| عزيزتـي الجزيرة
سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الأستاذ خالد بن حمد المالك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حمى الوادي المتصدع او حمى الرفت هي حديث المجالس هذه الايام ورغم انها قضاء وقدر,, الا انها رب ضارة نافعة فقد كانت توعية حيّة وميدانية لجميع الناس بأضرار تناول لحوم المواشي المريضة وكذلك التعرض للبعوض في المستنقعات وضرورة الحفاظ على النظافة العامة,, ورغم ما اثير حول مبالغة الصحافة في إثارة هلع الناس حول انتشار هذه الحمى,, الا انني اعتقد ان هذه الصحافة ساهمت بصورة غير مباشرة، في التوعية الصحية وفي زيادة الحيطة والحذر,, فليس هناك سبب للحساسية الزائدة من النقد الصحفي فالصحافة هي عين المسؤول وليس هناك ضرر من طروحاتها التي تهدف الى الصالح العام والى لفت الانظار عن موضوع غفل عنه الناس والمسؤولون,, وهذا لا يعني اختلاق وقائع او اشياء غير حقيقية,, اجل لقد ساهمت اثارة هذا الموضوع على صفحات الصحف في توعية الناس,, وكانت حمى الوادي المتصدع بذاتها حملة توعية حية ولكن ماهي الدروس المستفادة من هذه الحمى,, التقصير وقع وحصل,, والاخطاء تحصل من جميع البشر وبني الانسان وليس هناك احد كامل,, ولكن المخطئ حقاً هو من لا يتعلم من خطئه,, ولكل جود كبوة,, والحديث عن التقصير او الخطأ لا يعني الانتقاص من مسؤول عن هذه الخدمات,, فالمسؤول ليس وحده في الميدان,, ولو حملناه المسؤولية وحده في ان يتفقد كل زاوية وكل بقعة نائية فلن يستطيع القيام بعمله اطلاقاً,, ان النقد الموضوعي هو الذي يلفت نظر المسؤول الى شيء غائب عن ذهنه وباله وينير فيه الحماس نحو البحث عن الحقيقة,, وليس الاستماتة في الدفاع عن التقصير وعن الاخطاء ومحاولة تبريرها,, فالصحافة تهدف الى الصالح العام,, ولكل مسؤول الحرية في الرد وايضاح الحقائق وتفنيد الآراء المضادة التي لا تذكر الحقائق ولهذه الحمى دروس وعبر,, يمكن ايجازها بما يلي:
اولاً اوضحت هذه الحمى القصور على الكشف في المحاجر البيطرية في موانئ الاستيراد ولهذا وجب زيادة دقة اجراءات الكشف والتحري عن الامراض والاوبئة الوافدة,, حتى ولو ادى ذلك لرفض شحنات أو بواخر كاملة منها,, فصحة المواطن اغلى شيء تحرص عليه الدولة,, بدون اي مجاملات وان زيارة صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ووقوفه بنفسه على الاجراءات التي تتخذها الدولة لمكافحة هذا الوباء تثبت بما لا يدع مجالاً للشك حرص الدولة بكافة اجهزتها على محاربة هذا الوباء بكل ما اوتيت من قوة,, ومن الآن فصاعداً يجب الاهتمام بالوقاية التي هي خير من العلاج فقد كلف تقصير بسيط ارواحا عديدة,, واصابات وخسائر باهظة وجهوداً مضنية في مكافحة هذا الوباء,.
اجل يجب الالتفات الى الثروة الحيوانية المحلية وتنميتها وتشجيع مربي الاغنام والماشية وشركات تربية المواشي للاكتفاء الذاتي من اللحوم.
ثانياً يجب الاهتمام اهتماماً بالغاً بالتوعية الصحية عبر وسائل الاعلام عن هذا الوباء او اي وباء آخر يمكن لا سمح الله ان ينتشر بسبب الاهمال,, واثق انه لو جُربت المواشي في المكان الذي الظهر الوباء فيه اول ما ظهر ولو كانوا يعلمون ماهو وماهي عواقبه لأمكنت السيطرة عليه حالاً والقضاء عليه في مهده,, ولكن جهلهم به وعدم معرفتهم بمسبباته جعلهم يهملونه مما سبب انتقاله وانتشاره.
ثالثاً: يجب الاهتمام بالاصحاح البيئي اي القضاء على المستنقعات التي تجلب البعوض والامراض وردمها ردماً تاماً والاهتمام بالصرف الصحي السليم الذي يجب ان يكون بعيداً عن المدن والمزارع والاودية واستخدام التكنولوجيا الحديثة في تنقية مياه الصرف الصحي.
رابعاً: يجب القضاء قضاء تاماً على المسالخ غير النظامية في المدن وغيرها حيث ان اغلب من يعمل بها هم عمالة غير نظامية,, ويذبحون المواشي المريضة التي ربما تكون ناقلة لاوبئة عديدة.
هذه بعض الدروس المستفادة من هذه الحمى ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين وكل ضربة بتعليمة وعساه تطلِّع لنا قلوب ,,!!
المهندس/ عبدالعزيز بن محمد السحيباني
|
|
|
|
|