عَبِّ الحجارةَ واسقِها ماءَ الهدى
فبها ستصبحُ فوق أرضِكَ سيّدا
أحرق وجوهَ الغاصبينَ ولاتدع
أبداً عليها خائناً أو مُلحدا
واقذف بها باراك واخلع قلبَهُ
رعباً وصُبّ عليه جاماً أسودا
واثأر لمن عشقَ البطولةَ وامتطى
إيمانَهُ حتى هوى مُستشهدا
وامسح دموعَ البائسينَ وقل لهم
صبراً على البأساء وانتظروا غدا
واغسل بشلّالِ الدماءِ ثراكَ من
رِجسِ اليهودِ وروّ منه المسجدا
لا تستمع للنّاعقينَ وسر على
درب الجهاد مُكبّراً ومُوحَّدا
عَبَّ الحجارةَ أيُّها البطلُ الذي
مازالَ يدّرعُ التقدّمَ والفِدا
واقصف بها بوقَ السلام وما لهُ
إلا تشدُّقُهُ وليس له صدى
أغضى وقد كُشفَ الستارُ أمامَهُ
ودمُ الضحايا لم يبلّ لهم صدى
والأبرياءُ غدَوا وقودَ مجازر
شنعاءَ تأكلُ شائباً أو أمردا
والمسجدُ الأقصى يُدنّسُ جهرةً
والبغيُ أرغى في حماهُ وأزبدا
أين السلامُ؟ وأين من يهذي بهِ؟
أوَ ما رأى طفلَ الفداءِ محمّدا؟
قد كان خلفَ أبيهِ يصرخُ خائفاً
وأبوهُ يصرخُ في الورى مُستنجدا
وإليهما نظرَ العدوُّ بقسوةٍ
وغدا يصبّ عليهما نارَ الرّدى
فهوى شهيداً غارقاً بدمائهِ
طفلاً على كفّي أبيهِ مُمدّدا
أين الملايينُ التي بوجومها
شرقت فلم تشجب وما مدّت يدا؟
بل أين أمريكا ؟ لماذا لم تُدِن
باراكَ حين لوى السلامَ وعربدا؟
بل أين مجلسُ أمِنهِم مما جرى
للأبرياء؟ وكيف أصبحَ أرمدا؟
وإلى متى نبقى بغيرِ إلهِنا
مُتعلّقينَ؟ أما نرى دربَ الهدى؟
ما عذرُنا يا قدسُ؟ إنّ قلوبَنا
كسيوفِنا قد باتَ يعلوها الصدا
عجباً بني الإسلام أبصرُ كثرةً
لكنّها في كلّ مَوقعةٍ سُدى
عَبَّ الحجارةَ وانتفض مُتشوّقاً
مُتوشّحاً عزماً يفتُّ الجَلمدا
ثُر في سبيل الله ثورةَ ضَيغَمٍ
واصبر وسجّل من دمائِكَ مَوعدا
واطرد منِ اغتصبَ الثرى واباحهُ
خمسينَ عاماً، واستحلّ وشرّدا
كبّر وسمِّ الله وارجم واحتسب
واصمد فإنّ العارَ ألاّ تصمُدا
وغداً تدوّي عودةُ الاقصى لنا
خبراً إذا أمسى جهادكَ مُبتدا
عَبَّ الحجارةَ إنّني مُتلهّفٌ
لأراكَ بالنّصرِ المؤزّرِ مُنشدا