونتس المستشار في الامراض التحسسية والطب البيئي: ان التحسس من الكيميائيات يحدث من التعرض لكميات كبيرة من مادة سامة جدا ولكن هذا لا يمنع من انها تحدث ايضا من التعرض الطويل لكميات ضئيلة من تلك الكيميائيات ,ويرى الدكتور موزو بأن ادوات التجميل تسبب حالات تحسسية كيميائية بسبب العدد الكبير من المحاليل المصنعة الداخلة في تركيبها عوضاً عن الطريقة القديمة التي كان يستخدم بتركيبها الزيوت الطبيعية ,وتتواجد هذه الكيميائيات المصنعة بمتناول الايدي للاستخدام اليومي لدى جميع الناس مثل: الشامبو والجل والبلسم ومنتجات العناية بالبشرة وبخاخ الشعر (المثبت) وتسبب جميع هذه المواد بعض الامراض مثل: الربو والاكزيما والتحسس وحمى الهشيم والملاحظ ان نسبتها ارتفعت كثيرا في الثلاثين سنة الاخيرة من حوالي 3% الى 10% من السكان.
تلوث كيميائي متزايد
ويضع اخصائيو الامراض الجلدية والتحسسية اللوم على الحالة التي وصلت اليها البيئة والتلوث الكيميائي المتزايد, ويقول الدكتور هيول وليامز الاخصائي في الامراض الجلدية من مركز كوين الطبي في نوتنغهام: من الممكن ان المستوى الاعلى للتلوث في المدن لم يتغير لكن يمكن ان يلعب العامل البيئي دوراً هاماً في زيادة نسبة الامراض التحسسية كما يمكن القيام بدور كبير لعزل السبب الاساسي, ومن الواضح ان ازدياد نسبة المصابين بالاكزيما على هذا النحو سيكون سببا باكتظاظ العيادات الجلدية اكثر مما هي عليه .
نذكر هنا احد انواع الكيميائيات المعروفة بتهييجها للبشرة وهي لوريال السولفات SLS وتستخدم كثيراً في تركيبة الشامبو والفقاعات المستخدمة في المغاطس وفي منظفات الاطفال ويستخدم السائل من هذه المادة للجلي وللاغراض الصناعية ولإزالة الشحم.
وقد قام المهتمون في الولايات المتحدة باجراء دراسات عديدة على الانسان والحيوان لتحديد مضار لوريال السولفات SLS المستخدم في ادوات التجميل، فوجدوا ان هذه المادة تسبب تلفاً لقرنية العين وتهيجا حادا للجلد اذا كانت نسبة لوريال السولفات المستخدمة اكثر من 15% وبقيت على البشرة اكثر من بضع دقائق,وهكذا بات يوصي معظم المختصين والمهتمين بالدراسات الجلدية ويطلبون من شركات المواد التجميلية ان تذكر بوضوح وتدوّن على منتجاتها اسماء المواد ونسبها التي تسبب تهيجا جلديا او غيره, كما ينصح الاشخاص ذوو البشرة الحساسة بارتداء الالبسة القطنية والقفازات المطاطية المبطنة بالنسيج القطني اثناء غسل الشعر.
واخيراً فإنه من المستحيل ان نجد منظفاً للبشرة لا يحتوي على لوريال السولفات, ولكن بدأ يظهر مؤخراً محاولات تمثل اول البشائر لتصنيع الشامبو والمنظفات والمواد التجميلية والعطور من مواد وتركيبة خالية من لوريال السلوفات واخذت هذه البشائر تشق طريقها الى الاسواق.
|
|
|
|
|