| فنون تشكيلية
اختيار الجملة الراقية والمعبرة يعني الكثير لمن يكلف بمهمة لا تجد التقدير من قبل العامة ومنها الأعمال المهنية رغم تراجع هذا الإحساس واختفائه تلقائيا ولهذا نجد أننا استبدلنا كلمة (كناس) من يقوم بتنظيف الشارع إلى مسمى عامل نظافة وهكذا احتراما للمهنة الشريفة ولمن يعمل بها.
هذه العبارة جالت في خاطري وأنا اقرأ خبرا عن قيام فرقة الكشافة بعمل جليل إلا أن العنوان جاء كالتالي (الكشافة يقومون بدهان الأرصفة وتنظيف الشوارع) دون علم محرر الخبر ان هناك الكثير من العبارات الارقى ومنها (الكشافة يجملون الرياض) أو (الكشافة يضيفون لمساتهم الجمالية على شوارع المدينة).
ليس هذا هو المهم بقدر مايهمني دور النشاط المدرسي الذي تشرف عليه وزارة المعارف والمتنوع المشارب والانشطة ومنها الانشطة الميدانية سعيا من الوزارة في إيجاد علاقة مباشرة بين التلاميذ والطلاب ومحيطيهم البيئي خصوصا النشاط الكشفي الذي اعشقه حتى العظم وكنت احلم بشارته الخشبية أيام الدراسة وما زلت اتمنى تحقيق الحلم والانضمام للكشافة السعودية والمساهمة معها إلا أن العمر لم يعد فيه ما يرجى من عمر الشباب.
أعود للنشاط وأدلف قليلا على النشاط الفني (التربية الفنية) واطرح السؤال للزميل الاستاذ عبدالمحسن الشدوخي مدير إدارة النشاط الفني والمهني بالوزارة عن امكانية الاستفادة من اعمال الفنانين الصغار من طلبة المدارس والاستعانة بلوحاتهم عبر تكبيرها من قبل مؤسسات متخصصة وداعمة لتجميل اسوار المدارس من الخارج بدلا من الخربشات العابثة من قبل بعض المستهترين من الطلبة وبذلك نكسب جمال السور وبشكل مدروس ونضفي جمالاً للحي بشكل عام ولتكون تلك اللوحات ثقافة بصرية جمالية تعليمية يمكن فيها استخدام مختلف الإبداع ومنها الخط العربي أو الزخرفة بكل اشكالها.
اعرف ان مثل هذا الاقتراح سيكون مثار استغراب وفهم قاصر من البعض بناء على المفهوم للكيفية التي يمكن تفعيل الفكرة بها أو نتائجها الإيجابية.
توفر القاعات المناسبة للمعارض لم يغر الفنانين
قبل اعوام كنا نشتكي من عدم وجود قاعات العرض وكنا نتعذر بها حينما نسأل عن عدم اقامتنا للمعارض الشخصية واليوم لم يعد هناك مثل هذا العذر او السبب حتى مشكلة المطبوعة او الدليل لمرافق للمعرض لم يعد مهما مقابل وجود المعرض ولهذا انكشفت الحقيقة بأن الاسباب لاتتعدى كسل الفنانين وتراجع ادائهم نتيجة لكثرة الالتزامات وعدم تفرغهم التام لمجالهم, ورغم ان الرياض تزدهر بالعديد من الاسماء الهامة في الساحة التشكيلية ولهم باع طويل وتجربة ناجحة في مضمار المعارض الشخصية الفردية البعض يلوح من بعيد عن موعد لمعرض جديد ننتظر تحقيقه ونطمع بغيرة من الفنانين البقية.
الحوارات التشكيلية مجال لشحذ الإبداع
المعارض المقامة حالياً اصبحت فرصة للالتقاء بين الفنانين للحوارات الفنية وطرح الجديد والاستماع للرأي حول ماتم عرضة من اعمال مما اضاف الكثير من المعرفة وشحذ الإبداع وهذه هي احد اهداف اقامة المعارض كما يقول عنها الاستاذ عبدالرحمن الحميد مدير عام الشؤون الثقافية المكلف مبديا سعادته بتواجد الأعداد الكثيرة من الفنانين في حفل الافتتاح او خلال ايام العرض ورغم التفاؤل الكبير من الاستاذ الحميد وبما نشاهده جميعا من نجاح لتلك المعارض إلا أننا نطمع في الكثير من فرص اللقاءات والحوارات.
الفن السعودي لا يقل عن المستوى العربي والعالمي
الاعمال الفنية التي عرضت هذه الايام ولفنانين لهم جولات كثيرة عالمية وعربية ولهم من التمكن ما جعلهم روادا في مجالهم وفي دولهم مايكشف لنا عند المقارنة ان الفنان السعودي عبقري وقادر على ان يجعل لنفسه موقعا منافسا مع الآخرين رغم فارق التجربة اذ ان هناك اعمالاً لفنانين محليين لا تقل عن الكثير بل تزيد في النضج مع اعمال الفنانين العرب ممن عنيناهم بالريادة وهذا مصدر اعتزاز مع ما يمكن ان نعتز به أيضا وهو روح البيئة والمحيط الدال على الانتماء في اعمال الفنانين المحليين اكثر منه عند أولئك.
طلبة أقسام التربية الفنية ومعلموهم
نشاهد الكثير من طلبة اقسام التربية الفنية في كلياتنا يزورون المعارض عند الافتتاح او خلال ايام العرض وبشكل مكثف واحيانا نرى معهم معلميهم من الدكاترة وهذا هو المحك الحقيقي ليتعرف الطالب على قدرات معلمه في شرح العمل والتعريف بالتقنية مع ما يضاف من معرفة وكشف للفارق بين ماشاهدوه وبين مايقوم به معلموهم خلال المحاضرات التطبيقية.
|
|
|
|
|