| محليــات
قبل أن يجف الحبر الذي كتب به البيان الختامي لقمة شرم الشيخ السباعية التي انفضت أول أمس تقاعست اسرائيل عن التنفيذ الأمين لما تعهدت به في القمة مما أدى لوقوع عشر مواجهات عنيفة أمس بين قواتها وأبطال الانتفاضة في الأراضي المحتلة.
بل إن قواتها قامت أمس وفي تجاهل تام لدور ومسؤولية جهاز الأمن الفلسطيني باعتقال ثمانية فلسطينيين بدعوى اتهامهم بقتل جنديين فلسطينيين يوم الخميس الماضي في مدينة رام الله!
وأعلن مسؤول فلسطيني أن إسرائيل لم تنفذ فتح مطار غزة الدولي ومعبر رفح الحدودي مع مصر وقال إنهما ما يزالان مغلقين منذ بداية الانتفاضة والمواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأضاف إن الإسرائيليين لن يسمحوا بنقل المرضى الذين بحوزتهم تحويلات للعلاج في الخارج والفلسطينيين الذين لديهم إقامات في دول عربية والفلسطينيين الحاصلين على تصاريح زيارة وانتهت إقامتهم في الأراضي الفلسطينية وأنه لم يسمح إلا بدخول 8 فلسطينيين من جملة 250 فلسطينياً, كما ان المعبر التجاري ما يزال مغلقاً أمام البضائع والمساعدات الطبية!
ويتناقض هذا الحصار الإسرائيلي مع الاتفاق في شرم الشيخ على سحب القوات ورفع الحصار عن الأراضي الفلسطينية وفتح مطار غزة الدولي والمعابر ويتجاوز التنصل الإسرائيلي لاتفاق شرم الشيخ أول أمس الى اتفاق أوسلو عام 1993م الذي يقضي بأن يتولى الفلسطينيون ادارة معبر رفح حيث تنتشر عناصر أمن وشرطة وموظفو جوازات وجمارك فلسطينيون.
ويعطي هذا المسلك الإسرائيلي الذي تمليه سياسة عُرفت إقليمياً ودولياً بعدم الوفاء بأي اتفاق وعدم الالتزام بأي تعهد فيه مصلحة للفلسطينيين خصوصاً والعرب عموماً، يعطي كل المبررات والحجج لخيبة الأمل التي شعر بها الفلسطينيون والشارع السياسي العربي تجاه الاتفاق الذي توصلت إليه قمة شرم الشيخ الذي لم تنفذه إسرائيل على علاته.
لقد اعتبرت حكومة إسرائيل وبلسان باراك ووزير خارجيته بن عامي اتفاق شرم الشيخ انتصاراً لهم، بدليل ان الصهيوني الجزار اريل شارون زعيم تكتل ليكود المعارض لم يعد يرى ضرورة لتشكيل حكومة وحدة وطنية بعد اتفاق شرم الشيخ وأن تكتل ليكود سيدعم رئيس الوزراء طالما التزم سياسته الراهنة مع الفلسطينيين وكان بنيامين نتنياهو قد استبق قمة شرم الشيخ بساعات عندما طالب حكومة باراك أول أمس بأن تتخذ إجراءات صارمة ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة وهي سياسة لا تحتاج حكومة باراك لتوصية نتنياهو لكي تمارسها ضد الفلسطينيين بدليل استشهاد 129 فلسطينياً وإصابة المئات خلال مواجهات الانتفاضة التي يرفض أبطالها أن تتوقف مع استمرار القمع والعدوان بالرصاص من جانب قوات الاحتلال.
ان ما يحدث من جانب حكومة وجيش إسرائيل يبرر لحركة حماس الإسلامية الفلسطينية قولها أمس: إن جميع أشكال وخيارات المقاومة مشروعة .
الجزيرة
|
|
|
|
|