| الثقافية
كل وافر التقدير والاحترام لصديقي الشاعر القروي اعترض على فهمه لدور الشاعر، ودور رب الأعمال والمال، حين قال:
يا من يلوم ابن التراب لشغله
بالفلس,,، عن شعر وعن شعار
أرأيت في المرعى حماراً عاقلاً
يلهو عن الأعشاب بالأزهار؟!
سامح الله هذا الشاعر انه وضع ابن آدم اللهاث خلف المال إزاء الحمار, والعشب إزاء المال، والأدب مقابل الازهار!!
حسناً يا سيدي الشاعر القروي ان الحمار بفطرته النقية، وادراكه الجيد لمعطيات الحياة وعوامل النمو عرف الذي يفيده، وترك الذي لا يفيد,.
ترك الازهار، لأنها معطيات جميلة ولكنها معطيات من ضريع,, لا تسمن ولا تغني من جوع,.
ماذا يفعل الحمار بالزهرة، وابنة عمها الوردة ؟ انهما لا يستقيان إلا الأنف والعين وهذه لذة وهمية لا يتعامل معها الحمار أبو صابر لانه يفرق بين المجدي و اللا مجدي، وهنيئاً له بأن أدرك ذلك في حين غاب عن كثير مما يحملون العقل وينادون بالعقلانية!!
حسناً يا أيها القروي، لقد كرر القوم هذه الرعونة رعونة رفض الواقع الأعشاب والتعامل مع الأوهام الأزهار، وهذا ديدن المثقفين في كل شأن الحديث عن الحلم وتجاهل الواقع والمحتاج ,, وما دمنا في هذا السياق فإليك ما يقوله صديقنا المشترك د, علي حرب عن المثقفين، الترجمة الواسعة لكلمة شعراء يقول:
وهكذا فنحن نهاجم ثقافة التلفزة المسطحة والمبسطة، والسريعة والمباشرة، المعلبة والمسلية، الضعيفة والخاوية، لكي ندافع عن الثقافة المتأنية والمبنية، العميقة والجادة، الخصبة والفنية، المتينة والقوية,, ولكننا لا نسأل: كيف ينتصر السطحي على العميق، والفقير على الثري، والهش على القوي، والعقيم على الخصب,,؟
انها أسئلة مشروعة يطرحها هذا المفكر الحر,.
لماذا يتجه الحمار إلى الأعشاب تاركاً الأزهار؟!
لماذا يبدو سكان السطح أكثر بألف مرة من سكان العمق؟!
لماذا تظهر ثنائية النخبة والجمهور، وأين يبدأ هذا وأين ينتهي ذاك؟!
وسؤال أخير لماذا يحارب المثقفون الأعشاب المتمثلة في الأدوات والمعطيات التي يتناولها ويتعامل معها أهل السطح الجمهور .
وهنا يواصل د, علي حرب فكرته بقوله: وهكذا فإن المثقفين وأهل الفكر يحتقرون كل ما هو أداتي أو تقني، بفعل فكرانيتهم التي تؤول إلى احلال الفكر محل الواقع الحي، وإلى تحويل الوجود المعاش إلى مقولات مجردة أو ادلوجات مزيفة تماماً مثل نظرية الأعشاب والأزهار .
فأهل السطح يريدون ما ينفعهم الأعشاب فهو الواقع الحي، والوجود المعاش، وأهل العمق الفكر يريدون تغيير هذه الواقعيات إلى أزهار عبارة عن مقولات زائفة، وهوامات ليس وراءها إلا تعMMMMMب الأسنان ووجع الحنجرة!!
* أخيراً سامحك الله يا أيها القروي لقد أثقلت على الحمار كثيراً، وهو الذي يحمل الأثقال لقد أوجعته مما جعلني أتذكر قولك:
لم أدر، والناس قد زاغوا، وقد فسدوا
خوفي من الناس، أم خوفي على الناس
يامن يلاحقني، هوّن عليك، فلي
بالفقر كل الغنى,, عن لطفك القاسي
AL ARFAJ @ HOTMIL.COM
|
|
|
|
|