| شرفات
يظل اي مشروع ثقافي حلما زاهيا يشغل مساحة من العمر قلقا بين الرغبة والحسرة,,الرغبة في ان يرى النور ويصبح واقعا مشاعا بين الناس يتناقلونه ويتجاذبون اطراف الحديث عنه مستمتعين به ومتمتعين، اما الحسرة فتظل حرارة كاوية لأن هذا الحلم يظل خيالا ساجيا في ساحة الانتظار رهين احلام اليقظة موقوفا على بوابة الاحتمال,, مشاريع ثقافية عديدة تسكن هاجس رجال الفكر والعلم والثقافة تبقى ثلوبا في الاعماق وفي الوجدان وتقصيها عن التحول الى جسد حي نابض معاش عدم القدرة على الانفاق والخوف في حالة القدرة من كساد البضاعة وتبدد الجهد والمال,, لكن الله سبحانه وتعالى يقيض لمثل هذه الاعمال الجليلة رجالاً ذوي بأس شديد في تحمل الانفاق وفي مواجهة الصعاب وفي نكران الذات والرغبة في البذل في استثمار لا يتجه للربح ولا يهدف اليه بقدر ما يستهدف ريادة انسانية في سبيل خدمة التراث والوطن وبناء انسانه,, استثمار في موقع ثمين هو اهم الاستثمارات قاطبة تنهض عليه سائر التحولات الحضارية هذا الموقع هو الوجدان الوطني الكامن في كل الذوات الوطنية التي يشكل لها العلم والفكر والثقافة الزاد الحيوي والطاقة الفعالة والسلاح الاكثر مضاء في معركة الوجود والبناء,, هكذا,, ويمثل هذه الروح والتوجه النبيل تولد المشاريع الفكرية الثقافية العملاقة على يد رجال افذاذ وفيهم صاحب السمو الملكي الامير خالد بن سلطان الذي تولى تحويل ودعم ورعاية مشروع الثقافة التقليدية في المملكة العربية السعودية وصدرت عن دار الدارة للنشر والتوثيق وهو عمل توثيقي حضاري بارع رائع يقدم رصدا لنبض هذه الارض بارشيفها التراثي من مواقع أثرية وصناعات يدوية وعمارة تقليدية وفلاحة ومعارف جغرافية وابل وحياة فطرية من حيوان أو نبات وقنص وصيد وطب شعبي وألعاب وعادات وتقاليد ومأكل وملبس ومسكن وحلي وادوات وغير ذلك, ثم هي ايضا لا تبسط مفرداتها على نحو اعتباطي ودون روية وانما بتريث حدوب على المادة المطروحة للعرض والشرح تستقصي اجواءها واوجه التعامل معها وكيفية حضورها في مكان دون مكان,, فقد حرصت الموسوعة على استحضار روح العصر وسياقاته التي دفعت بهذه المادة الثقافية التقليدية في هذا الشأن او ذاك واعتصمت بقاموس اللغة التي شب في احضانها ونمت وترعرعت وانتشرت حتى تكرست سمة بارزة في ملامح وجه حضارة هذه الارض ولكنها واضحة في تراكيب صوتها,, لم تحاول الموسوعة الزج بالقارىء في فذلكات البلاغة ولم تنأى به عن حديث الاهل والديار,, أجلسته في حضرة الجد والجدة والاب والقرى والحواري والدروب المتربة وبيوت الطين والتبن واجواء العسر والحاجة والاحتيال لاسباب العيش بالنزر اليسير مما تجود به موارد الامس وبالكنز الثمين مما تنطوي عليه المخيلة الشعبية الخلاقة التي ظلت تقاوم العوز والخوف والجهل بسلاح تقده من كبد البيئة ومن قرارات روح التحدي على محاربة ما يتهدد الوجود والكرامة,, تستحوذ عليك موسوعة الثقافة التقليدية ببساطتها وعلميتها وموضوعيتها ودقتها وشمولها، تأخذك في سياحة ذهنية رفيقك ما شئت من أطياف ذويك واحبابك وانت في رحلة مشهدية طويلة تستوقفك تفاصيل كثيرة لمشاهد صغيرة لمفردات ثقافتنا التقليدية في كل تجلياتها,, انت لا تقلب صفحات الموسوعة ولكنك على مهل تسير في موكب سياحي انت مرشده وانت وحدك موجهه محاطا بحشد من اطياف الاحبة والخلان,, فهنا وهناك وهنالك وفي كل أقانيم الموسوعة انت في لعبة مرايا صورك بالآلاف وبقدر ما تسعفك لحظة التذكر بما تعنيه لك هذه الصورة او تلك او ما توحيه لك هذه الكلمة او تلك,, هذا الشعور العارم، هو ما يسيطر عليك ويملؤك وجدا ويثريك ويمتعك,, لأنه منك واليك,, انجاز معرفي حميم حسبته تسرب من بين يديك او هرّبته السنين من الذاكرة فاذا هو قد انزله الغيورون على ثقافة هذا البلد منزلا كريما واقاموا له مأوى دائما يليق به آمنا هانئاً من عاديات الزمن في بطون مجلدات بلغت اثني عشر مجلدا قسمت حسب مواضيعها وزوّدت بالشرح والصور.
ان الهدف الاول من المشروع كما تقول دار الدارة عنه هو توثيق الثقافة التقليدية والتراث المادي كمرآة تعكس البناء الاجتماعي والتقاليد والأعراف والقيم الثقافية ووسائل التكيف مع الظروف الطبيعية والإنسانية في المملكة العربية السعودية, ويشكل كل مجلد من مجلدات المشروع جزءا مرتبطا مع البقية، ولكن يمكن في الوقت نفسه اعتباره عملا قائما بذاته يتناول حقلا محدد المعالم من الحقول الرئيسية في ثقافتنا الشعبية,, فالمجلدان الأولان يتناولان الخلفية الأثرية والأساس التاريخي للمواضيع التي تتناولها بقية المجلدات مثل الحرف والصناعات اليدوية والعمارة التقليدية والزراعة، وذلك من أجل ربط حاضرنا بماضينا وتأكيد الاستمرارية الحضارية والثقافية للمملكة العربية السعودية.
وتتحدث بقية المجلدات عن المهن التقليدية والحرف اليدوية، وتقدم وصفا شاملا ودقيقا لها, كما تم جمع المعارف الشعبية التي تدور حولها، ويشمل ذلك التركيز على المصطلحات الفنية التقليدية والمسميات الدارجة والتعابير الشائعة في كل بيئة محلية، مما يستخدمه عامة الناس وأصحاب المهن والحرفيون التقليديون عند الحديث عن مهنهم وما يتصل بها من نشاطات ومهارات, كما يشمل ذلك أيضا حصر الأدوات والتقنيات المستخدمة وأساليب الإنتاج والتوزيع وما يصاحب ذلك كله من عادات وتقاليد وطقوس وأهازيج وما يدور حوله من حكايات وما يتصل به من أمثال ومرددات وأشعار شعبية وفنون قولية.
وكان لا بد من التطرق إلى المواد الخام المستخدمة في مختلف النشاطات ومصادرها المحلية ودورها في تحديد نماذج الثقافة المادية وأشكالها وكيفية تطويعها للوفاء بالأغراض المطلوبة وسد الحاجات الضرورية, كما قدمت نماذج من الثقافة التقليدية والتراث المادي كوسائل لتكيف الإنسان مع بيئة الجزيرة العربية، وتم تحليل بعض هذه النماذج ليتضح للقارئ كيف تختلف أنماطها وتوزيعاتها حسب اختلاف الطبيعة والمناخ السائد والمواد الخام المتاحة وحسب اختلاف العادات الاجتماعية, ويتم تدعيم ذلك وتوضيحه عن طريق توثيق بعض الحالات والنماذج النادرة في مختلف أنحاء المملكة من الصناعات والأبنية وما شابه ذلك من الآثار المادية الشاخصة.
وإضافة إلى مجلدات الآثار والحرف اليدوية والعمارة التقليدية هناك مجلد الفلاحة الذي يشتمل على حصر لمختلف فنون الزراعة ونشاطاتها وطرق الحرث والري وما إلى ذلك, هذا بالإضافة إلى تقسيم المملكة إلى مناطق زراعية مع توضيح مميزات كل منها من النواحي التضاريسية والمناخية وتوفر المياه وطبيعة التربة ونوع المحاصيل المزروعة, وهناك أيضا مجلد الطب الشعبي الذي يوثق مختلف الطرق التقليدية المتبعة والممارسات الشائعة في الطب الشعبي من التداوي بالأعشاب إلى الكي إلى طرق التجبير, ومجلد آخر لتوثيق الألعاب الشعبية في مختلف مناطق المملكة بكل ما تتضمنه هذه الألعاب من حركات وأهازيج ومرددات لفظية.
وبالإضافة إلى المجلدات التي تتناول الثقافة المادية هناك مجلدات تركز على البيئة الطبيعية من وجهة النظر الشعبية, ويتضمن ذلك المعارف الجغرافية بما فيها من مسميات شعبية لمختلف الظواهر الطبيعية والتضاريسية من وهاد ونجاد وسهول ومرتفعات ومجاري السيول من تلاع وشعاب وأودية ومصادر المياه من ثمايل وثمد وامشا ودحول، وكذلك الأنواء والظواهر المناخية من نجوم وسحب ورياح وأمطار، وكل ما يتعلق بذلك من مصطلحات ومسميات محلية.
وهناك مجلدات تتناول الحياة الفطرية بما في ذلك جمع وتحليل المعارف الشعبية التي تدور حول مختلف فصائل الحيوانات والنباتات, وكذلك المعارف التقليدية المتعلقة بغرائز الحيوانات والطيور وطبائعها وطرق تزاوجها وتوالدها وهجرتها وتغير أطوارها مع تغير الفصول، وما يدور حول ذلك من حكايات وأمثال, هذا بالإضافة إلى دراسة مختلف أجناس الحيوانات والنباتات وسبل تكيفها مع المناخ الجاف والبيئة الصحراوية، إضافة إلى تكيف الإنسان نفسه مع الحياة الفطرية الموجودة في بيئته وعلاقته معها ونظرته إليها وطرق الاستفادة منها, ونظرا لما للإبل من أهمية خاصة بالنسبة لابن الجزيرة العربية، فقد حظيت بمجلد مستقل.
والمنهج الذي يقوم عليه المشروع هو أن يكون شاملا ما أمكن لجميع جوانب الحياة التقليدية والثقافة المادية في جميع مناطق المملكة، على أن يراعى في ذلك دقة التصنيف وجودة التبويب مع عمق التحليل وشمولية المعالجة موضوعيا وجغرافيا.
ويشتمل المشروع على مجموعة من المجلدات لا يقل عدد صفحات كل منها عن 500 صفحة، تشكل الصور والمواد التوضيحية فيها نسبة 30 40%, وكان حرصنا شديدا على أن تكون الصور والرسومات نماذج عالية الجودة وذات قيمة حقيقية فنيا وتاريخيا، وأن تخدم أغراض التوثيق والتوضيح, كما يجب أن تتكامل النصوص والرسومات والصور ويفسر بعضها البعض الآخر.
ولقد قام على تأليف هذه المجلدات ومراجعتها طاقم سعودي من أساتذة الجامعات والمختصين وذوي الاهتمام, وسعى المؤلفون إلى جمع كافة المعلومات والبيانات الضرورية من المصادر المكتوبة، العربية منها والأجنبية، كما قاموا بإجراء جميع المسوحات اللازمة، والأعمال الميدانية، ومقابلة الإخباريين والحرفيين التقليديين وأصحاب المهن والصناعات اليدوية من أجل استكمال المادة التي جمعت من المصادر المكتوبة، وتصحيحها وتحديثها، وسد ما تعانيه من نقص في المعلومات كي تأتي النصوص مشتملة على معلومات وصفية دقيقة وجديدة، وعلى تحليلات جيدة ومفيدة, وتضمن ذلك التقاط المئات من الصور الفوتوغرافية، إضافة إلى الرسومات التوضيحية وبعض الصور ذات القيمة التاريخية والجمالية, وقد انصب الاهتمام على إبراز النواحي الجمالية لجذب القارئ وشده إلى تصفح المجلدات، ومحاولة الإلمام بأسرار الثقافة التقليدية, هدف المشروع هو توفير معلومات وافية، وإعطاء صورة صحيحة عن مختلف جوانب حياتنا التقليدية، إضافة إلى كونه تحفة فنية تليق بتراث الأجداد، وتعبر عن حبنا لهم ، وبرنا بهم، وتقديرنا لكفاحهم.
أما الأساس الذي بني عليه اختيار أعضاء فرق التأليف وطاقم هيئة التحرير فهو السمعة الأكاديمية والكفاءة المهنية التي يتمتعون بها، وكونهم ممن لهم اهتمام بارز بقضايا الثقافة التقليدية ومادة المأثورات الشعبية، ومن لهم باع طويل في ميدان البحث والكتابة والتوثيق, ويمثل المؤلفون والمراجعون والمحررون توجهات علمية مختلفة مما يضمن التكامل العلمي فيما بينهم، كما أنهم ينتمون إلى مختلف مناطق المملكة ومؤسساتها العلمية مما يعطي العمل طابعا وطنيا شموليا ويضمن في الوقت نفسه تغطية جزئيات الثقافة التقليدية بعناصرها المختلفة على امتداد ساحة هذا الوطن الحبيب.
ولقد قام فريق من المحررين بتحرير نصوص المجلدات واعدادها بعناية فائقة، وكتابتها بلغة عربية جيدة مستقيمة وبأسلوب واضح مفهوم, وتتبنى المجلدات أسلوبا وسطا يجمع بين الدقة والوضوح، وتقديم المعلومات بلغة سلسلة تجتذب إليها القارئ، وتحبب إليه الموضوع، وتنمي ثقافته بهذا الجانب من جوانب المعرفة الإنسانية، خصوصا أجيالنا الناشئة التي كادت أن تنقطع صلتها بماضيها، وما سطره الأجداد من قصص الكفاح، وما تحلوا به من صبر على الشدائد ومواجهة التحديات والتكيف مع ظروف الحياة الصعبة.
ويتضمن المشروع كما تقول مطوية دار الدارة المجلدات التالية:
1/ مجلد الآثار
يشكل هذا المجلد الخلفية الأثرية والأساس التاريخي للمواضيع التي ستتناولها بقية أجزاء الموسوعة مثل الحرف والصناعات اليدوية والعمارة التقليدية والزراعة، وذلك من أجل ربط حاضرنا بماضينا والتأكيد على الاستمرارية الحضارية والثقافية للمملكة العربية السعودية.
2/ مجلد المواقع الأثرية
ويشتمل على حصر جميع المواقع الأثرية، وما تم العثور عليه في هذه المواقع وأهميتها بالنسبة لمن يدرس التاريخ الحضاري للمملكة.
3/ مجلد الصناعات اليدوية
يهتم هذا المجلد بتوثيق مختلف أنواع الصناعات اليدوية ووصفها وتحليل نماذج منها كوسائل لتكيف الإنسان مع بيئة الجزيرة وكيفية اختلافها باختلاف المواد الخام المتاحة ومصادرها المحلية واختلاف الطبيعة والمناخ السائد واختلاف العادات الاجتماعية, ومن المواضيع التي سوف يتناولها هذا المجلد الأدوات والمعدات الضرورية لكل حرفة أو صنعة والتقنيات الضرورية لها والطقوس المصاحبة لها وأساليب الإنتاج والطرق المتبعة في تعليم هذه الحرف وتوريثها من جيل إلى آخر.
4/ مجلد العمارة التقليدية
يهدف هذا المجلد إلى تحليل نماذج العمارة التقليدية كوسائل لتكيف الإنسان مع بيئة الجزيرة العربية وكيفية اختلاف تصاميم البناء وتوزيع المنازل حسب اختلاف الطبيعة والمناخ وحسب اختلاف العادات والتقاليد وحسب متطلبات الدفاع والحالة الأمنية, وبالإضافة إلى الحديث عن معدات البناء وأدواته سوف يتناول المجلد البنائين كطبقة مهنية واجتماعية وكذلك تصنيفاتهم ومكانتهم في المجتمع, هذا عدا دراسة طقوس البناء وما يصاحبه من أهازيج وتقاليد.
5/ مجلد الفلاحة
مما يعنى به هذا المجلد الحصر العلمي الدقيق والشامل لمختلف أنواع المحاصيل ومسمياتها ومواسمها والطرق التقليدية لحفظها وتخزينها وتسويقها وكذلك المسميات والأوصاف الشعبية الدارجة التي يطلقها عامة الناس على مختلف المحاصيل والمعدات الزراعية ومختلف فنون الزراعة ونشاطاتها وطرق الحرث والري وما إلى ذلك, هذا بالإضافة إلى تقسيم المملكة إلى مناطق زراعية مع توضيح مميزات كل منها من النواحي التضاريسية والمناخية وتوفر المياه وطبيعة التربة ونوع المحاصيل المزروعة والحيوانات المستخدمة في الأعمال الزراعية ودراسة كل ذلك كوسائل لتكيف الإنسان مع المناخ الصحراوي الجاف.
6/ مجلد الإبل
يسعى هذا المجلد إلى جمع وتحليل المعارف الشعبية التي تدور حول الإبل والتي تتعلق بغرائزها وطبائعها وطرق تزاوجها وتوالدها وتغير أطوارها مع تغير الفصول وتقدمها في السن.
ويشمل ذلك أيضا جمع ودراسة المعتقدات الشعبية والقيم التقليدية المتعلقة بالإبل وما يدور حولها من حكايات وأشعار وأساطير وأمثال شعبية واستعارات مجازية, وسوف يكون التركيز على الإبل كإحدى وسائل تكيف الإنسان العربي مع حياة الصحراء.
7/ مجلد المعارف الجغرافية
يعنى هذا المجلد بجمع وتحليل المعارف الشعبية التي يطلقها عامة الناس على مختلف الظواهر الجغرافية والطبيعية، وكذلك الظواهر المناخية والأنواء من سحب وعواصف ورياح وأمطار ومواسم, ويشمل ذلك حصر المصطلحات البيئية التقليدية والمسميات المحلية والتعابير الشعبية الدارجة المتعلقة بمختلف الظواهر التضاريسية في كل منطقة من مناطق المملكة.
8/ مجلد الحياة الفطريةنبات
إضافة إلى الحصر العلمي الدقيق والشامل لمختلف أنواع الحياة النباتية في المملكة العربية السعودية، يعنى هذا المجلد بالمصطلحات التقليدية المتعلقة بالحياة النباتية وكذلك المعارف الشعبية التي تدور حولها,وسوف يتطرق البحث إلى كل نوع من أنواع النباتات مع التركيز على طرق التصنيف المحلي لهذه الكائنات الفطرية عليها.
9/ مجلد الحياة الفطريةحيوان
إضافة إلى الحصر العلمي الدقيق والشامل لمختلف أنواع الحياة الحيوانية، المستأنسة وغير المستأنسة ، في المملكة العربية السعودية، يعنى هذا المجلد بالمصطلحات التقليدية المتعلقة بالحياة الحيوانية وكذلك المعارف الشعبية المتوارثة محليا والتي تتعلق بغرائز الحيوانات والطيور وطبائعها وهجراتها, وسوف يتطرق البحث إلى كل نوع من أنواع الحيوانات والطيور على اختلاف فصائلها وأجناسها.
10/ مجلد القنص والصيد
يتحدث هذا المجلد عن الصيد بصفة شمولية بحيث يغطي جميع النشاطات المتعلقة به وما يدور حوله من حكايات وقصص وأشعار وعادات وتقاليد, وسوف يحظى القنص بالصقور باهتمام خاص ولكننا لن نغفل الحديث عن كلاب الصيد وطرق القنص الأخرى من البسيطة التي يزاولها الأطفال الصغار مثل الحقة والنباطة إلى المتطورة التي ستخدمها الكبار مثل الجفوت والبواريد, ولن يقتصر الحديث على أدوات الصيد والصقور والسلق، بل سوف نتناول بالتفصيل جميع الطيور والحيوانات التي يصطادها الإنسان مثل الحبارى والغزلان والضبان، بل حتى الجراد.
11/مجلد الطب الشعبي
يوثق هذا المجلد مختلف الطرق التقليدية المتبعة في الطب الشعبي من التداوي بالأعشاب إلى الكي إلى طرق التجبير, ولن يقتصر الحديث عن أمراض البشر، بل سوف يتطرق المجلد إلى أمراض الحيوانات المختلفة وطرق علاجها, وسوف يتناول المجلد جميع الأدوات والمعدات والتقنيات المستخدمة في هذه المهنة وكذلك الطرق المتوارثة في تعليم الطب الشعبي وتوريثه من جيل إلى آخر.
12/ مجلد الألعاب الشعبية
يهدف هذا المجلد إلى تقديم حصر علمي شامل ودقيق لمختلف أنواع الألعاب الشعبية في مختلف مناطق المملكة بكل ما تتضمنه هذه الألعاب من حركات وأهازيج ومرددات لفظية, كذلك حصر المسميات المختلفة والمصطلحات التقليدية والتعابير الدارجة التي يطلقها عامة الناس في كل منطقة من مناطق المملكة على مختلف الألعاب الشعبية التي كانوا يمارسونها.
والحقيقة هذا الجهد التوثيقي العلمي الضخم رغم ما فيه من اجادة واستقصاء وشمول ورغم الحرص الظاهر على خدمة مادته الكتابية بالصور التي احتلت ما يقارب من 10% الى 30% من مخزون الموسوعة,, ورغم ان القائمين على هذا المشروع العظيم قد وضعوا ثبتاً بالمصادر والمراجع وكذلك فهرساً بالمحتويات يشير كل جزء فيه الى مادة ثقافية تقليدية بعينها إلا ان العمل كان يحتاج الى عدد نوعي آخر من الفهارس تسهل على الباحث الرجوع الى مادته الموزعة أحياناً في عدد من الأنشطة التراثية التقليدية.
ونعني بالفهارس النوعية,, فهارس الأماكن، فهارس الأعلام، فهارس أسماء المواد على اختلافها وغير ذلك من فهارس تحرص الموسوعات عادةً على ان تأتي خاتمة لمجمل العمل، ولعل هذه الفهارس كانت في ذهن القائمين على هذا المشروع المهم واضطروا لغض النظر عنها حالياً لأسباب قد تتعلق بأهمية المبادرة اولاً باصدار أصل العمل كسباً للوقت ومن ثم الانكباب لاحقاً على اضافة تلك الفهارس في طبعة لاحقة يحتفظ لها القائمون على هذه الموسوعة ربما بمزيد من التوسع والاضافة والتنقيح والاستدراك وفقاً لما يتلقونه من ملاحظات وانتقادات بناءة هم بكل تأكيد يشيرون بإلحاح إلى أهمية اطلاعهم عليها,, نقول ربما، وبما يشبه التأكد أن ملاحظتنا هذه ماهي إلا من باب الاطئمنان فحسب ويبقى لنا في الجزيرة أولا وأخيرا ان نشيد بهذا الإنجاز المعرفي الموسوعي العظيم الذي يشكل ريادة نوعية ليس في ثقافتنا المحلية فحسب وإنما في الثقافة العربية بوجه عام والشكر والتقدير يتجه في المقام الأول للرجل الذي وقف وراء انجاز هذا المشروع الثقافي الحضاري وأغدق عليه من حر ماله ورعاه وحرص على اخراجه الى حيز الوجود فقد قدم صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود خدمة جليلة وخالدة في تبنيه لهذا العمل والانفاق عليه ودعمه بالمتابعة والإشراف، ثم ان الشكر والتقدير ايضا يتجه للدكتور سعد العبدالله الصويان الذي منح لهذا العمل طاقة جهده ومتابعة خطوات تنفيذه بحب وولع وإخلاص كمشرف علمي ورئيس لهيئة التحرير وفضلا عن المتابعة والإشراف شارك بنفسه في التأليف والتحرير والمراجعة والتدقيق انطلاقا من احساس عميق بالمسؤولية والأمانة العلمية والولاء والانتماء لعمل يمثل في كل صفحاته سطورا وكلمات حميمة وعزيزة هي من سطور وكلمات هذه الأرض الغالية، بلادنا المملكة العربية السعودية، ثم ان الشكر والتقدير يتجه ايضا لأولئك الاساتذة الأفاضل الذين قاموا على المشاركة في التأليف كل حسب اختصاصه والذين بلغوا نحو 45 مؤلفا من الأساتذة الأكاديميين والخبراء المختصين والى عدد آخر من الأساتذة المراجعين الذين نافوا 34 مراجعا وإلى هيئة التحرير والمستشارين والفنيين والإداريين، والشكر والتقدير ربما هو أقل ما يمكن ان نوجهه من جريدة الجزيرة لكل أولئك الذين كان لدأبهم وحرصهم وتفانيهم السبب الجوهري في اكتمال العمل وخروجه إلينا على هذا النحو الرائع، فكم هو جميل ان تكون ثقافتنا محظوظة بمثل هذا العمل الموسوعي الريادي: هذا المشروع الحضاري الثقافي الفذ,, وكم سيكون هذا العمل الكبير منجما ثرياً سيجد فيه المثقف والدارس والباحث والمهتم موردا عذبا لكل طموح ثقافي او فني او علمي، موردا لا ينضب لأنه من روح هذه الأرض الكريمة.
|
|
|
|
|