أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 20th October,2000العدد:10249الطبعةالاولـيالجمعة 23 ,رجب 1421

محليــات

في استطلاع ل الجزيرة ,, الأمير تركي بن جلوي:
هيئة الإغاثة الإسلامية في الشرقية بدأت فعليا تنفيذ برنامجها لدعم الانتفاضة
مواطنون ضاقت العبارة بمشاعرهم يصرون على الدعم المتواصل للانتفاضة
أطفال يقدمون حصالاتهم لأشقائهم من أبناء الشهداء
الدمام حسين بالحارث
ما زالت مكاتب ونقاط استقبال التبرعات للانتفاضة المباركة في فلسطين المحتلة تشهد إقبالا من المتبرعين ومن مختلف الشرائح الاجتماعية وذلك استجابة لنداء الأقصى الجريح والدماء الزكية للشهداء والجرحى التي سالت لتعطر الأرض الطاهرة.
الجزيرة قامت باستطلاع في مكاتب ونقاط استقبال التبرعات لدى مكاتب هيئة الإغاثة الإسلامية بالمنطقة الشرقية للتعرف على هذا النشاط الخيري الفاعل في الواقع وفي البداية التقينا بصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن فهد بن جلوي آل سعود المشرف العام على مكاتب هيئة الإغاثة الإسلامية بالمنطقة الشرقية والذي أوضح لنا ان فرع هيئة الإغاثة الإسلامية في المنطقة سجل سرعة كبيرة في البدء ببرنامج دعم الانتفاضة الفلسطينية في وجه الصهيونية كأول هيئة خيرية سعودية حيث بدأ في تحويل نحو مليون ومائتي ألف ريال لاتحاد الجمعيات الخيرية الإسلامية والجمعيات المتعاونة ومندوب الهيئة في غزة للعمل فورا على تنفيذ بواكير البرنامج العاجل لدعم الصمود الفلسطيني اعتبارا من يوم السبت الماضي وأوضح سموه أن البرنامج يشتمل على تجهيز مستوصف في حارة أبو سنينة وهي تابعة للخليل ولكنها تبعد عنها حوالي 30 كيلو مترا ولا يوجد بها مستوصف وليس لها طرق مناسبة مع المناطق الأخرى فيما يوجد بها أكثر من 70 جريحا كما يشتمل البرنامج بصفة عاجلة على تقديم 50 ألف دولار لمائة أسرة فقدت شهداء ومائة ألف دولار لألفي جريح وكذلك دعم أربعة مستوصفات تعالج الجرحى بأربعين ألف دولار كما قدم الفرع 140 ألف دولار لأربع عشرة لجنة زكاة لصرفها على احتياجات المواجهة مع الصهاينة وبرنامج الطرود الغذائية للأسر المحتاجة.
وأضاف سمو المشرف العام على مكاتب هيئة الإغاثة الإسلامية بالمنطقة الشرقية ان اجمالي ما جمعته مكاتب الهيئة الثمانية في المنطقة الشرقية من التبرعات خلال يومي الثلاثاء والأربعاء بلغ نحو مليون ريال بخلاف التبرعات العينية مشيرا سموه بأنه تم تحويل المبالغ إلى اللجان والجمعيات المتعاونة مع الهيئة وقال سموه إن هذا العمل الخيري ليس غريبا على المواطن السعودي الذي هب ويهب لنجدة الأقصى والاخوان في فلسطين متلاحمين في ذلك قيادة وشعبا يتألم لما يصيب الاخوة في الأرض المحتلة وأضاف سموه لقد: لبى الناس نداء القدس الذي ترجمته القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير عبدالله بن عبدالعزيز حفظهما الله اللذان امرا بفتح باب التبرع ونصرة اخواننا في انتفاضتهم المباركة, وفي هذا الصدد أشار سموه ان فرع هيئة الإغاثة الإسلامية بالمنطقة الشرقية قد شكل لجنة خاصة بفلسطين وجعل مقرها في مكتب الهيئة بالدمام.
كما التقت الجزيرة الفلسطيني أبو محمد (اسم حركي لدواعي أمنية) وهو منسق اللجان الخيرية بالمنطقة الشرقية ومندوب الهيئة في فلسطين المحتلة فقال: اعمل مندوبا للهيئة في فلسطين ومسؤول رعاية الأيتام بالإضافة إلى الإشراف على مندوبي الهيئة داخل فلسطين,, وأضاف: هناك عدة لجان وجمعيات تقوم بتوزيع التبرعات الواردة من لجنة فلسطين بمكتب الدمام وهي اتحاد الجمعيات الإسلامية ومقره في قطاع غزه ولجنة التراث الإسلامي ومقرها القدس ولجنة زكاة رام الله ومقرها في البيرة واللواء ولجنة رعاية اليتيم ومقرها بيت لحم والجمعية الخيرية الإسلامية ومقرها الخليل وجمعية الشبان المسلمين ومقرها الخليل أيضا ولجنة زكاة نابلس ولجنة زكاة عصيرة الشمالية ولجنة زكاة طولكرم, وأشار أبو محمد إلى ان إسرائيل منعت الكثيرين من العمل من خلال حصارها المفروض على أراضي السلطة الفلسطينية الأمر الذي يتطلب سرعة توصيل مواد غذائية للعديد من أسر ضحايا هذا الحصار ولذلك فقد أوجدت الهيئة مشروع الطرود الغذائية لدعم هؤلاء في محنتهم.
وعن مستوصف حارة أبو سنينة قال أبو محمد: لقد زرت هذه الحارة التابعة للخليل ولكنها شبه مقطوعة عن الاتصال بالقرى الأخرى والخليل بسبب وعورة الطريق وفيها عدد كبير من الجرحى في الوقت الذي تنعدم فيه الخدمات الطبية ولذلك قررنا فتح مستوصف هناك باسم الشهيد محمد الدرة ونحن نعمل حاليا على تجهيز أحد بيوت الحارة ليصبح مستوصفا وان كانت تواجهنا مشكلة توفير المبلغ كاملا وهو 60 ألف دولار أمريكي حيث رصد له حتى الآن 20 ألف دولار.
وعن طريق إيصال التبرعات إلى داخل أراضي السلطة اوضح أبو محمد أن ذلك يتم عبر قنوات مكشوفة للسلطة الفلسطينية والإسرائيلية ولكن هذا عمل إغاثي ليس من حق اي كان ان يتدخل فيه, وأضاف أبو محمد قائلا: لقد كان للحملة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده حفظهما الله صدى واسع لدى أهلنا في فلسطين وتلقينا اتصالات عديدة من هناك تؤكد أن هذه الحملة وهذه التبرعات قد رفعت المعنويات حيث ان الآلاف من العاملين قد فقدوا أعمالهم كما أن أعداد الجرحى في تزايد مما يتطلب سرعة دعم المراكز الإسعافية والمستشفيات بالأدوية واللوازم الطبية.
مع المتبرعين
وفي خيمة نصبت وسط الدمام لاستقبال تبرعات المسلمين لدعم الانتفاضة سجلت الجزيرة العديد من المشاهد الإنسانية التي تنم عن عمق الإيمان بقضية الأقصى والتلاحم مع الشعب العربي في فلسطين والاحساس الصادق بما يجري في الأرض المغتصبة فحين تأتي امرأة يبدو عليها الفقر أكثر من غيره وتمد يدها لصندوق فلسطين بخمسة ريالات فإن ذلك يمثل ذروة الإيمان بالقضية وشعور الفرد بدوره المؤثر في المجموع ,, بعض الذين التقيناهم أو معظمهم في الواقع ضاقت العبارة بما في نفوسهم وعجزت ألسنتهم عن التعبير,, جاء أطفال بحصالاتهم يقدمونها لأشقائهم من أطفال الحجارة ومواجهة الغاصب,.
فهد الشريف البيشي,, موظف أمن في إحدى الشركات بالدمام خنقته العبرة حين أراد ان يوجه كلمة لإخوانه في فلسطين.
المواطن منصور عبدالله القحطاني جاء إلى الخيمة وبرفقته أبناؤه الثلاثة وكل منهم يحمل صرة بها بعض المال وقال إنه أتى بهم ليقدموا ما جمعوه لأشقائهم في فلسطين وقد سبق له ان جاء بمفرده وقدم تبرعه,.
المواطن خالد الدوسري,, طالب في المرحلة الثانوية يقول التبرع هو أقل ما يمكن ان يقدمه المسلم لنجدة الأقصى ودعم المدافعين عنه.
المواطن إبراهيم محمد علي,, معلم,, أكد أن اليود لن يقبلوا المسلمين مهما طال الزمن وقال إنه عداء متأصل إلى أن تقوم الساعة وينبغي أن ندعم اخواننا في فلسطين بالغالي والنفيس وينبغي أيضا ان تكون هذه الأمة فاعلة في دعم الأشقاء في مواجهتهم لهذا الغاصب.
المواطن محمد إبراهيم ,, قال: مهما قلنا ومهما فعلنا فإننا لن ننسى مشهد محمد الدرة وهو يتلقى أكثر من أربعين رصاصة في صدره الغض,, ان التبرع هو واجب على كل إنسان وليس العرب أو المسلمين بعد أن كشف الصهاينة عن دمويتهم التي يقنّعونها بالدعاوى الفارغة عن الاضطهاد وما إلى ذلك.
المواطن طلال عبدالرحمن الشويعر قال: طلبت من والدتي أن توافق على ذهابي للجهاد في أفغانستان عند مواجهته للروس فرفضت وأنا أطعت وسألتها عند اندلاع الانتفاضة الحالية في فلسطين ان كانت توافق على ذهابي للجهاد معهم فوافقت,, إن هذه فلسطين وهذه القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين التي تجعل الأمهات تزغرد فرحا باستشهاد الأبناء,.
المواطن ناصر تميم القحطاني,, شاب أصم وأبكم جاء ليتبرع وحين حدثناه كتب اسمه وأشار بأنه ليس موظفا ولا طالبا ولكن اشاراته أظهرت حزنه الشديد, المواطن عبدالرحمن الشهري طالب عمره لم يتجاوز الثالثة عشرة جاء حاملاً أكياسا بها تبرعات عينية وقال نحن ندعم هذه الانتفاضة المباركة ولابد من استمرارها ولن نتوقف عن الدعم أبدا.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved