أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 19th October,2000العدد:10248الطبعةالاولـيالخميس 22 ,رجب 1421

مقـالات

ضحى الغد
العودة إلى الذات العربية لتقويتها!
عبدالكريم بن صالح الطويان
منذ مطلع الثلاثينات الميلادية 1933م ومشاريع الحرب والسلام مع الصهاينة تتأرجح، ولم يكسب العرب جولة واحدة من جولات السلام والحرب فهم متفرقون متشتتون وجهات نظرهم مختلفة، ومواقفهم متباينة، ولايسأمون أبداً من تبادل الاتهامات بينهم!
أما الكيان الصهيوني فمتحد مدعوم بقوة من الغرب والشرق على كافة السياسات العسكرية والاقتصادية!
وليس العرب بعامتهم مختلفين، فالفلسطينيون بخاصة متعددون مختلفون في توجههم ونظرياتهم وأساليب نضالهم ومواقفهم من بعضهم!
ولقد شغلت قضية فلسطين المنطقة منذ وعد بلفور في مطلع هذا القرن إلى يوم الناس هذا، وشغلت السياسيين العرب، وزايد عليها الكثيرون، وظلت هماً سياسياً مشتعلا لا يخبو أبداً!
الصهاينة فرضوا أنفسهم بالقوة العسكرية والسياسية والاقتصادية، وأفشلوا جميع مخططات الحرب ضدهم، وجميع مشاريع السلام معهم!
وظل العرب معهم في زمن حرب أو سلم في بعدين بُعد يُعدون فيه للحرب، وبُعد يعدون فيه للسلام ،وكلا البعدين فشلا فشلاً مريراً، بسبب شعور الصهاينة بالقوة والحماية والقدرة على فرض الواقع، بينما لا يملك العرب امكانيات مضادة لهذا الواقع الصهيوني!
فلماذا لا ندع البعدين اللذين أثبتا فشلهما في السلام والحرب، فلا نحن قادرون على الحصول على سلام العدل الذي يسترد الحقوق، ولا نحن قادرون على الحرب التي نسترد فيها الحقوق المسلوبة، ونعود إلى البعد الثالث، وهو دعم الذات العربية وتقويتها وضخ منابع العافية إلى جسدها الهزيل الضعيف، علينا أن نكرّس مبادئ الاتحاد، والتعاون، والبحث العلمي، وإطلاق نهضة عربية تستعيد ذاتها التائهة وتسترد قواها المعنوية والمادية، وتأخذ في حشد قواها وتعبئته ذاتها من الداخل دعماً لجهازها المناعي الذي ضعف أمام فيروس الحرب والسلام، فلم يقدر على المقاومة!
لقد فقد العرب حماسهم وآمالهم في إدارة حرب ناجحة تسترد الحقوق، وفقدوا حماسهم وآمالهم في إدارة سلام يسترد الحقوق، فليعودوا إلى الذات الهشة المنهارة المتداعية فليبنوها أولاً فهي بحاجة إلى جهودهم وحين تستقوي هذه الذات وتستعيد عافيتها، وتسترد مقومات الذات فيها سيجدون أنفسهم أقوياء مهابين ناجحين في معركة الحرب وفي مفاوضات السلام، وستختفي شراذم العرب الذين يهرولون خلفاً حين تدق طبول الحرب، وشراذمهم الذين يهرولون أماماً حين تقرع أجراس السلام!
العودة إلى بناء الذات مطلب هام، فالعدو الحضاري المتمكن من أدوات العصر الحديث المتشبث بالأرض لن يرضخ إلا أمام خصم يفوقه حضارة وقوة وتمكناً، فالحديد لايفله إلا الحديد!

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved