| العالم اليوم
* القاهرة مكتب الجزيرة د, محمد شومان علي السيد
أشاد الدكتور عصمت عبدالمجيد الأمين العام لجامعة الدول العربية بالتحركات الجارية بين مصر والمملكة العربية السعودية وعدد من العواصم العربية لإنجاح القمة العربية الطارئة، وقال الأمين العام في حواره الخاص مع الجزيرة ان الثقل العربي والدولي لكل من المملكة ومصر يدفع القمة العربية المرتقبة الى بلورة موقف عربي موحد تجاه الحفاظ على عروبة القدس وتحقيق السلام العادل والشامل بمنطقة الشرق الأوسط.
تناول الأمين العام في حواره مع الجزيرة الموقف العربي تجاه التعامل مع حكومة الطوارىء الاسرائيلية المنتظر أن تضم السفاح ارييل شارون,, وقرار التطبيع مع اسرائيل بعد المذابح الأخيرة,, وأيضا الخلاف الذي نشب مؤخرا بين الجامعة العربية والعراق وموقف الجامعة من الرحلات الجوية لكسر الحصار المفروض على العراق,, وفيما يلي نص الحوار:
* في مواجهة التعنت والتصعيد الاسرائيلي,, هل يتم التبكير بالقمة العربية الطارئة؟
لا اعتقد ان هناك اتجاهاً لتقديم موعد انعقاد القمة العربية الطارئة والمقرر له الأسبوع المقبل، إذ لم يتبق سوى بضعة أيام على انعقاد اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب للتحضير لهذه القمة.
تجميد التطبيع
* من واقع اتصالاتكم,, هل هناك ما يشير الى أن القمة قد تلجأ الى تجميد التطبيع واعادة النظر في العلاقات العربية القائمة مع اسرائيل؟
هذا يتم أثناء مشاورات الرؤساء والقادة العرب, وهناك مؤشر ظهر في هذا الاتجاه بقيام دولة سلطنة عمان بإغلاق مكتبها التجاري في تل أبيب, وأيضا اغلاق مكتب اسرائيل الموجود في السلطنة, وهذه خطوة بادرت بها عمان قبل انعقاد القمة.
رسالة لإسرائيل
* هل حدث تشاور بشأن هذه المبادرة بين عُمان والجامعة أو أي من الأطراف العربية قبل القيام بها؟
لم يكن هناك تشاور بشأن هذا الاجراء,, ونحن نثني على هذه المبادرة ونعتبرها رسالة لإسرائيل في تعنتها وعدوانها على الشعب الفلسطيني, وعلينا أن ننتظر المشاورات التي ستتم يومي الخميس والجمعة المقبلين لنعرف ما اذا كان سيتم تصعيد هذا الاجراء وتوسيع نطاقه على المستوى العربي ككل, أم أن هناك اجراءات عملية أخرى ستلجأ اليها القمة الطارئة لردع الانتهاكات الاسرائيلية المتكررة.
ضغوط أمريكا
* ما هي حقيقة الضغوط التي ذكرت ان الولايات المتحدة الأمريكية تمارسها لافشال القمة العربية المرتقبة؟
أتصور أن أمريكا تمارس ضغوطاً في هذا الاتجاه، لكن ليس لدي معلومات رسمية في هذا، وان كانت هذه الضغوط ظهرت عندما طلبنا اجتماعاً لمجلس الأمن بعد التصعيد الاسرائيلي الأخير وضرب المدن الفلسطينية، رفضت الولايات المتحدة وقالت أنها سوف تستخدم حق الفيتو على الطلب العربي، على الرغم من أن الجانب العربي أبلغ مجلس الأمن والأمم المتحدة أن تصعيد العنف الاسرائيلي وتوسيع نطاقه هو حالة خطيرة تهدد الأمن والسلم الدوليين.
وكانت نتيجة هذه الضغوط ان رفض مجلس الأمن عقد اجتماع عاجل للنظر في الموقف المتفجر في المنطقة.
* إذن,, ما هو تفسيركم للرفض الأمريكي تجاه انعقاد مجلس الأمن؟
أمريكا تريد أن تخلي الساحة لها وحدها, كي تقوم بدورها في احتواء الموقف, مع اننا كدول عربية لنا مصلحة في أن تمارس الأمم المتحدة مسؤولياتها, بدليل أن الأمين العام للمنظمة الدولية موجود في المنطقة ويحاول وقف العنف.
الحماية الدولية
* ماذا عن الطرح الفلسطيني بطلب حماية دولية للشعب الفلسطيني من المذابح الاسرائيلية؟
هذا الاقتراح كان من الممكن بحثه أيضا في اطار دور الأمم المتحدة باعتبارها هي المخولة بالحماية الدولية, ومثل هذه الاجراءات تتطلب اتصالات مكثفة مع الأطراف الدولية المعنية، وقد طلبنا بالفعل من مكتب الجامعة العربية في نيويورك أن يجري هذه الاتصالات وينسق مع السفراء العرب في نيويورك لتحريك القضية داخل مجلس الأمن.
سلام شارون
* هل تعتقدون أن اسرائيل جادة في مباحثات السلام بعد المذابح الأخيرة التي ارتكبتها في القدس والأراضي المحتلة؟
كل ما قامت به اسرائيل في الأيام الأخيرة لا يدل على ان هناك جدية اسرائيلية في عملية السلام,, خاصة بعدما دعا رئيس وزراء اسرائيل ايهود باراك سفاح تل ابيب ارييل شارون للمشاركة في حكومة طوارىء,, وشخصية مثل شارون لا أمل فيها أبدا، رجل صبرا وشاتيلا كيف يمكن ان يشارك في مباحثات سلام مع العرب؟ واذا كانت الظروف التي يمر بها باراك دفعته الى مثل هذا التحالف إلا ان ذلك يدل على أن هناك مشكلة داخلية كبرى في اسرائيل.
القاهرة والرياض
* كيف تنظرون للمشاورات الأخيرة بين القاهرة والرياض,, وما هو انعكاس هذه المشاورات على القمة العربية الطارئة؟
هذه المشاورات هامة جدا، لأن دور كل من المملكة العربية السعودية ومصر دور رئيسي، واعتقد أن زيارة السيد وزير خارجية مصر عمرو موسى للرياض تأتي في هذا الاطار، وأيضا التنسيق مع سوريا وعدد من الدول التي لها دور في الاجتماع القادم، وجميعها تصب في جهود انجاح القمة العربية الطارئة في الحفاظ على القدس العربية وانهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي المحتلة، وتحقيق السلام العادل والشامل بالمنطقة.
نجمة داوود
* الى أين وصلت الجهود والتحركات العربية للحيلولة دون ادراج نجمة داوود الاسرائيلية ضمن الشارة الدولية للصليب والهلال الأحمر، خاصة وأن جنيف تستضيف مؤتمرا دوليا الشهر المقبل لاعتماد هذا التعديل؟
الجانب العربي يتصدى بحزم لمثل هذا التعديل، وهناك تنسيق مع منظمات دولية عدة في هذا الشأن، وقد برهنت مذابح اسرائيل الأخيرة على صدق التحرك العربي الرافض لإلحاق نجمة داوود بالشارة الدولية للصليب والهلال الأحمر، والجامعة العربية أبلغت الأمم المتحدة والأطراف الدولية المعنية مؤخرا بأن طائرات ودبابات اسرائيل التي ارتكبت المذابح الأخيرة في القدس والمدن الفلسطينية تحمل شارة نجمة داوود, فكيف يمكن اعتماد هذه الشارة التي تتخذها قوات الاحتلال الاسرائيلية شعارا لمذابحها ضد الأبرياء, كيف يمكن اعتمادها شعارا دوليا في منظمة انسانية، جنبا الى جنب مع الصليب والهلال الأحمر؟.
الخلاف مع العراق
* ماذا عن الخلافات الأخيرة بين الجامعة العربية والعراق؟
بداية، الجامعة العربية ليست ضد العراق كما يتصور البعض، ولا تنحاز الجامعة في مواقفها لصالح طرف على حساب الآخر, بل بالعكس نحن نطالب برفع المعاناة والحصار عن الشعب العراقي، ونبذل جهودنا في ذات الوقت لعلاج الموضوعات الانسانية العالقة بين العراق وجيرانه, وسبق أن أعلنت وأعرب عن استعدادي للذهاب الى العراق لطي هذه الصفحة الدامية من تاريخ الأمة، ولكن لابد وأن يكون هناك استعداد عراقي للتجاوب مع هذه الجهود حتى نصل الى نتيجة عملية.
وأكررها هنا، لا يوجد بيني وبين العراق خلاف شخصي، والجامعة العربية لم تقصر في اتخاذ موقف عربي في المطالبة برفع المعاناة عن الشعب العراقي, أما مسألة كسر الحصار فهذا حق سيادي للدول، والجامعة العربية لا ترى في مثل هذا الاجراء مخالفة لقرارات مجلس الأمن، لأنها اجراءات تسعى الى رفع الحصار وإنهاء المعاناة عن الشعب العراقي, نحن نؤيد هذا التوجه في الوقت الذي ندعو فيه العراق للتجاوب مع الجهود العربية والدولية المبذولة لاعادة الاستقرار في منطقة الخليج وتعزيز التضامن العربي.
|
|
|
|
|