أيهزم البحر من ضاعت ملامحه
أم يهزم البحر من يخبو به المطرُ؟
تتلو الدماء رحيقاً صار مرتبكاً
بين التراب وبين الورد يحتضرُ
ما غاب قوس ونادى العمر وحشته
إلا رأينا دروب العمر تختصرُ
يرتد جمر الموائد عن مواقده
في ركنه الموج لا يبقي ولايذرُ
ليلٌ تلف الحرائق في عمامته
أنشودة الغيب والأسوار تنفطرُ
ما ودّع النبض,, في نبض تزينه
أحجار غيث بماها الغيث يعتبرُ
فيها المواسم أطيار محلقة
ترثي المآذن,, والآهات تنهمرُ
يا قبة الروح والكون الذي سقطت
فيه البلاد,, وعادت منه تعتذرُ
عنّا العلو تسامى عن جماجمنا
وودع النصر معنانا,, كمن عبروا
يا ليت شعري سيوف الصمت يفتحها
صوت النوافذ إذ يمضي بها عمرُ
يمضي الرصاص بلا ريح مهادنة
يجتاز نبض الصغار,, يصرخ الشجرُ
ما سال غيم المكان/ الحزن وانتفضت
فيه القلوب وفاضت دونه الصورُ
اين الشموس,, يغيب الضوء في دمها؟
أين الضياء,, ضياء كان ينتشرُ؟
اين المدائن,, إذ تصحو مواجعها,,؟
يهتز عرش البلاد ويهطل الحجرُ!
اين العيون,, عيون الذل مشرعة؟
لا تبصر الموت,, إن غنَّى لها البصرُ!
يا وردة القبر,, يا نسيان ذاكرة!
تعلو القباب ويمحو صمتها الخطرُ,,!
يا امة غاب في الانحاء مولدها!
حتى تجلّت لها الانقاض والحفرُ
سيل الملام إن جفت موارده
يبقى لسيل الفجائع دونها نفرُ
قالوا,, لكل ارتخاء في عزائمنا
كيف استعادت صباها حينما حضروا
ما مات طفل,, بحق كان يحمله
صوب الصباح ويزهو حين يصطبرُ
إلا ومدت له الجدران بهجتها
هذا يموت,, وفيَّ النبض ينكسرُ
أعطاه ماء الشهادة هزل ساعده
فعانق الموت,, خلف الموت يا بشرُ!
واستقرأ الحزن فوق الليل نجمته
ليكتب الفجر أسراراً ويندثرُ
يادرة الشمس,, والميلاد غرّته
بيضاء فيها جباه الليل تنصهرُ
عُد,, لاشتعال يضيء الركض مبتهجاً
بما ترتل في غاياتنا العبرُ
واسكن رداءالحكاية لاتباغتها
إن ارتحالك عن واحاتنا قدرُ
واغسل رحيلك بالحناء,, إن صرخت
رايات أمك,, او نادى لها السفرُ