| عزيزتـي الجزيرة
اطلعت على ما كتب في جريدة الجزيرة سواء من قبل الكتاب أو القراء أو الشعراء تفاعلاً مع انتفاضة القدس الشريف بشكل عام ومع قضية الطفل محمد الدرة بشكل خاص واحببت أن اشارك في هذه الصفحة العزيزة مساهمة مني حيال هذه القضية وأقول مستعيناً بالله عز وجل ان أبشع تاريخ عرفته البشرية هو تاريخ اليهود الذي بنوه على أساس من الغدر والخيانة ونقض العهود والمواثيق والاتفاقيات تلك الصفات التي عرفتها أمم الأرض وشعوبها عنهم قديماً وحديثاً.
فما يوقعون على مواثيق واتفاقيات بالصباح سرعان ما ينقضونها في المساء وما مؤتمر مدريد إلا أكبر دليل على ذلك.
ولعل المطلع على تاريخهم الأسود يجد تلك الصفات بهم وما قصه الرسول صلى الله عليه وسلم مع يهود بني النضير وقينقاع حول المواثيق التي وقعوها في غزوة الخندق التي سرعان ما نقضوها ولم يوفوا بذلك العهد ولكن الرسول عرف ما هو العلاج مع هؤلاء وهو طردهم وتشريدهم من المدينة.
واليهود هم أبناء القردة والخنازير لانهم رضعوا من ثدي الخنازير وتغذوا على لحومها ولذا تجردوا من معاني الإنسانية ولا يوجد بهم صفة من صفات بني البشر التي أقلها الرحمة والشفقة ولكن اتصفوا بصفات الحيوانات المفترسة ولذا نجدهم يميلون بالشفقة والرحمة إلى الحيوانات أكثر من ميلهم إلى الانسانية, أنفقوا الأموال الطائلة وأوجدوا المنظمات التي تهتم بالحيوانات في حين لم يكن لديهم أدنى اهتمام بالانسان.
ان الاحداث الأخيرة التي حصلت في فلسطين على أيدي ابطال الحجارة للدفاع عن القدس الشريف من تدنيس الارهابي المتطرف شارون والذي أحيط بدروع شديدة قوامها 2000 جندي بالاضافة إلى المدرعات والأسلحة الفتاكة خوفاً من قذائف حجارة الأطفال التي على اثرها اطلق ابناء القردة والخنازير وابل الرصاصات على كل شخص في كل اتجاه من الرعب الذي أصابهم.
ولعل الصورة التي التقطت للطفل محمد الدرة وبثتها جميع وسائل الإعلام العالمية وكان لها ردود فعل قوية على الجريمة البشعة وهي تصور تلك اللقطات عندما كان الطفل يختبئ خلف والده ووالده يلوح بيده محاولاً منع الرصاص لتستقر في جسم هذا الطفل الشهيد إن شاء الله.
تلك الحادثة تؤكد بشاعة وجرم الحادث الذي ارتكب من قبل جنود الغدر والخيانة.
ولعل الجبن من الصفات الموجودة بهم وهي حقيقة نشاهدها يومياً على شاشات التلفزة: طفل فلسطيني يقذف حجارة تجاه عشرات الجنود وتراهم يتفرقون يمنة ويسرى بل يولون مدبرين خوفاً من تلك الحجارة وهذا يؤكد قوله تعالى: لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون , سورة الحشر، آية 13.
نعم انهم لا يقاتلون الفلسطينيين إلا وهم بجانب الأسوار والحيطان أو من خلف الحواجز التي وضعوها بل أن سياراتهم الناقلة للجنود احاطو جميع زجاجاتها بسور من الحديد وهذا يؤكد الجبن والخوف الذي يعتريهم على الرغم من أنهم يملكون أحدث الأسلحة وأفتكها.
وأقول ان مؤتمرات الاستسلام واجتماعات الاستفزاز التي تعقد بين حين وآخر لن تجدي أبداً وهي شبيهة بمن يبحث عن الماء في السراب, فكم من اجتماعات عقدت وكم من الاتفاقيات أبرمت وكم عهود وثقت وكم من تنازلات عرضت ونتائجها تقتيل وتشريد وتهديد وتخويف وهذا كله على مرأى ومسمع من راعية الاستسلام ومشجعة الارهاب أمريكا لانهم من بني جلدتهم في الدم والدين وان اختلف في الموقع والمسمى.
وأقول انه لن يعيد للأمة العربية مجدها وقوتها ومكانتها وسيادتها وريادتها إلا كتاب الله وسنة رسوله وتطبيقها في جميع شؤونهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية بدلاً من الأنظمة والقوانين المستمدة من الغرب التي ما زادتهم إلا تخلفاً واذلالاً وتفرقاً وما قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه نحن قوم أعزنا الله بالإسلام واذا ابتغينا العزة بغيره اذلنا الله، فلن يكون للأمة العربية عزة إلا بالاسلام فقط.
والمملكة هي الدولة الوحيدة الفريدة التي جعلت من كتاب الله وسنة رسوله نظاماً ودستوراً تحتكم إليه في جميع شؤونها مما جعلها تحظى بمكانة مرموقة سواء على المستوى الإسلامي والعربي والدولي وهذا كله بفضل تطبيقها للإسلام.
والمملكة لها مواقفها المشرفة الثابتة تجاه القضية الفلسطينية منذ عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله وسار على نهجه ابناؤه البررة حتى عهد خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله الذي أولى القضية الفلسطينية جل اهتماماته ودعمها سياسياً ومادياً ومعنوياً.
ولقد حظيت الانتفاضة الأخيرة باهتمام بالغ من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني والمتمثل بالأمر السامي بمعالجة المصابين في مستشفيات المملكة والتبرع بمبلغ 30 مليوناً وكذا 20 سيارة اسعاف بالاضافة إلى الزيارة التي قام بها ولي العهد للمصابين في المستشفى ومنحهم وسام الملك عبدالعزيز وتبرعه ب 10 ملايين وهذا يؤكد حرص واهتمام قيادة هذه البلاد وشعبها بالقضية الفلسطينية، وما حملة التبرعات التي تعلن على الهواء من تلفزيون المملكة والاعداد الكثيرة التي توافدت بجميع فئاتها رجالاً ونساء صغاراً وكباراً امر يبعث على الارتياح والسرور.
نسأل الله عز وجل ان يعجل بالنصر المبين وان يسدد سهام اخواننا في فلسطين وان يزرع الرعب والخوف ويشتت شمل اليهود انه ولي ذلك والقادر عليه.
ناصر بن عبدالعزيز الرابح حائل
|
|
|
|
|