أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 19th October,2000العدد:10248الطبعةالاولـيالخميس 22 ,رجب 1421

الثقافية

بدايات
واقعية الفن في قصص أمل الفاران,.
محمد القشعمي
* تركز قصص (وحدي في البيت) لأمل الفاران على محاولة التمسك بالحكاية باعتبارها حجر الزاوية في النص القصصي، ويتضح هذا الحرص عندما نتتبع مسار الشخصيات والابطال الذين يعيشون حكايات واضحة جداً ولها بداية ونهاية واضحة جدا ولكن ما بين البداية والنهاية نرى ما يمكن تسميته لعبة فنية تحاول أمل ان تطورها من نص إلى نص وربما بلغت هذه اللعبة ذروتها الفنية في نصي (وحدي في البيت) و(حياتي)، لكن هذه اللعبة تظل ضمن حدود امكانات وخبرة وتجربة الكاتبة، لعبة قابلة لأن تكون أكثر جرأة وأكثر مغامرة، وأكثر انفتاحاً على الفن بأبوابه الواسعة، وخصوصا على اللغة التي تبدو غير مستقرة في كثير من النصوص، وربما نستطيع القول بأنها ما زالت غير قادرة على التعبير عن اضاءات وصور فنية وابداعية تختزنها الكاتبة وتريد اخراجها للنور لكي تثبلت وجود كاتبة قصة مميزة في ساحتنا الأدبية المحلية.
بحثت عن قصة (يوميات تلميذة) في كتاب (وحدي في البيت) فلم اجدها، ولا أدري لماذا لم تُضمِّن الكاتبة قصصها ذلك النص المميز بالفعل، فقد كان متجاوزاً لهنات البدايات التي يقع فيها كل كاتب، كما كان بسيطاً وغير متكلف، كان عبارة عن حكاية (12) ساعة في حياة تلميذة وكان مليئا بالصور الادبية الابداعية الحية التي تجعلك توقن ان خلف هذا النص قلما موهوبا حوّل (12) ساعة في حياة تلميذة إلى فن راق ومبدع.
* قصة (وحدي في البيت) قريبة من اجواء (يوميات تلميذة)، وهو نص أدبي تبين روحه العفوية وتبين ملامحه الفنية كلما أوغلنا داخله من خلال الهواجس النفسية المثيرة للبطلة والاسئلة الكثيرة عن حياتها وخوفها وأحلامها، وعن الناس المحيطين بها بصورة واقعية وفنية ربما لم تساعدها اللغة على الدخول بقوة في غمار هذه التجربة الثرية من جهة صورها المتعددة الاوجه, الكاتبة في هذه القصة تخترع إذا جاز التعبير لعبة من أجل ان تظل في البيت عندما يخرج اهلها لزيارة بعض الاقارب، وإذن نحن هنا ازاء (12) ساعة في حياة (كاتبة) التي تجيد السباحة في مياه الادب الدافئة عندما تكون وحيدة، وأظن ان الكاتبة تُنشد الوحدة دائما سواء لحظات الكتابة أو في لحظات أخرى تجد فيها من الضجيج ما يعيقها عن التفكير بصوت هادئ او مسموع ويتضح لنا من هذا النص ان هذه الوحدة هي التي افضت بالكاتبة إلى اختراع ابطالها وحكاياتها، واحيانا تخترع (حرامية) يحاولون مداهمة البيت الذي ظلت فيه وحيدة عنوة هذا المساء ولكنها تحاول الثبات والشجاعة لكي تتم لعبتها المفضلة التي يشترك معها القارئ بكل هدوء، وهنا تكسب الرهان مع اخيها الذي تحدى قدرتها على المكوث في البيت وحيدة.
ونقتطع من نص (وحدي في البيت) هذه الصور الفنية المتألقة:
نصف ساعة مرت وأنا أكرر أن فكرة الحرامي فكرة غبية وأن من العجيب ان تخطر لفتاة شجاعة مثلي، لتأكيد النتيجة بداخلي، ضحكت ضحكة بلعها الفراغ، بعد ان اصطكت بالجدار وارتدت لاذني كأبشع ما تكون ضحكة، كان اثرها علي شيئا (روعتني) تجاهلت ذا العارض وأخذت انفاسا عميقة ثم شددت قامت وتحاملت على نفسي لامشي بشكل طبيعي,,, .
هنا كل الاشياء تُخرج ألسنتها لتفزعني، الثلاجة تئن، الأواني، الجوارير، حتى شجرة (اللوز) الصغيرة خلف النافذة تحك أفرعها في زجاجها,, أيريدون تخويفي,,, .
ومع صورة شجرة اللوز الأخيرة، آمل ان لا يخرج أحد الكتاب الصحفيين المحافظين ليقول لنا ان شجرة (اللوز) هذه شجرة حداثية لا معنى لها في سياق النص كما اعتدنا للوقوف ضد كل تجربة جديدة وطموحة في عالم الأدب.
ولكن مع جمال هذا النص لا ننسى بعض المفردات الغريبة، (مثلا) في مدخل القصة: خلوني أقص عليكم القصة من أولها كلمة خلوني ليس لها معنى إلا في ذاكرة الحكي العامي وأيضا تردد مفردة لمّا مكان عندما ، وبدلا من مفردة أغلقت التلفزيون وردت مفردة مغرقة في العامية ولا معنى لها على الاطلاق ص68 من الكتاب، لكن هذا لا يمنع جمال النص ومحاولات اللغة الطموحة.
* انطباعات أخرى حول قصة حياتي في الكتاب وحول قصص أخرى من (وحدي في البيت) هي محاولة الاسبوع القادم.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved