أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 18th October,2000العدد:10247الطبعةالاولـيالاربعاء 21 ,رجب 1421

عزيزتـي الجزيرة

صدق الفاروق
لا سواء,, قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار
هذا ما قاله الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه بعد سماعه لمقولة ابي سفيان حين قال بعد معركة أحد يوم بيوم بدر والحرب سجال ,, فقال الفاروق هذه العبارة لكي تسطر في التاريخ بماء الذهب الى يوم الدين,,, انها الثقة العظيمة بالله عز وجل الثقة التي تحمل المسلم على الصمود في وجه الباطل ولو كان ذلك على حساب عمره وحياته,, ان هذه الكلمة حينما يستيقن منها المسلم تقوده بإذن الله الى احدى الحسنيين اما النصر واما الشهادة.
صدقت يا أبا حفص، قتلانا في الجنة,, وهل هي جنة واحدة يا ترى؟ كلا بل جنان كثيرة,, ويغفر لهم عند أول دفعة من دمائهم,, ويرون مقاعدهم في الجنة,, ويزوجون اثنتين وسبعين من الحور العين,, ويحلون حلية الايمان,, ويجارون من عذاب القبر,, ويأمنون من الفزع الأكبر,, ويوضع على رأس الواحد منهم تاج الوقار الياقوتة فيه خير من الدنيا وما فيها,, ويشفعون في سبعين من أقاربهم,.
قتلانا,, في الجنة ينعمون في أعلى المراتب مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا,,
قتلانا,, أرواحهم في الجنة في جوف طير خضر,, لهم بيوت في وسط الجنة، وبيوت في أعلى غرف الجنة,.
قتلانا,, في الجنة، يتمنون أن لو عادوا الى الدنيا مرارا كي يقتلوا,, كي تمزق أشلاؤهم,, وتقطع أطرافهم,.
وتراق في سبيل الله دماؤهم,, لما يرون من الكرامة عند ربهم,.
أما من لم يقتل منا فلهم الدرجات العالية والمنازل الرفيعة السامية,.
من أغبرت قدماه فقط في سبيل الله حرمه الله على النار,.
ومن رابط يوما في سبيل الله كان خيرا له من الدنيا وما عليها,.
ومن سهرت عينه في سبيل الله حرمها الله على النار,.
وما خالط قلب امرىء رهج خوف أو فزع في سبيل الله الا حرم الله عليه النار,.
نعم لا سواء,, أين هؤلاء من قتلى اليهود والنصارى والمشركين,.
الم تر أن السيف ينقص قدره
اذا قيل ان السيف أمضى من العصا؟
كيف نقارن بين فريقين، أحدهما في أعلى عليين، والآخر في أسفل سافلين,, أحدهما في قمة الدرجات، والآخر في جحيم الدركات؟ انها مسألة لا تحتاج الى كبير تأمل ولا الى كثير استدلال فالأمر كالقمر عند اكتماله بدرا واضح وضوح الشمس,.
فقتلاهم يبشرون بالجحيم، وبالنار والعذاب الأليم,, تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون,.
يتمنى أحدهم أن لو كان مسلما موحدا رُبَمَا يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ولكن قد انتهى الأمر وحقت الحاقة ووقعت الواقعة وقيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين .
فيا إخواني اعلموا أنكم على باب عظيم من أبواب القربات الجهاد في سبيل الله وقد وعد الله المجاهدين بالنصر والتمكين في دار الدنيا كما وعدهم بالفوز العظيم في دار القرار، قال الله تعالى: أُذِن للذين يقاتَلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير , فلا يتطرقن الى نفوسكم وهن ولا يصيبنكم العجز والخور فالعاقبة لكم بإذن الباري عز وجل, والنصر قادم بمشيئة الله، ولقد سبقت كلمة رب العالمين أن جنده لهم الغالبون وان حزبه هم المفلحون, فقد قص تعالى ذلك في كتابه اذ قال: فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علو تتبيرا، عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا .
علّقوا الرجاء بالله ولا تعبئوا بأحد عداه,, اعتصموا بربكم وأيقنوا بأنه معكم ما دمتم معه.
أيها المسلمون في كل مكان ها قد فُتح باب من أبواب الجهاد فلبوا نداء الله انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون .
فلا تعدموا الخير بجهاد بأنفسكم أو بأموالكم أو بأقلامكم أو بخطبكم,, جاهدوا بأي نوع من أنواع الجهاد تستطيعونه، ولا تكونوا من أولئك الذين رضوا بأن يكونوا مع الخوالف أو من الذين كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين .
ولا تخشوا أولئك الأوغاد فهم أجبن الخلق كما وصفهم الله عز وجل اذ قال: لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون، لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون انهم يهود أجبن الخلق وأشد الناس خوفا عند اللقاء ففي الحديث تقاتلون اليهود حتى يقول الشجر والحجر يا مسلم يا عبدالله ورائي يهودي تعال فاقتله ,, تراهم يهربون كالفئران وهم كذلك عند أدنى قارعة يحسبون كل صيحة عليهم .
قوم سخط الله عليهم ولعنهم وغضب عليهم وضُربت عليهم الذلة والمسكنة أينما كانوا، فهل يُنصَرون على أولياءالرحمن، وهل ستدور الدوائر الا عليهم؟
ولا تغرنكم كثرتهم فهم غثاء كغثاء السيل وتمثال من الشمع تظهر حقيقته عند حرارة الموقف واذا حمى الوطيس واشتد الخطب عرفت الأمور على حقيقتها.
ولا تخدعنكم عدتهم فمن كان الله تعالى عدته فلن يغلب ولو كادته السماوات والأرض لجعل الله له من بينها فرجا ومخرجا.
ومع ذلك كله لا يثبطنكم المرجفون والمخذلون المنافقون فهذا ديدنهم في كل حين وهجيراهم في كل وقت فهم كالمرض الخبيث في جسد الأمة لا يقطعه الا ان يستأصل من جذوره لذا حذرهم الله عز وجل من عملهم ذلك فقال: لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا .
ومع ذا وذاك لا تعلقوا آمالكم على تصريحات الجبناء ولا أقاويل الضعفاء فكلامهم أمثال البالون تراه كبيرا في حجمه ولكنه في الحقيقة لا شيء، وليكن كل واحد منكم عصاميا ينطلق من وحي القرآن وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد فهمهما من علماء السنة والجماعة.
نسأل الله تعالى أن ينصر دينه وأن يعلي كلمته وأن يربط على قلوب اخواننا هناك على أرض الجهاد وأن يسخر لهم ملائكة السماء برحمته وجنود الأرض بقدرته وأن يهلك عدوه وعدوهم وان يزلزل الأرض من تحت أقدام يهود وأن ينزل عليهم صاعقة من السماء ونسأله ألا يرفع ليهود راية وأن يجعلهم لمن خلفهم مثلا وآية.
رواه أحمد وابن ابي حاتم وذكره ابن هشام عن ابن اسحاق .
ابراهيم بن مطرف المطرف
انوية المدائن

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved