| الريـاضيـة
من حواري العضيلية,, إلى ذهبية الاولمبياد بطل 400 م حواجز,, انطلق من جنوب الأحساء,, ليعانق المجد في سيدني هادي,, وتايلر: موهبة كادت أن تضيع بين مجاهل الصحراء,, ورمال الدهناء |
* كتب عبدالله الضويحي:
اجمعت وكالات الانباء العالمية، وتقارير المراسلين على ان سباق 400 متر حواجز الذي جرى ضمن دورة الالعاب الاولمبية السابعة والعشرين التي اختتمت فعالياتها مؤخرا في سيدني باستراليا كان من اقوى منافسات البطولة، واكثرها اثارة.
مصدر هذا الاجماع كان شيئين:
الاول: قوة المنافسة والندية في السباق بين الامريكي انجلو تايلور حامل ذهبية السباق والسعودي هادي صوعان الفضية لدرجة الاستعانة بالكاميرا لتحديد البطل,, الذي لعبت فيه الخبرة والحظ دورا كبيرا.
الثاني: ان المنافس وهو (السعودي هادي صوعان) جاء من بلد مغمور اولمبيا,, وهو ايضا كان كذلك كبطل لا يملك حضوراً مميزا,, او حتى عادي في مثل هذه المشاركات ولهذا لفت الانظار، وتركزت عليه، واعطى نكهة مميزة للسباق، ومصدر قوة واثارة له.
** لكن ما لم تقله الوكالات، او يشير إليه المراسلون وتكشفه (الجزيرة) ان البطلين نشآ في بيئة واحدة,, وفي بلد واحد,.
واذا كان هادي صوعان لا يحتاج لتعريف من هذا النوع فإن تايلور,, وهذا ما لا يعلمه اولئك نشأ في المملكة العربية السعودية وقضى جزءاً من حياته فيها,, وهي عمر الصبا,, وتحديدا في قرية العضيلية) التي تقع بين حرض والاحساء، وتبعد عن الاخيرة حوالي 80 كم جنوبا حيث تلقى جزءا من تعليمه هناك، وبعد ان انهى دراسته الاعدادية (15 عاما) سافر الى الولايات المتحدة الامريكية اذ ينص القانون الامريكي على ذلك,, وهناك اكتشفت موهبته,, وتم تدريبه وصقله وخلال ست سنوات فقط برز كبطل اولمبي.
القصة الكاملة
* اما القصة الكاملة والمثيرة فترويها نشرة Arabian Sun (الشمس العربية) التي تصدر عن شركة ارامكو باللغة الانجليزية,, ونشير هنا الى مقتطفات مختصرة من الموضوع .
وضعت النشرة عنوانا كبيرا للحدث قالت فيها: (مقيما العضيلية والمملكة يملكان ما هو كاف لنشر البهجة، بعد النتيجة المدهشة لسباق 400 م حواجز في الدورة الاولمبية).
وبعد ان تحدثت النشرة عن هادي صوعان (21 سنة) وانه انتزع اول ميدالية اولمبية للمملكة عندما فاز بفضية السباق,, انتقلت بالحديث الى تايلر,, وقالت: (الامريكي انجلو تايلر (21 سنة) ابن تشك وسابرينا ايفيرت المقيمان في العضيلية سابقا,, فاز بذهبية السباق,, مسجلا 47,50 دقيقة وهو رقم قياسي شخصي قاطعا بذلك الطريق على هادي الذي سجل 47,53 ثم اشارت النشرة الى الجوانب الفنية في السباق ومراحله,, وكيف فاز تايلر؟!
انتقلت بعد ذلك الى جوانب اخرى من الحدث حيث اوضحت ان والدة انجلو التي كانت حاضرة السباق في سيدني مع زوجها (والده) وبقية افراد العائلة صرحت ل )Arabian Sun( قائلة:الآن فقط من حقي ان افتخر واتباهى بفوز انجلو, هذه اعظم لحظة في حياتي وشكرا لكم على دعمكم.
واضافت النشرة: (ان والدة تايلر ووالده كانا يعملان في مدرسة العضيلية (وهي تابعة لارامكو)، وقد غادروا السعودية في مايو الماضي (قبل حوالي اربعة اشهر) بعد انتهاء فترة عملهم,.
وقال تايلر للنشرة: (شيء رائع وجميل ومظهر مشرف ان اقف بجانب هادي في الاحتفال بتسليم الميداليات لسبب واحد وهو ان لعائلتي ارتباط بالسعودية).
واضاف: (ان كان لدي امنية واحدة الآن,, فهي ان نعود الى ما كنا ذات مرة,, حيث نحتفل مع هادي ومع الوطن بهذا الانجاز).
اما هادي صوعان فقالت عنه: (انه تم الترحيب به كبطل للعالم العربي والاسلامي على جهده وفوزه بالميدالية الفضية مسجلا رقماً قياسياً جديداً).
واضاف ان (هادي) قال: (انه غير مصدق انه جاء منافساً وقريبا جدا من الفوز في اول وارفع نهائي يشارك فيه واذا كان يشعر بخيبة امل لعدم فوزه بالذهبية التي يستحقها,, الا انه ادرك ان الفضية تعتبر انجازا مدهشاً جاء بعد خمسة اشهر فقط من الاعداد والتدريب.
ثم انتقلت النشرة لموقع آخر,, ومهم وهو مدرسة (العضيلية) حيث قالت: ان اخبار فوز تايلر كانت تنتشر بسرعة في دهاليز المدرسة بعد فترة الغداء يوم السباق,, وان زملاء تايلر السابقين تدافعوا بشدة واحتشدوا في غرفة العرض في مسرح المدرسة لمشاهدة ومتابعة التقارير عن الحدث, حيث اختلفت ردود الفعل عنهم اذ تذكر كل منهم مواقفه مع تايلر.
وبعد,,؟!
فإننا عندما نطرح هذا الموضوع,, وان كنا نقدم فيه عملا صحفيا مطلوبا,,
الا اننا نتجاوز اطار الاثارة الصحفية الى ما هو اهم الا وهو اهمية العناية بالمواهب,, وكيف يتم صناعة الابطال من خلال اكتشاف المواهب.
فبطل مثل تايلر,, كان يمكن ان تندفن موهبته في رمال الدهنا,, لولا توفيق الله بطبيعة الحال,, ثم اكتشاف موهبته والاعتناء به.
ونفس الحال مع هادي صوعان الذي خضع لتدريب شاق ودعم سخي اثمر عن هذا الانجاز.
من هنا نؤكد على اهمية البحث عن المواهب واكتشافها واهمية مراعاة جوانب التميز فيها وامكانات البروز والتفوق لديها حسب نوعية اللعبة,, وموطن الموهبة.
|
|
|
|
|