| فنون تشكيلية
* كتب محمد المنيف
التظاهرة التشكيلية الرائعة التي تزدان بها الرياض هذه الايام تنوعت مشاربها واجناسها وتقنياتها فرصة ومكسبا كبيرا للمتلقي السعودي خصوصا الفنانين التشكيليين لمعرفة تجارب الآخرين عبر سلسلة من المعارض وفقت فيها الرئاسة العامة لرعاية الشباب ممثلة في الشؤون الثقافية ابتداء من المعرض اللبناني واستكمالا ببقية المنظومة القادمة مرورا بالمعرض الايراني المقام حاليا في صالة الامير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز للفنون التشكيلية بمعهد العاصمة النموذجي والذي يضم مجموعة من اللوحات التشكيلية المتنوعة الطرح والاساليب في التصوير الزيتي والاكرلك والمائيات والخط العربي والمعرض التشيكي المقام حاليا في قاعة المعارض بقصر طويق بحي السفارات لفنون الكرافيك كما ان القادم لايقل بقدر ما يحمل باقة منتخبة من الاعمال لفنانين متميزين لفنانين رواد عرب لهم حضور عالمي.
هذه المعارض تمثل طبقا رائعا من الإبداعات التشكيلية سعيا من الرئاسة العامة لرعاية الشباب لتقديم سبل المعرفة وتقريب كل التجارب للفنانين المحليين من المتخصصين والمتلقين من المتذوقين وجلب خلاصة ابداعات أولئك الفنانين مما يعني اهمية الاستفادة من هذه الخطوة الرائدة من الرئاسة ومن الشؤون الثقافية فيها, ويجعلنا نطالب الفنانين بان يستغلوا مثل هذه الفرص وعن قرب ويتعرفوا على تلك التجارب من الفنانين المشاركين والمستضافين من الرئاسة والموجودين بشكل مستمر في المعارض كما أنها فرصة رائعة لنقل الصوت التشكيلي السعودي والتعريف بما وصلنا إليه من قبل الفنانين السعوديين للوفود القادمة إلينا باعتبار الفنان متحدثا إعلاميا عن فنه للآخرين.
جولة في المعرض الإيراني
اشتمل المعرض الإيراني على ثلاث وثمانين لوحة تشكيلية نفذت بخامات الألوان الزيتية والاكرليك والاكواريل (الالوان المائية) والأحبار وتنوعت فيها الاساليب من التجريدية والرمزية والتصميم والخط العربي وبرزت فيه الرمزية والتجريدية بشكل اكثر كثافة وبقوة وجمال وروعة في التقنية, ومن هؤلاء نجد التأثيرية الانطباعية في اعمال الفنان احمد وكيل واستلهامه للطبيعة عبر ضربات سريعة من الفرشة بتمكن ورشاقة في إضافة اللمسات الإيقاعية بين الضوء والظل مع الحفاظ على الإيحاء العام للعمل وإبقاء المشاهد مرتبطا بالفكرة, وتأتي اعمال الفنانة منصورة حسيني والمستلهمة من الزهور والمنفذة بالالوان الزيتية على السولوتكس مظهرة قدرتها على مزج اللون بشكل مدروس مباشرة على اللوحة موجدة تناغما رائعا في التكوين العام جمعت فيه فئات الالوان الساخنة بالالوان الباردة بحميمية متميزة.
تأتي بعدها اعمال الفنان اعظم ضرغام بالالوان الاكرليك على قماش باسلوب تأثيري انطباعي باقتراب حذر من اسس البناء الواقعي مستلهما اعماله من البيئة بشفافية جميلة وراقية.
ومن الاعمال ذات الخصوصية التامة والمختلفة عن نسيج ما سبق من اعمال تبرز لنا لوحات الفنان مرتضى مميز من الجيل الوسط من الفنانين والذي قدم اعمالا ذات اسلوب رمزي وبطرح يجمع بين السهل والممتنع عبر بساطة الأداء وقوة التجربة وبعد النظر التشكيلي.
في المعرض أعمال للفنان فرشيد ملكي والتي قدم فيها إيقاعا لونيا اكثر منه موضوعيا اعتمد فيه على تلقائية الأداء وسرعة التنفيذ, ومن الاعمال الاكثر جذبا تباعا لاعمال الفنان مرتضى نجد التجربة الناضجة في اعمال الفنانة منيرة صحي بتجريديتها الرمزية المتألقة,, خطوط وإيقاع لوني متناغم وتوزيع هرموني موسيقي في عناصر العمل تشاركها الدهشة والجاذبية الإبداعية التشكيلية الفنانة سواد به مير برشاقة الطرح وسهولة التعامل مع الفرشاة والألوان والعمق البصري المتتابع مرحلة خلف أخرى وبنسيج متآلف بين اللون والخط أما في أعمال الفنان محمد علي جاه فاللون يذوب عبر السكين في مساحة اللوحة بتناغم لوني هادىء وبدراسة رائعة للحركة في العناصر التي تمثل مجموعة من الاغنام ففي اللوحة الاولى برزت الالوان الباردة بينما نجد في اللوحة الاخرى غلبت الالوان الساخنة قدمهما بما يدل على عمق التجربة والتحكم.
يستمر إبداع الفنانين الإيرانيين بمجموعة من اللوحات المستلهمة من الحرف العربي والزخرفة الإسلامية.
المعرض التشكيلي فرصة لا تعوض لمعرفة فنون الكرافيك
من جانب آخر يقام حاليا في قصر طويق بحي السفارات بالرياض معرض فنون الكرافيك لعشرة فنانين متخصصين ورواد هذا الفن في جمهورية التشيك ويعرض فيه نخبة متميزة من اعمال الحفر والطباعة وعلى مختلف الخامات ذات العلاقة بتقنيات الخفر ومنها الطباعة الحجرية والزنك والنحاس والخشب وغيرها مماطرأ على هذا الفن من تطوير لأساليب الأداء ومنها طباعة السلك سكرين، المعرض إضافة جديدة وهامة تقدمها الرئاسة العامة لرعاية الشباب للفنانين السعوديين ولكل محبي الفنون التشكيلية وتخصصاتها المتنوعة، لنا حديث مفصل حول هذا المعرض الذي يستحق الزيارة.
التشكيليون يثمنون ماتقدمه الرئاسة
في جولة الصفحة على المعارض الثلاثة المقامة حاليا في الرياض ومن عدد من الدول تحدث الفنانون السعوديون عن مشاعرهم مثمنين هذا الجهد من الرئاسة العامة لرعاية الشباب وعلى رأسها سمو الرئيس العام وسمو نائبه الذين اهدوا هذه المعارض والمعارض القادمة ليتمكن الفنانون من الاطلاع على التجارب الدولية, فقد علق الفنان سعد المسعري والفنان عبدالجبار اليحيا والفنان سعد العبيد والفنان محمد العمير على هذه الأنشطة وتنوع المعارض بانها فرصة لكل الفنانين للتعرف على تقنيات فنانين من دول مختلفة وقال الفنان عبدالجبار اليحيا ان الفنانين في حاجة ماسة للثقافة وهذه المعارض أحد روافدها وعلى الفنانين زيارتها أما الفنان سعد المسعري فقال إن الايام القادمة ستكشف مدى الاستفادة من هذه المعارض التي نتمنى تكرارها سنويا ويقول الفنان ابراهيم الفصام كنا نفرح حينما نجد كتابا او صورة للوحة لفنان من الاشقاء العرب أو عالمي واليوم أصبحنا نشاهدها مباشرة في الرياض ويضيف الفنان سعد العبيد ان الرئاسة حققت نتيجة إيجابية للفن التشكيلي السعودي في عاصمة الثقافة وفي هذه المناسبة الهامة, ويكمل الفنان محمد العمير التعليق بقوله إن مثل هذه المعارض كانت أمنية ويتبقى دور الفنانين وزياراتهم لهذه المعارض قبل ان تنتهي فترة عرضها.
جولات وإعجاب للوفد الإيراني بالرياض
اعدت الشؤون الثقافية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب برنامج زيارات لكل الفنانين الضيوف المشاركين في المعارض المقامة في الرياض ضمن فعاليات اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية لهذا العام فقد قام الوفد اللبناني بزيارات لعدد من القطاعات الثقافية والتعليمية ومنها مركز الملك عبدالعزيز التاريخي واطلعوا خلالها على تاريخ المملكة القديم والحديث وما طرأ عليها من نقلة حضارية في كل مناحي الحياة وفي مقدمتها بناء الانسان السعودي.
حفل للوفد يحضره عدد من تشكيليي الرياض
في حفل العشاء الذي اعدته الرئاسة العامة لرعاية الشباب للوفد الايراني وبحضور مدير عام الشؤون الثقافية المكلف الاستاذ عبدالرحمن الحميد وعدد كبير من الفنانين التشكيليين في الرياض دار حوار حول التجربة التشكيلية الإيرانية استمع فيها الجميع لشرح من الفنانين الإيرانيين اضافت معرفة وافية عن تلك التجربة وتنوع مشارب وأساليب الفنانين فيها.
|
|
|
|
|