| الاقتصادية
لكل عصر رجال ولكل زمن عقول ومهارات وقدرات تنجح دون غيرها ولكل استراتيجية اقتصادية متطلبات لا تكون ناجحة إلا بها, والاقتصاد السعودي كما هو واضح يقف على عتبة تغيير اقتصادي حتمي تتضح ملامحه من خلال التوجه نحو تنويع القاعدة الاقتصادية وتشجيع المبادرات الاستثمارية الوطنية والاجنية والدخول إلى اقتصاد العولمة بمفرداته الجديدة وتقنياته المتطورة والعمل على زيادة دور القطاع الخاص ومساهمته في التنمية الاقتصادية, هذه الادوار الاقتصادية الجديدة تتطلب عقول ومهارات وقيادات مختلفة بمعنى طاقات بشرية ميالة نحو التجديد والابتكار واللا مركزية والانفتاح التنظيمي وقبول التغيير والمرونة والتفكير الاستراتيجي.
إذا أمكن لنا ان نسمي عصرنا الاقتصادي الجديد بعصر التطوير والاصلاح فإنه عصر يعج بالتحديات والمستجدات والتقلبات السريعة والاهم من كل ذلك التنويع الاقتصادي, التنويع يؤدي إلى التعقيد اي تصبح بيئتنا الاقتصادية اكثر تعقيدا وديناميكية وصعوبة في التنبؤ والتكيف, عتاة البيروقراطية الذين عملوا في عصر البناء الاقتصادي سيصطدمون باحتياجات ومتطلبات الاقتصاد الجديد ولا بد لهم ان يستقطبوا العقول الديناميكية المنفتحة التي تستطيع معايشة عصر الاقتصار الرقمي.
الملفات الاقتصادية المهمة وأولها ملف التخصيص يجب ان توضح على طاولات جيل جديد يؤمن بأن الخصخصة حتمية اقتصادية واستراتيجية مهمة غير مؤجلة وليست مزاجية، ويجب ان يكون اقتصادنا جاهزا لها شكلا ومضمونا، عقليا ونفسيا وماديا.
وهناك مفاهيم جديدة تساهم في بلورة نظرية وواقع اقتصادي جديد يختلف جذريا عن اقتصاد الطفرة وما قبله، وعليه يكون لزاما ان تتوفر الطاقات القيادية التي تفهم وتتفهم الوضع الجديد وتتعايش معه.
على سبيل المثال، مفاهيم مثل التكتلات الاقتصادية وحقوق الملكية وحقوق المؤلف وحماية المستهلك والمنافسة الذكية والمشاريع المشتركة والتحالفات الاستراتيجية,, وغيرها ستكون اضافات جيدة لفكر اقتصادي جديد يعيش روح العصر ولا أعتقد ان كبار البيروقراطيين الذين عاشوا في قلاع الادارات الحكومية لفترة طويلة من الزمن يستطيعون التعايش او التعامل مع هذه المفاهيم وما تحتمه من تفكير اقتصادي ذكي ومرن بدلا من التفكير الخطي والمنمق والمبسط الذي تعودنا عليه في الازمان الاقتصادية الغابرة.
|
|
|
|
|