أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 19th October,2000العدد:10248الطبعةالاولـيالخميس 22 ,رجب 1421

مقـالات

ترانيم صحفية
نجلاء أحمد السويل
كثيرة هي الدراسات التي خرجت لتناول أو لبحث السلوك الإنساني في كثير من مجالاته وبعدد هائل من العوامل أو المتغيرات المؤثرة عليه بل ان الأطفال بالتحديد كانوا من أوائل العينات أو الشرائح التي تم البحث فيها والدراسة عليها لما لذلك أثره البالغ في توجيه سلوك أولئك الأطفال وبالتالي امكانية التحكم على الأقل ولو في جزء من العناصر التي نرجو منها أن يكون هذا الفرد صالحاً نافعاً لنفسه ولمجتمعه.
ان من الدراسات التي أثيرت قبل عدد من السنوات الماضية على الأطفال كان جزء كبير منها يتناول اثر التلفزيون أو بمعنى أدق أثر البرامج أو الأفلام العدوانية على سلوك الأطفال وتأثيرها بعد ذلك على شخصياتهم بشكل دائم أو مستمر، أي هل حقيقة ان رؤية تلك البرامج العدوانية تنقل السلوك العدواني للطفل لتجعله بعد ذلك فرداً عدوانياً وقد يتحول إلى مجرم في مجتمعه؟!
لقد ظلت البحوث سنوات طويلة تدور في هذا الميدان حتى تعددت وتنوعت ولكن أغلبها كان يثبت بلا جدل الأثر السيء لتلك البرامج بتوجه يشير الى انها من أهم العناصر التي تنشئ طفلاً عدوانياً, ولكن في الحقيقة لم يقف الباحثون النفسيون عند هذا الحد بل حاولوا المزيد من التوسع في البحث في هذه النقطة بالذات حتى توصلوا إلى أمر هام جداً وكان ذلك في السنوات القليلة اللاحقة حيث اشارت نتائجهم الى أن مشاهدة برامج العدوان لا تنشئ اطلاقاً افراداً عدوانيين أو مجرمين وبمعنى أكثر دقة هو أن مشاهدة تلك البرامج قد تحرك استعداداً مظهريا لدى الفرد أي تثير خصلة داخلية موجودة أصلاً لدى ذلك الطفل وليس كل الاطفال, وهذه الخصلة سوف تثار بطبيعة الحال سواء عن طريق مشاهدة الأفلام العدوانية، أو عن طريق خبرات يسمع عنها الطفل أو يقرأ عنها, اذاً هو على استعداد أصلاً من سجيه أن يكون طفلاً عدوانياً أو مجرماً ولكن الاختلاف فقط في الوسيلة التي من خلالها يثار ذلك الشخص أو الفرد وهذا يعطينا رداً بديهياً، يشير إلى أن ليس كل من يشاهد أفلام العنف يكون فرداً عدوانياً لأن هناك من الأطفال من ليس لديهم أصلاً بذرة العدوانية في ذواتهم ومثل هؤلاء قد يقلدون السلوك العنيف بعض الأوقات ثم ينقطع ذلك من سلوكياتهم دون أن يكون جزءاً مترسخاً في ذواتهم أو سلوكياتهم الثابتة الحقيقية.
وهذه طبعاً ليست دعوة لترويج الأفلام العدوانية للأطفال ولكنها اشارة إلى أن بذرة خصال الشخصية موجودة منذ ولادتها ونحن المربين من آباء وأمهات فقط نستطيع أن نوجهها سلباً أو ايجاباً ويظل شيئاً هاماً وهو أن نعطي كل عمر حقه، وبالذات الطفولة فإن لها جوانبها التي لابد أن لا تتجاوزها,, والله ولي والتوفيق.
أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved