أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 18th October,2000العدد:10247الطبعةالاولـيالاربعاء 21 ,رجب 1421

عزيزتـي الجزيرة

تداعيات الحوادث سلبية على الحياة
التوعية المرورية قضية مجتمع بأسره
أفاد مصدر طبي أمس ان 14 شخصا من بينهم ثلاثة أطفال لقوا حتفهم على متن حافلة صغيرة لدى اصطدام شاحنة بها,, ووقع الحادث أول من أمس عندما فقد سائق شاحنة كان يسير بسرعة فائقة السيطرة على شاحنته بعد انفجار احدى عجلاتها كما اصيب أربعة آخرون بجروح خطيرة أثناء الحادث .
كثيرا ما تطالعنا الصحف المحلية والعربية أو الأجنبية بمثل هذه الأخبار المفزعة عند سماعها، المؤلمة في آثارها المترتبة عليها، ومثل هذه الأخبار هي محصلة طبيعية لقيادة غير آخذة بمعايير السلامة المرورية بل وغير مدركة لما قد ينجم عن مثل تلك القيادة المستهترة بالآخرين وهو الدخول القسري له ولمن تسبب في ايذائهم لأقسام حوادث المستشفيات فتكون البداية حياة ثانية بطيئة الايقاع قاسية الاحساس قاطعة لحياة مملوءة بالآمال والانتاج، واذ ذاك يموت الأمل ويقل الانتاج فتتأثر حياة الناس ومعاشهم ويكسد اقتصاد البلد كله وهذا هو مكمن الخطر الأكبر في عدم الأخذ باحتياطات الأمان والسلامة، اذ ان الأثر السالب يتجاوز فاعله للمجتمع كله وتداعياته تؤثر في الحياة بأكملها,,, انتاجا وتطويرا وتنمية، هذا فضلا عن صرف مالي ضخم كان يمكن أن يوجه لاستثمار الانسان نفسه ليكون أكثر فعالية لنفسه ومجتمعه لا لاتلافها.
ومسألة التوعية المرورية هي قضية مجتمع بأسره ممثل في كل أفراده وليست قضية جهاز بعينه بحكم اختصاصه، لأن تفسير المضار المباشرة المشاهدة وغير المباشرة على الفرد يحتاج نزولا في القواعد الدنيا للمجتمع في رياض الأطفال,, الأندية الشبابية,, المدرسة,, دور الرجال وتجمعات النساء لتفعيل تأثيرها على ترفيه الأسرة ومسكنها وملبسها وترحالها، ان هذه الحملة تريد جهدا شعبيا مؤمنا بخطورة وحساسية الموضوع المطروح لأنه يمسه بشكل مباشر، الحملة التوعوية المرورية تريد مساهمات القطاع الخاص لتأتي بثمارها المرجوة في أقرب وقت وبأقل جهد، هذه الحملة تريد طرقا أكثر من غير الجهات الرسمية المعنية بها حتى تسكن بالعقول الباطنة لكل الناس فيصبح الشعور الانفعالي بها عند الكل مثل انفعال كل الأسرة وهي تشاهد الأخضر الفريق الوطني وهو يحرز هدفا في مرمى خصمه، هو ساعتها انفعال لا شعوري وكل منا يعبر عن فرحته بطريقته الخاصة، فبذات تلك الدرجة يجب أن يحدث كل منا الآخرين عن السلامة المرورية له ولغيره بأخذه بمعايير السلامة والالتزام القاطع بها من دون رقابة أو اجراءات عقابية، مثل هذا الحديث يجب أن لا ينقطع وأن نضمن له الاستمرارية في الونسة ومدخل الاجتماع وفي تحويلات التلفونات وبداية البث التلفزيوني وفواتير الكهرباء وكراسات المدارس ولعب الأطفال,, التواثق على كل كذلك من تركيز الاعلام الشعبي للتأكيد على أهمية التوعية بشأن المرور، وأخذ الحيطة والحذر في السير والتوقف والتعامل مع الطريق واشاراته وارشاداته أصبح ضرورة حياتية لأخذ أقصى درجات الوقاية من مرض عضال يصعب علاجه بعد وقوعه حتى نصل بمجتمعنا لموسوعة جينيز للأرقام القياسية بأننا الأقل في حوادث سير على مستوى دول العالم، لا أن نوصف بأننا المجتمع الأكثر في حالات وفاته من حوادث السير لأنه بالمقابل يعني ان أفراده يديرون ظهورهم للوحات التوجيه ولقواعد السلامة ولا يأبهون بها، وهي بالطبع اشارات غير مريحة لأي نفس أن توصف بها ونحن قوم نرنو لقيادة نضع أرجلنا عليها مجتمعات أخرى تفقد الطمأنينة والأمن بمعناه المعنوي، مجتمعات غير مستقرة في وجدانها وسلوكها الداخلي، لأنها تفتقد بالدرجة الأولى لروحانية الايمان بالغيب,, بالله سبحانه وتعالى الخالق الحافظ وهذا هو مكمن الاستقرار النفسي الذي يجعل سلوك الانسان متزنا وطبيعيا غير شاذ وهو جوهر الاختلاف بيننا وبين الآخرين ألم، ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين، الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة وبالآخرة هم يوقنون وبالتالي يكون المرء متزنا رزينا في قيادته,, حركته,, سلوكه مع الآخرين وتعامله مع الأشياء، هذه المكونات التي تجعلنا رائدين على الآخرين ان أحسنا استيعابها وتناولها بصدق وشفافية لأنها تفتق عندنا مقدرات فذة في التناول والابداع وتذوق الأشياء!!
ان حفظ الحياة وعدم هلاكها هي مقاصد الشريعة ومن طباعنا العربية القديمة جدا، وقد يبدو ذلك جليا لكل ناظر في تاريخنا العربي القديم عندما عقدنا حلف الفضول بأن نرد الظلم ونحفظ الدماء ونغيث الملهوف ونعين على نوائب الدهر,, انها قيمنا ومثلنا التي نأبى لها أن تندثر أو تموت بأي طريقة كانت، العولمة أو تجاوز معايير السلامة المرورية.
نصر الدين الطاهر
المركز الاعلامي للتوعية المرورية والأمنية بمركز الأمير سلمان الاجتماعي

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved