| ملحق سوريا
الجزيرة الوحيدة في سورية، وتقع على مرمى النظر قبالة طرطوس فهما شقيقتا تاريخ وحياة, كانت أرواد أيام الكنعانيين مملكة مستقله باسم (أرادوس) وثمة نصوص قديمة وكثيرة تتحدث عن أهميتها في التجارة والملاحة, وكانت لقاء أن يزودها سكان الساحل بماء الشرب توفر لهم ملجأ يهرعون إليه كلما اجتاحتهم الغزوات الآشورية وبخاصة لأهل (عمريت) الواقعة جنوبي طرطوس والتي لاتزال تحتفظ بأسمها القديم ولكن لم يبق من معالمها الغابرة إلا معبد فريد يرقى عهده إلى القرن الخامس قبل الميلاد، وهو منحوت في الصخر ومحاط بالماء، وبقايا ملعب رياضي كبير (ستاديوم) كان يتسع ل (11) ألف متفرج ، وهو يرقى إلى القرن السادس عشر قبل الميلاد ، وكان السوريون القدماء يقيمون عليه مواسم الألعاب الرياضية التي أخذها عنهم اليونانيون بعد ثمانية قرون وأطلقوا عليها اسم الألعاب الأولمبية, أما أرواد اليوم فتتألق في البحر بجمالها الطبيعي وبساطتها الآسرة، فهي كتلة من البيوت والحصون المتراصة علي بعضها وأسوار تغسل الأمواج حجارتها الضخمة وتزين حوض مرفئها الأشرعة والزوارق ذات الألوان الزاهية والمطاعم والمقاهي الشعبية الصغيرة المطلة على البحر وعلى طرطوس , وتشتهر أرواد ببرجها الأيوبي وبقلعتها القديمة التي أصبحت متحفأ لآثار الجزيرة وللتقاليد البحرية ولذكريات النضال القومي فقد جعل منها المستعمرون حين احتلوا سورية معتقلاً بسجنون فيه زعماء المقاومة الوطنية، ولا تزال كتابات هؤلاء المناضلين التي حفروها على جدران زنزاناتهم بادية واضحة تتحدث عنهم وعن تطلعهم نحو استقلال وطنهم.
|
|
|
|
|