أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 20th October,2000العدد:10249الطبعةالاولـيالجمعة 23 ,رجب 1421

أفاق اسلامية

رياض الفكر
خلية نحل,, وأكثر من العسل
سلمان بن محمد العُمري
عندما يطلب الخير اهله، فان الملبين في بلادنا كثر، لا بل كثر جداً، سواء كانوا افراداً ام هيئات ام مؤسسات، فطبيعة مجتمعنا الذي حباه الله بالاسلام الحنيف هي طبيعة الجود والعطاء وتقديم الخير وايثار الغير، فأهل المملكة الغالية شعب اصيل وامة عريقة ودينهم الحنيف هو منهج الحق والصراط المستقيم.
لقد تعددت وسائل العطاء في داخل المملكة الحبيبة وخارجها، وتنوعت اشكالها، وكان لها ركائزها واعمدتها التي تقوم عليها من اجل تحقيق الاستمرارية والدوام في فعل الخير وعمل الخير، ومن اجل ان يكون الفعل له صفة القوة والشمولية والتنظيم والترتيب كانت هناك المؤسسات والهيئات الخيرية التي سعت جاهدة منذ اطلالتها للقيام بالعمل الذي ندبت نفسها له، ونذرت فعلها من اجله.
بالطبع لن تتسع هذه العجالة لسرد كل تلك الجمعيات الخيرية، او ما شاكلها ولا حتى بعضها،لا بل اننا لا نستطيع حتى ان نفصل في واحدة منها لان اعمالها بالفعل كبيرة وكثيرة، ولسنا نريد المدح والثناء، فعمل الخير لا يحتاج مدحاً وتمجيداً لان ثوابه الاعظم عند الله سبحانه ولكننا سنذكر بعض الحقائق لاخذ العبرة ولاعطاء النفس راحة حول المدى الذي وصله فعل الخير في بلادنا.
هناك مؤسسة قل من لا يعرفها، تسمى بمؤسسة الحرمين الخيرية، وهي احدى المؤسسات التي تعمل في المجال الدعوي والاغاثي، وتم انشاؤها عام 1421ه للقيام بواجبها تجاه الاسلام والمسلمين في كل انحاء العالم، ومن اجل ذلك قامت تلك المؤسسة بالعديد من البرامج والنشاطات الدعوية والاغاثية ومن ابرزها برنامج كفالة الايتام والدعاة والائمة والمدرسين ومشاريع بناء المساجد والمدارس والاشراف عليها، وكذلك بناء المراكز الاسلامية والدعوية في عصر اصبح فيه سلاح الثقافة والفكر الامضى والابرز لقد قامت المؤسسة بتنظيم الدورات الشرعية والدعوية، ونفذت البرامج الموسمية، مثل مشاريع افطار الصائم والاضاحي وبطانية الشتاء وما يرافق ذلك من جولات ودورات دعوية وشرعية، اما برامج الاغاثة فكثيرة من توزيع للغذاء والكساء والدواء في الاماكن التي اكتوى ابناؤها المسلمون بالحروب والكوارث الى مشاريع ومناشط اسلامية وانسانية عديدة.
لقد سعت المؤسسة من خلال عملها نحو رضوان الله تعالى وكان هدفها ترسيخ العقيدة الصحيحة في قلوب ابناء المسلمين بالاضافة لنشر العلم الشرعي وتسهيل طلبه في بقاع المعمورة، وتعليم السنة الصحيحة، مع بيان اهميتها في الحياة الاسلامية واغاثة المسلمين بأسرع ما يمكن حيثما كان ذلك مطلوباً.
لقد حققت المؤسسة العديد من الانجازات التي تسجل لها بأسطر من ذهب، فلقد قامت بانشاء معهد للعلوم الشرعية في دولة الصين الشعبية، كما كفلت 165 مدرسة لتحفيظ القرآن و 21 مركزاً اسلامياً واربع مدارس نظامية في العديد من الدول الافريقية، كما انها شغلت معهد الحرمين في بنجلاديش والمركز القضائي الاسلامي في الشيشان، ومركز الحرمين الاسلامي في اندونيسيا، وهي الآن تقوم بانشاء مركز اسلامي في هولندا، وطموحاتها مستمرة، ولا حدود لها.
وما دمنا في اطار الثقافة والفكر فانه يجب ان نذكر ان قامت بطباعة وتوزيع ملايين الكتيبات واكثر من 70,000 ترجمة لمعاني القرآن الكريم باللغة الانجليزية، بالاضافة إلى ألف من الكتب الفقهية والدينية.
ولا ننسى مشروعها المسمى رسالة الخير، واقامتها لثلاثة مواقع على شبكة المعلومات العالمية الانترنت وهي موقع المؤسسة نفسها ومواقع: انه الحق، وموقع باسم النبي صلى الله عليه وسلم ، ومعلوم ما للانترنت من دور كبير في حياة الامم المعاصرة.
للمؤسسة مركز بحث علمي، واستخدمت فكرة جديدة، الا وهي استخدام الخيمة العربية كوسيلة دعوية، اما المساجد فكان لها نصيبها الذي تستحقه من اهتمام المؤسسة حيث انجزت ما يقارب من 900 مسجد ورممت 150 مسجداً، وكل هذا احتساباً للاجر من الله تعالى.
اما في كفالة الايتام والجهود الاغاثية والمشاريع الموسمية فحدث ولا حرج، فقد قامت وتقوم بالكثير الكثير والحمد لله .
امام هذه الانجازات الكبيرة بالمعنى الكامل للكلمة لا يسعنا الا وان نذكر بالتقدير الكبير بعض الايادي البيضاء التي لها دور بارز في مسيرة المؤسسة ونخص بالذكر معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ وزير الشئون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد المشرف العام على المؤسسة، وكذلك فضيلة الشيخ الهمام عقيل العقيل المدير العام للمؤسسة، ومساعده فضيلة الشيخ منصور القاضي وزملاءهم الاكارم، وكل من ساهم، ويساهم بمسيرة هذه المؤسسة الظافرة باذن الله .
وقد يسر الله لي زيارة تلك المؤسسة، ولم افاجأ بما رأيته بعدما سمعت وقرأت عن انجازاتها، لقد استقرت في بناء جميل وما في داخله كان اجمل، لقد كانت خلية نحل لا بل خلايا نحل تعمل واكثرهم من شباب الوطن الطيب المبارك الذي يعمل بدون كلل ولا ملل في خدمة دين الله وشرع الله وكتاب الله، ونتاجهم عسل واكثر من العسل والحمد لله لقد رأيت في وجوههم صدق العمل، والمقدرة على تحمل الامانة الكبيرة، وخرجت وانا واثق من ان الانجازات مستمرة لا بل وبتزايد ان شاء الله ، ولا استطيع الا ان اوجهها دعوة مفتوحة للجميع لفعل الخير من خلال مؤسسة الخير، ايضاً اخص بالذكر وسائل الاعلام بأنواعها المرئية والمسموعة والمقروءة كي تخص هذا الصرح الخيري العملاق بما يستحقه من اظهار وابراز، كي تعلو راية الحق اكثر واكثر, والله ولي التوفيق.
alomari 1420 @ yahoo. com

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved