| الثقافية
السؤال الذي يطرح نفسه الآن كيف نجد أنفسنا من خلال الكتابات العربية في المهجر وبالذات الأعمال الأدبية التي انزاح فيها كتابنا الى الفكر الآخر.
هذه التساؤلات أطلت برأسها وانا أقرأ قصص غادة السمان الصيفية مجلة الحوادث 28/7/2000م وهي تمتد بين أسماء اجنبية شخصيات وأمكنة راكضة في كل الاتجاهات لجمع عريها الذي شاهدناه ونحن نتذكر طيبة الذكر ساغان.
في هذه الحكايا الصيفية اشم البشع والقرف وأسمع رنين جرس العودة يدق برتابة وسوداوية في داخلها كامرأة سيطر عليها الهاجس الأدبي ذات يوم فكان السفر تقول تحت عنوان موت حلم ليلة صيف : حين حصلت أخيرا على الفيزا المنشودة التأشيرة الى الحلم قرأت على مدخل محطة القطار: مات الصيف,, مات الريح,, ماتت الطائرات,, مات السفر,, رحل الرحيل,, ومن يومها وأنا مقيمة في قاعة الانتظار ,إلى هنا النص يحمل كل دلالات الحدث، فكان ان اندفعت بفجائية متهالكة لا نقبلها من كاتب يحمل إرثاً ادبياً لتصفع تطلعنا بقولها المباشر والتقريري الميت في محطة سان لازار الباريسية هذه الخاتمة الباهتة حملت المأساة التي يعانيها المكان إذا هاجرنا كمبدعين.
وفي نص آخر من حكايا حب صيفية تطل السيدة غادة السمان تحت عنوان قصة عاشقة مكابرة قائلة لا تحاول إعادة الحياة الى الموتى والحب القديم كي لا تجد نفسك أمام مسخ مرعب، وإذا لم تصدقني اسأل الوسيم فرنكشتاين .
فرفعت بصري عنوة الى صورة الكاتبة وكتبت تحتها فرنكشتاين واستجابة لدعوتها في نهاية قصة الثرثرة في المقبرة اكملت الصفحة وأنا اكتب فرنكشتاين قبل ان ابحث عن مجلة أخرى اجد فيها خبر عودة الأديبة غادة السمان للوطن لتكون حكايا شتائية مع شهر كانون.
المعاناة الصادقة مرتبطة بالمكان، ولنقرأ معا ما اصدره الأدباء العرب المهاجرون بعد التكون لنكتشف الادعاء والسلطوية التي يمارسونها علينا بعد ان لفظهم المكان الذي هجروه.
|
|
|
|
|